جذى قاسيون

ياسر إلياس
yasserabbaselias@hotmail.com

2020 / 12 / 10

جِذى قاسيون
.....................


أورتْ جِذىً من قاسيونَ شجوني

بردى يسلسلُ و الطلا داريني

مضتْ السنونُ و ها أنا و مواجعي

يا شامُ ليلى كنتِ للمجنونِ

يتبخترُ التاريخُ في جنباتِها

بيبرسُ في عقبى صلاح الدينِ

يختالُ في حطِّينِها أيوبُها

ويتيهُ في جالوتِها القزويني

نثر الوليدُ بها محاسنَ عصرِه

وتألقتْ في راحةِ المأمونِ

كانت منارَ العائذينَ بحضنِها

وملاذَ كلِّ مُعذَّبٍ مِسكينِ

عانتْ من الطُّغيانِ كل عهودِها

و تقلبتْ في موجهِ الملعونِ

ليتَ الطُّغاةَ دروا بأنَّ شعوبَها

تبقى و تكسرُ تاجَ كلِّ لعينِ

يا ياسمينةَ كلِّ آسٍ مُنهَكٍ

يا فوحةَ الرَّيحانِ و النِّسرينِ

يا شامُ يا دوحَ الهزارِ و لحنَه

يا طعمةَ النِّعنعاعِ و الليمونِ

كم آنسَ السَّلوى بربعِك موحشٌ

و شرحتِ صدرَ اللّاهفِِ المحزونِ

ياشامُ إني قد دخلتُك عاشقاً

و صنعتُ من عينيكِ كُحلَ عيوني

يا شامُ يا سفحَ الرُّؤى يا شامةً

نقشَ الزمانُ بها رُبا الحرمونِ

تلك العيونُ المريميَّة واحةٌ

يمنيةٌ و غديرُها مقدوني

مالي و عذَّالِ الورى و ملامِهم

القلبُ قلبي و الأنينُ أنيني

تلك السَّوانحُ منكِ رغمَ كفافِها

كانت ككفِّ الله فوقَ جبيني

برحتْ بي الأشواقُ منذ فراقِها

يا ليتما اغتالَ الفراقُ حنيني

ولَعاً بدابرة السَّوالفِ سابحٌ

بخواطري في البارحِ الميمونِ

تلك النوافلُ من عهودٍ قد مضت

ختمتْ على قلبِ الفتى المفتونِ

لا عهدَ لي إلاَّ بها و بحسنِها

فأروا جوىً مثلي بها فأروني

أبدُ المقيمِ بها هنيهةُ واسنٍ

وهنيهة النائي سنينُ سنينِ

كم من يدٍ دسَّتْ لها سكينَها

فقضتْ على يدِ ذلك السِّكِّينِ

ما اليتمُ مِن فقدٍ أباً في عيشةٍ

لكنَّهُ الأبناءُ دُونَ عرينِ

فإلى متى الأعشاشُ عن أطيارِها

تنأى و تُخنقُ سجعةُ الحسُّونِ

وإلى متى تفري الخناجرُ لحمنَا

و بنانُ أيدينا من الزَّيتونِ

................
بريطانيا
10-12-2020



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن