الحياة لعبة وهذه هي قوانينها | 14

إسلام بحيري
saidnorsia@gmail.com

2021 / 1 / 13

لقد أنشأت قوانين في الكون تمكنك أن تخلق ما تختاره حرفياً. هذه القوانين لا يجوز انتهاكها ولا يمكن تجاهلها. أنت تتبع هذه القوانين الآن، حتى وأنت تقرأ هذا. لا يمكنك العمل خارجها. فهذه هي طرق عمل الأشياء.
كل دقيقة من حياتك كنت تعمل بداخلها - وكل ما واجهته ومررت به من قبل أنت خلقته. أنت إذاً في شراكة مع الله. نحن نتشارك في عهد أبدي. وعدي لك هو أن أقدم لك دائمًا ما تطلبه. ووعدك أن تطلب، ولفهم عملية السؤال والرد فقد شرحت لك هذه العملية بالفعل مرة واحدة، وسأفعل ذلك مرة أخرى، حتى تفهمها بوضوح.
أنت كائن ثلاثي، تتكون من جسد وعقل وروح. يمكنك أيضًا تسمية هذه الأشياء المادية وغير المادية والميتافيزيقية.
هذه الجوانب الثلاثة لك هي في الواقع ثلاث طاقات. يمكنك أن تسميهم الفكر والكلمة والعمل. ينتج الثلاثة معًا نتيجة، تسمى في لغتك وفهمك شعورًا أو تجربة.
نفسك (اللاوعي، الهوية، الروح، الماضي، وما إلى ذلك) هي مجموع كل شعور سبق لك (خلقه). إن وعيك ببعض هذه الأشياء يسمى ذاكرتك. عندما يكون لديك ذاكرة، يُقال لك إنك تتذكر، تستعيد ذاكرتك. إعادة تجميع الأجزاء.
عندما تعيد تجميع كل أجزائك، تكون قد تذكرت "من تكون أنت حقًا" (1).
تبدأ عملية الخلق بالفكر. فكرة، تصور، تخيل. كل ما تراه كان ذات يوم فكرة لشخص ما. لا يوجد شيء في عالمك لم يكن موجودًا في البداية كفكر خالص. هذا صحيح بالنسبة للكون أيضًا.
الفكرة هي المستوى الأول للخلق.
بعد ذلك تأتي الكلمة. كل ما تقوله هو فكرة تم التعبير عنها. إنها مبدعة وترسل طاقة إبداعية إلى الكون. الكلمات أكثر ديناميكية (وبالتالي، قد يقول البعض أنها أكثر إبداعًا) من التفكير، لأن للكلمات مستوى اهتزاز مختلف عن الفكر. إنها تعطل (تغير، تبدل، تؤثر) على الكون بتأثير أكبر.
الكلمات هي المستوى الثاني من الخلق.
بعد ذلك يأتي العمل. الأفعال كلمات تتحرك، والكلمات أفكار تم التعبير عنها. التفكير هو أفكار تشكلت. الأفكار عبارة عن طاقات تجمعت. والطاقات هي قوى تحررت. القوى عناصر موجودة. العناصر هي جزيئات الله، أجزاء من الكل، هي المادة الخام لكل شيء.
فالبداية هي الله، والنهاية هي العمل. العمل هو إظهار الله حقاً، أو هو الله المجرب المعاش المشعور به.
إن تفكيرك عن نفسك كما يلي: أنك لست جيدًا بما يكفي ولست مدهشاً يكفي ولست بريئاً بلا خطيئة بما يكفي لتكون جزءًا من الله، في شراكة مع الله. لقد أنكرتَ لفترة طويلة من أنت حتى أنك نسيت من أنت.
هذا لم يحدث بالصدفة. هذا ليس صدفة. كل هذا جزء من الخطة الإلهية - لأنك لا تستطيع أن تدعي أو تخلق أو تشعر - من أنت، إذا كنت بالفعل كذلك. كان من الضروري أولاً أن تفصل (تنكر، تنسى) اتصالك بي، من أجل الشعور به بالكامل من خلال خلقه بالكامل، وذلك بالاتصال به مجدداً. إن أعظم أمنياتك - وأكبر رغباتي - كانت أن تشعر أو ترى نفسك كجزء مني. لذلك فأنت في طور تفعيل معرفتك بنفسك والشعور بها، من خلال خلق نفسك من جديد في كل لحظة. وأنا مثلك أيضاً من خلالك.
هل ترى الشراكة؟ هل تفهم آثارها؟ هي تعاون مقدس، إنها شركة مقدسة حقًا.
سوف "تنطلق" الحياة من أجلك، إذن عندما تختار ذلك. ولكنك لم تختر ذلك حتى الآن. لقد قمت بالمماطلة والاحتجاج لفترة طويلة، وقد حان الوقت الآن لفعل ما وعدت به. وللقيام بهذا، يجب عليك أن تُصَدّق الوعد وتحيا به. يجب أن تحيا وعد الله.
وعد الله أنك ابنه. ذريته. شبيهه. نظيره.
آه... هنا أنت يمكنك أن تقبل أن تكون "ابنه" أو "نسله" أو "شبيهه"، لكنك تتراجع عن أن يكون اسمك "نظيره". إن قبول هذا صعب جداً، ضخامة ودهشة مفرطة، مسؤولية كبيرة. لأنك إذا كنت متساويًا مع الله، فهذا يعني أنه لن يتم فعل شيء لك وأن كل الأشياء من صنعك، وأنه لا يمكن أن يكون هناك المزيد من الضحايا والأشرار، فقط ستوجد نتائج تفكيرك في شيء ما.
لذلك سأقول لك شيئاً : إن كل ما تراه في عالمك هو ثمرة تفكيرك فيه.
هل تريد أن "تنطلق" حياتك حقًا؟ غيّر فكرتك عنها. وعنك. فكر وتحدث وتصرف كمظهر لله، كصورة حقّيّة لله (2).
بالطبع سيفصلك هذا عن معظم رفاقك. سيتهمونك بالجنون والتجديف. وفي النهاية عندما يستنفدون كل الطرق، سيحاولون صلبك.
سيفعلون ذلك ليس لأنهم يعتقدون أنك تعيش في عالم من أوهامك (معظم الرجال كرماء بما يكفي للسماح لك بممارسة متعك الشخصية)، ولكن عاجلاً أو آجلاً، سوف ينجذب الآخرون إلى حقيقتك، من أجل الوعود التي يحلمون بها.
هنا سيتدخل الآخرون لأنك هنا ستبدأ في تهديدهم. لأن حقيقتك البسيطة، عيشك الحياة ببساطة، سيضفي المزيد من الجمال، والمزيد من الراحة، والمزيد من السلام، والمزيد من الفرح، والمزيد من حب الذات والآخرين أكثر من أي شيء يمكن أن يدبره الآخرون على الأرض.
وهذه الحقيقة إذا تم تبنيها، ستعني نهاية طرقهم. سيعني نهاية الكراهية والخوف والتعصب والحرب. نهاية الإدانة والقتل التي جرت باسمي. نهاية منطق البقاء للأقوى. نهاية تسويق الشراء والإستهلاك من خلال القوة. نهاية الولاء والتكريم من خلال الخوف. نهاية العالم كما يعرفونه وكما خلقتموه حتى الآن.
لذا كن مستعدًا، أيها النفس الزكبة. لأنك سوف تُذمّ وتُبصق عليك، ويُطلق عليك أسماء، وتُهجر، وفي النهاية سوف يتهمونك، ويحاكمونك، ويدينونك - كل ذلك بطرقهم الخاصة - من اللحظة التي تقبل فيها وتتبنى قضيتك المقدسة، وهي تحقيق الذات.
لماذا إذن تفعل ذلك؟
لأنك لم تعد مهتمًا بقبول أهل الأرض جميعاً. لم تعد راضيًا عما جلبه ذلك لك. لم تعد مسرورًا بما قدمته للآخرين. تريد أن يتوقف الألم، وأن تتوقف المعاناة، وأن ينتهي الوهم. لقد سئمت من هذا العالم كما هو الآن. أنت تبحث عن عالم جديد.
لم تعد تسعى إليه. ولكنك الآن تتصل به مجدداً.

هل يمكنك مساعدتي في فهم كيفية القيام بذلك بشكل أفضل؟
= نعم. انتقل أولاً إلى أسمى أفكارك عن نفسك. تخيل نفسك كما لو كنت تعيش هذا الفكر كل يوم. تخيل ما ستفكر فيه، وتفعله، وتقوله، وكيف ستستجيب لما يفعله الآخرون ويقولونه.
هل ترى أي فرق بين هذا التنبؤ وما تعتقده وتفعله وتقوله الآن؟

نعم. أرى قدرًا كبيرًا من الاختلاف!
= حسناً. هذا ما يجب أن يكون، لأننا نعلم أنك الآن لا تعيش أسمى رؤية لنفسك. الآن، بعد أن رأيت الاختلافات بين مكانك والمكان الذي تريد أن تكون فيه، ابدأ في تغيير - التغيير بوعي - أفكارك وكلماتك وأفعالك لتلائم أعظم رؤاك.
سيتطلب هذا جهدًا عقليًا وجسديًا هائلًا. سوف يستلزم مراقبة مستمرة، لحظة بلحظة لكل فكرة وكلمة وفعل. و اتخاذ القرارات المستمرة - بوعي. هذه العملية برمتها هي تحرك هائل للوعي. وما سوف تكتشفه - إذا واجهت هذا التحدي - هو أنك قضيت نصف حياتك فاقدًا للوعي. بمعنى أنك كنت غير مدرك - على مستوى الوعي - كيف تختار الأفكار والكلمات والأفعال حتى تواجه عواقبها. ثم، عندما تواجه هذه النتائج، فإنك تنكر أن أفكارك وكلماتك وأفعالك لها علاقة بها.
هذه دعوة لوقف مثل هذا العيش اللاواعي. إنه تحدٍ دعتك روحك إليه منذ الأزل.


يبدو أن هذا النوع من المراقبة الذهنية المستمرة قد يكون مرهقًا للغاية.
= يمكن أن يكون، حتى يصبح طبيعة ثانية. في الحقيقة، إنها طبيعتك الثانية. فإن طبيعتك الأولى أن تكون محبًا حباً غير مشروط، بلا قيد أو شرط. وأما طبيعتك الثانية فهي أن تختار أن تعبر بوعي عن طبيعتك الأولى، طبيعتك الحقيقية.

معذرةً، لكن هذا النوع من التحرير المستمر لكل ما أفكر به وأقوله وأفعله ألن "يجعل الشخص مملًا"؟
= أبداً، سيجعله مختلفاً نعم. أما ممل فلا. هل كان المسيح مملًا؟ لا أعتقد ذلك. هل كان حضور ووعي بوذا مملًا؟ لقد توافد الناس متوسلين ليكونوا في حضرته. ليس هناك أحد ممن بلغ التمكن والسيادة والسيطرة على نفسه مملًا. ربما غير عادي، أو استثنائي فوق العادة، لكن أبداً غير ممل.
لذا - هل تريد أن "تنطلق" وترتقي حياتك؟ ابدأ فورًا بتخيلها بالطريقة التي تريدها - وانتقل إلى ذلك. تحقق من كل فكرة وكلمة وعمل لا يتوافقون مع ذلك وابتعد عنهم (3).



وللحديث بقية..
نقلاً عن كتاب حوارات مع الله
Conversations with God
للمعلم الروحي الأمريكي نيل دونالد والش
للتواصل: islambehiri@gmail.com
______________________________
(1) المقصود هو استحضار البعد الروحي منا، مشاهدة أننا مخلوقات روحانية علوية ليست من هذا العالم الأدنى، وأن احتياجات الجسد لا تتوقف عليها حياتنا لأننا أحياء بأرواحنا لا بأجسادنا وأنفاسنا، وأرواحنا كانت حية منعمة بمشاهدة جمال عالم الملكوت وكان هذا هو نعيمها الأكبر ولا زال حتى الآن، ويمكنها الإتصال به من خلال الإتصال بذاتك الداخلية غير المرئية.
(2) بمعنى أنك صورة من الحق، بصفات جماله كلها. فالمؤمن تتجلى في نفسه أسماء الجمال (الرحيم الودود العفو الغفور الكريم الحليم..) الخ، ويعامل الناس بها.
(3) ليست في هذا صعوبة، هو نوع من التمرين الروحي، تمرين للعضلات العقل – إن صح التعبير - مثل تمرين عضلات الجسد تماماً، ومثلما أنه لا يوجد أحد يبني جسداً قوياً دون "جهد" متواصل مصحوب بألم معقول ومختار، فكذلك الأمر في التمارين الروحية بلا فرق.
عندما تلوح لك فكرة لا تتماشى مع رؤيتك العليا وأسمى أفكارك، غيرها إلى فكرة جديدة، وعندما تقول شيئًا لا يتماشى مع أعظم أفكارك، ضع ملاحظة وأْمُر نفسك بعدم قول شيء كهذا مرة أخرى. عندما تفعل شيئًا غير متوافق مع أفضل نواياك، قرر أن تجعله الأخير. واجعل هذا مفهوماً لكل من كان له علاقة بذلك إن استطعت.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن