ضرورة تحديث المشروع القومي التركماني السوري

مختار فاتح بيديلي
mukhtarfatih@hotmail.com

2020 / 12 / 25

لعل أولى خطوات هذه المراجعة نحو التجديد والتحديث تنطلق من كيفية رؤية الآخر، بحيث تكون العلاقة معه علاقة وصل لا قطع، علاقة بناء وشراكة لا صدام من أجل الانفصال، خصوصا أن الظواهر الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والخصائص العلمية تغيرت كثيرا. ولعل ما يدفع الأمور بهذا الاتجاه وجود فضاء حضاري مشترك، يمكن أن يساعد في طرح صيغ عمل مشتركة من أجل المستقبل، فيكون الذهاب إلى تحقيق الهوية القومية التركمانية ، بوصفها هوية متأصلة في البنية الحضارية للمنطقة، من خلال التغيير من داخل الدول نفسها، وليس بالصدام معها، أي أن تكون الديمقراطية والآليات الدستورية والقانونية المتاحة بوصلة العمل، على أن تحقق الخطوات التكتيكية استراتيجية طويلة المدى، من أجل التغيير المنشود. ويحمل هذا المسار قيمة استراتيجيةً، لا لجهة تحقيق الهوية القومية فحسب، بل لجهة تغيير الآخر المختلف، ودفعه نحو تحقيق المشترك الحضاري.
من هذا المنطلق رسالتنا موجه الى الشباب، أبناؤنا، بناتنا، إخواتنا السوريون عامة والتركمان خاصة ، علـّه يكون متكأً تستندون إليه في مشوار حياتكم، نحو المستقبل الحداثة والحرية، والكرامة والعدالة وبناء المجتمع الحر الذي يزول فيه الإضطهاد القومي والتأخر الإجتماعي، ويتساوى فيه جميع الأفراد، تحت مظلة جماعية واحدة، تظلل كل شعوب الأرض. هي مظلة الديمقراطية والعدالة الإجتماعية.
طبعا هذا حلم الإنسان منذ فجر البشرية، بأن يكون لحياته معنى، وأن تبنى على قيم أخلاقية في صلبها، أن يكون جزءاً فاعلاً في مجتمعه، وفي الوقت ذاته فرداً مستقلاً قادراً على التفكير الحر وإطلاق طاقاته لصالح المجموع ولصالح ذاته. هذه هي المعادلة التي يسعى إليها كل إنسان واع ومتنور ومسؤول.
لقد جاءت هذه المعادلة أي الجمع بين مصلحة الجماعة ( القومية ) ومصلحة الفرد، حصيلة كفاح طويل سالت خلاله أنهار من الدماء، وحصيلة إجتهادات وإبداعات مفكرين وفلاسفة وسياسيين دفع الكثير منهم حياته شنقاً أو قتلاً أو إغتيالاً أو إعتقالاً.
إن حاجة مجتمعنا السوري التركماني لهذه المعادلة وفكرة الجمع بين القومية والمواطنة الديمقراطية ليست أقل من أي مجتمع أخر. لأن مجتمعنا يعيش حالة تأخر إجتماعي وثقافي مثل كل المجتمعات الشرق الاوسط رغم التغيرات الكبيرة التي حصلت فيه، نحتاج الى التطوير والتحديث لافكارنا ونهج حياتنا ونبتعد عن الافكار القديمة البالية التي كانت تعتبر محطة للتفكير والمضي قدما نحو المستقبل المشرق لاجيالنا .
إن الفكرة الأساسية للتجديد الفكري والروحي ؛ هي بعث الحياة والروح من جديد في الفكر القومي التركماني لدى الشباب، مع تحليل عناصر وجودها وقيمها واهدافها ،للقيام بعملية تطوير وإعادة صياغة هذه العناصر والأهداف والحقوق التي يناضل من أجلها تركمان سوريا ،من جل ان يتناسب مع العصر التطور الذي نعيش فيه ولمواجهة التحديات التي فرضت نفسها في طريق نضالنا من أجل حقوقنا وهويتنا القومية المغتصبة في دولة البعث .
هدفنا من التجديد إعادة نشر الفكر القومي التركماني لدى الشباب لتكون الأجيال قادرة على استيعاب مفهوم القضية التركمانية السورية بشكل أفضل ولإيجاد فكر قومي موحد بين جميع شرائح المجتمع التركماني السوري.
لقد مررنا بحقبة تاريخية مليئة بالمعاناة والمآسي والمظالم وهضم الحقوق الثقافية والاجاماعية والسياسية التي ارتكبت بحقنا وبحق تاريخنا وانتماءنا الوطني في سوريا علما ان تركمان سوريا كانوا ومازالوا وطنيون ضمن فسيفساء المجتمع السوري .إن القومية، ليست ديناً نزل من السماء، إنما هي ظاهرة تاريخية، نشأت عبر التاريخ وعبر تفاعل الإنسان مع أفراد المجموعة وتفاعله مع الطبيعة، أي عبر النشاط الذي قام به الإنسان من أجل الحفاظ على وجوده وبقائه ومن أجل سد حاجاته المادية والروحية وتحقيق الحد الأدنى من الأمن الإجتماعي والسلام الداخلي.وهذا ما يسمى بثقافة الشعوب أو الهوية الثقافية أو الهوية القومية.
لذلك كان لابد من عملية تنظيف الذات التركمانية من الشوائب التي لصقت بها نتيجة تلك الحقبة مع كشف وإعادة عناصر تكوين القومية التركمانية من جديد ،لاستيعاب المتغيرات وبناء الشخصية التركمانية من جديد بفكر قومي مستقل يعكس حقيقة الانتماء للقومية التركمانية والظروف الخاصة المحيطة بها ، ومحاولة استيعاب هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا والمضي قدما في تحقيق البنية التحتية للحراك الاجتماعي .
ويجب أن تكون الغاية من التجديد والحراك هي التعريف بثقافتنا وحقوقنا القومية وإبراز عناصر وجودنا في المجتمع وإكسابها الشرعية في الوجدان المجتمع والدستور في سوريا الغد سوريا المستقبل .
بصفة عامة، فإن التعريف الكلاسيكي للقومية يحوم حول كونها فكراً وروحاً، تجمع مجموعة من الأفراد وتربطهم على أسس مشتركة، منها: العرق، واللغة، والقيم، والتقاليد، والدين، والتاريخ، إلخ... وإذا ما أضفنا لهذه العناصر وجود بقعة جغرافية محددة يعيشون فيها، ويحكمون أنفسهم، فنضفي على هذا الكيان لفظ «الدولة القومية». والقومية هنا تخلق روحاً مشتركة تميز هذا الشعب عن غيره، وتثبت عناصره وقوته؛ بل تخلق له هويته وكينونته، وتساهم في بناء آماله وطموحاته. من وجهة نظر سياسية أو اجتماعية، هناك ثلاثة عناصر رئيسية لفهم أصول وأسس القومية التركمانية :
العناصر الثلاثة هي اللغة التركمانية او التركية والتاريخ التركماني العريق والدين الإسلامي الحنيف.
كانت هذه العناصر ولازالت هي المحركات الأساسية التي أنتجت حضارات ضربت جذورها في عمق التاريخ وتركت للإنسانية تراثا حضاريا راقيا لا يمكن نكران دورها ووجودها أبداً في مسيرة الحضارة الإنسانية
هذه المحركات الثلاثة عندما تصاب إحداها بوهن أو ضعف ، تضعف معها الرابطة القومية ، ومن المستحيل اليوم الوصول إلى فكر نهضوي للقومية التركمانية من دون المزج بين هذه المكونات فحالة الاتصال والتأثير بين هذه المكونات الانفة الذكر هي التي تعطي الديمومة للقومية التركمانية ، وأي تفكيك لهذه المكونات تدخلها في جدلية النقاش العقيم حول هوية وانتماء القومية ،أهي علمانية أم إسلامية ، التي بدورها تؤدي إلى هدر الوقت وبث الفتنة والفرقة بين أبناء شعبنا التركماني .في مجرى حياة الجماعة تحدث تناقضات وصراعات داخلها وتنفصل الى مجموعات أصغر، عشائرية أو مذهبية أو غيرها وقد ينشب بينها اقتتال وحروب دائمة. وتنشأ الحاجة الى توحيد عدد من المجموعات ذات الصفات المشتركة، صفة اللغة والتاريخ والحضارة والأرض المشتركة. من أجل ذلك تنشأ حركات سياسية يقودها أكثر أفراد القوم وعياً وشجاعة ومعرفة، لتوحيد القوم في أمة واحدة تحت قيادة موحدة . وهكذا ينتقل القوم من حالة إجتماعية متأخرة، فيها تناقضات وصراعات عشائرية أو دينية أو مذهبية أو جهوية الى حالة أكثر تقدماً ويصبح إنتماء الفرد الأول الى قوميته بعد أن كان في المرحلة السابقة مقتصراً على عشيرته أو مذهبه.
فالقومية هي الملكة الفكرية والأداة التي من خلالها يستطيع التركماني التعبير عن ذاته وشخصيته القومية المتميزة ، فالنهضة القومية من دون التنوير والإيضاح سيكون فعلا يفتقد القدرة على مواجهة التحديات كما سيكون عاجزا أمام عملية النقد الذاتي ، لتصحيح مسار القضية التركمانية إن حصل فيها أخطاء ، وإدراك المستقبل بإنتاج خيارات تتوافق مع قوميتنا وتاريخنا وحقيقة وجودنا على الجغرافيا السورية ، وتحاول أن تضع حلول لمشاكلنا تحاكي الواقع وتبتعد عن الخيال .
بهذا الفهم التاريخي والعملي للقومية، وبهذه النظرة المستقبلية الواثقة نمضي قدماً في التمهيد لتحقيق المشروع الثقافي القومي التركماني. نسلح الأجيال الشابة بالذخيرة الفكرية والسياسية العصرية والديمقراطية لتحقيق الإنجازات ومواصلة المشوار. نحو الحرية والعدالة.
اللغة هي أهم الروابط المعنوية التي تربط الفرد التركماني بغيره من الناس ،لأنها أولا واسطة التفاهم لنقل الأفكار والمكتسبات من الآباء إلى الأبناء ومن الأجداد إلى الأحفاد ،واللغة التركية هي اللغة التي ننشأ عليها وتتكيف تفكيرنا معها بكيفيات خاصة ،كما أن اللغة تؤثر في عواطفنا تأثيراً عميقاً ، إنها اللغة التي نسمعها من الصغر واللغة التي تخاطبنا أمهاتنا بها منذ أوائل حياتنا الواعية ، لغتنا التركية بالنسبة لنا هي لغة التنويمات والأغاني التي تهز مشاعرنا منذ عهد الطفولة هي نوعاً من أنواع الوحدة في التفكير وفي الشعور وتربطنا ببعض بسلسلة طويلة ومعقدة من الروابط التي تربط شعبنا التركماني بعضه ببعض ،لذا نؤمن بحتمية الحفاظ عليها ،لأن الأمم والقوميات تميز بعضها عن بعض باللغة في الدرجة الأولى ،فالأفراد إذاً يتقاربون ويتعاطفون باللغة الام، ونضالنا اليوم لتكريس اللغة التركية في حياتنا اليومية وجعلها لغة التعليم والثقافة
التاريخ التركماني المشرق هو شعور الأمة وذاكرتها فإن كل أمة من الأمم إنما تشعر بذاتها وتكون شخصيتها بواسطة تاريخها القديم الجديد الخاص . فمن لا تاريخ له لا حاضر له ،
والتاريخ هنا هو التاريخ الحي في النفوس والشائع في الأذهان والمستولي على التقاليد والعرف والعادة ،إن وحدة التاريخ تولد تقاربا في العواطف والنزعات ،وتاريخنا المشترك يؤدي إلى تشابه الأماني والنهوض بالمستقبل ونستطيع القول إن وحدة التاريخ والذكريات التاريخية هي واحدة للشعب التركماني ، فهي تقرب النفوس لدى التركمان وتكون بينهم نوعاً من القرابة المعنوية تحث النفوس للتوحد والسير على هدى الأولين إن الأمة التي تنسى تاريخها تكون قد فقدت شعورها ووعيها وهذا الشعور والوعي لا يعودان إلا عندما تتذكر حقيقة ذلك التاريخ وتعود إليه ، وقد حاولت جهات كثيرة تشويه تاريخنا عبر تحريف بعض الأحداث التاريخية وإخراجها عن سياقها الحقيقي والموضوعي في محاولة لتنشئة جيل تركماني وقد فقد الصلة بماضيه وفقد الشعور بالاعتزاز بأجداده وتاريخهم ، ليدخلوه في حالة سبات ليكون مطياً سهلاً لمشاريعهم الشوفينية المتطرفة .
ولكنه رغم كل تلك المحاولات الفاشلة لم يفقد الحياة وأستطاع أن يستعيد هذا الشعور القومي بنضال أبنائه ، ورفضهم لهذا الواقع الذي يحاول النيل من تاريخهم وهويتهم تحت مسميات مختلفة ،والفكر القومي التركماني اليوم يسعى لتسليط الضوء من جديد على تاريخنا التركماني المشرف ،لبث روح الحياة والإصرار والتصميم على أن نكون خير خلف لخير سلف لأجدادنا الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء في سبيل إعلاء كلمتي الحق والدين .
إن الإسلام جزء لا يتجزأ من ثقافتنا القومية لأنه لم نكن مكتملي التكوين الفكري والروحي قبل الإسلام ،فالإسلام كان له دوراً بارزاً ولا يزال في رسم شخصيتنا القومية وانتمائنا الإنساني والرقي بقوميتنا لنكون أمة متسامحة تعمل من أجل نشر العدالة والوقوف إلى جانب المظلومين والمقهورين وإعلاء كلمتي الحق والدين ،فلا وجود لقوميتنا من غير ديننا ،فالقومية لغة وتاريخ وانتماء ثقافي والإسلام دين وعقيدة ، صحيح أن لغة القرآن هي العربية والقرآن جوهر الإسلام ، والإسلام كرسالة دينية سماوية لم تنزل فقط للعرب وإنما للإنسانية جمعاء وعلى اعتبار أن الإسلام لم يلغ القوميات الأخرى غير العربية أو لم يحرم وجودها إلى جانب العربية كما جاء في الآية الكريمة (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) ونحن التركمان كنا حاملين عبر التاريخ لرسالة الإسلام العظيمة ، وقد نشرها أجدادنا في أصقاع الأرض المختلفة على اعتبارها دين الحق والعلم والعدالة والإيمان بوحدانية الله ، وأنها دين التسامح والموعظة الحسنة ،والدعوة إليها بلغة العقل والمنطق قبل السيف والحروب .
فالقومية والدين هي التي تحرك القوى الكامنة لدى الإنسان فالقومية التركمانية جسدنا والإسلام روحنا ،والإسلام الذي هو جزء من تكويننا القومي هو الإسلام الخير التي تتفق مع مقاصد الشريعة هو الإسلام الصحيح و الجامع التي تحقق العدالة والمساواة وتحض على العلم والتفكير والتعاون ونبذ التطرف وترفض الاستعلاء والتسلط وإنكار الآخر ، وتحاور الآخرين بالعلم والعمل ، وليعمل على تفضيل قومية على حساب قومية آخري في إطار التعدد الذي أقره القرآن الكريم .
كما أن قوميتنا ترفض سياسة التعريب بحجة أنها لغة القرآن لأننا بطبيعتنا نؤمن بضرورة تعلم اللغة العربية لتنشئة جيل مؤمن بدينه.
من اجل القيام بحالة النهوض والتجديد لهذه القومية لابد من توفر نخبة واعية تملك رؤية تشخيص الواقع ودراسة معطياته بشكل علمي تتيح وضع الحلول المناسبة وفقاً لتشخيص ، وتساعد في عملية تحديث الذات التركمانية وبلورة الوجود وهذه هي مهمة المثقفين لأنهم العنصر الجوهري في المجتمع .
بعض العوائق التي تحد من تجديد الفكر القومي التركماني السوري
_ فكرة المناطقية وتجزئة القضية التركمانية ومحاولات وضع حدود جغرافية معينة لهذه القضية تمنع تشكيل الوحدة السياسية ، وكانت هناك محاولات الإيحاء أن تركمان منطقة ما غير تركمان منطقة آخرى وكأننا نعيش في دول مختلفة وليست في محافظات
_الفكر العشائري الذي يريد قيادة هذه القضية بعقلية الإقطاعية الرجعية ومنع إبراز عناصر وجودها الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تعكس حقيقة قضيتنا المحقة والعادلة .
_قضية اختلاف وجهات النظر في فهم القضية التركمانية وماهيتها وأهدافها وتصوراتها الفكرية والحقوق التي تناضل من أجلها قضيتنا
_غياب أي تصور فكري وواقعي يرسم الواقع ويحدد معالم المستقبل وخياراته وكيفية تنفيذ تلك الخيارات وماهية الإمكانيات والموارد المتاحة التي تدعم تلك التصور وتلك الخيارات
_تحديات التعريب الممنهجة وتدهور مكانة اللغة التركية في الحياة اليومية لمجتمعنا التركماني ،وذلك لعدم وجود مؤسسات تعليمية أو ثقافية توقف تدهور اللغة وتعيد إنتاج مفردات اللغة التركية وترسخها في ذهن الأجيال الناشئة
_ فقدان الارتباط والصلة بين التركمان في سوريا والعمق الإستراتيجي لنا سياسياً وثقافياً وهي الدول التي تتكلم اللغة التركية كلغة رسمية .

عوامل المساعدة لتجديد الفكر القومي التركماني السوري:
1_ ازدياد عدد الدارسين من طلاب التركمان في الجامعات التركية وتشبعهم بأفكار الحداثة وتأثرهم بأفكار القوميين الأتراك وبمفهوم الأمة التركية
2_ الأنشطة والمشاريع السياسية التركمانية على الساحة السياسية السورية ومحاولة إبراز القضية التركمانية والدفاع عنها وعن الحقوق التي يناضل من أجلها التركمان
3_ النزوح التي أجبر لها التركمان بسبب تعرض مناطقهم للقصف والتدمير على يد قوات النظام ،هذا النزوح أدى إلى اختلاط التركمان فيما بينهم ومن كل المناطق السورية ،مما ولد لديهم الإحساس لحاجة التضامن فيما بينهم
4_ وجود وسائل إعلامية حديثة من مواقع التواصل الاجتماعي وغيره تسمح للتركمان بالتواصل فيما بينهم بغية تبادل الآراء والنقاش والتحليل للقضايا التي تهمهم ويستطيعون من خلال هذه الوسائل التعريف بقضيتهم للآخرين
6_ إعادة الروح من جديد إلى اللغة التركية بفعل النزوح إلى تركيا ودراسة اللغة بطريقة علمية
7_ التشبع بروح الثورة التي غيرت النفوس وأعادت الأمل بتغيير هذا الواقع التعيس الذي يعيشه التركمان في سوريا وترسخ فكرة النضال والبذل والتضحية للحصول على الحقوق ومقارعة الاستبداد والظلم

القومية التركمانية لا تتعارض مع الدين الإسلامي كفكر وكمذهب وهي تحاول أن تؤسس جيل مؤمن بدينه وقوميته ولغته وتاريخه ليكون هذا الجيل حاملاً راية العلم والمعرفة والتطوير وتحرير الإنسان من جهله وتخلفه وخوفه وواقعه البائس وتحرير أرضه وذاته من الاستبداد والاحتلال .
نحن التركمان ونحن نحاول تجديد فكرنا القومي التركماني لا نسعى لأن نكون حركة تحرر وطنية ولانسعى للانفصال بالتركمان عن سوريا ، وإنما نسعى لأن نكون طلاب حرية وعدالة ونبذ التطرف والعنصرية ونسعى بقوميتنا إلى إقامة مجتمع سوري موحد تحفظ وتصون هوية وثقافة وحرية الآخرين في إطار دولة مدنية ديمقراطية تعددية.
واستناداً على كل ما سبق، فإننا قد نتفهم الأسباب التي أدت إلى التناغم بين الروح القومية والمدنية والليبرالية في الولايات المتحدة، وفقاً لـ«دي توكفيل»، ولكن يبقى هناك سؤال حائر حول مدى انطباق نموذج الولايات المتحدة هذا على حالات تاريخية أخرى، ولعلني أدقق هنا لسؤال طالما خالجني منذ حقب، وهو: بماذا يمكن لنا أن نوصف ميلاد الدولة الإسلامية في مهدها بعد وفاة الرسول (عليه الصلاة والسلام)؟ فهل كان هناك تناقض بين الفكر القومي والروح الدينية أو الأممية لهذه الدولة الفتية بعد الفتوحات؟

بعض المراجع تم الإستعانة بها:
المجتمع المدني - عزمي بشارة
القومية، مرض العصر أم خلاصه – بندكت اندرسون وإيرنست جلنر
تطوّر معنى القومية – منيف الرزاز



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن