لَعَلِّي

ياسر إلياس
yasserabbaselias@hotmail.com

2020 / 12 / 2



و كيف تلفتَّ الطرفُ

تبدى الحسن و الظَّرفُ

أنا ما بين ظبينِ

على الطابور أصطفُّ


وقلبي مثل عصفورٍ

يرنِّمُ وجدَه العزفُ

فهذا حظهُ نصفٌ

و هذا حظهُ نصفُ

فواحدةٌ تكلمني

وفِي أهدابها سيفُ

وما لدلالها أفقٌ

وليس لِلينها سقفُ

وفِي أحداقها ألقٌ

وفيض وميضها عطفُ

و مجدافي بمقلتها

أهاضَ جناحَه العصفُ

إذا برزتْ لك امتشقتْ

وإنْ قالتْ شدا الحرفُ

و واحدةٌ تناظرني

و في أجفانها الحتفُ

زلفتُ إلى شواطئها

و طافَ برأسيَ الكَيْفُ

لعلي أحتسي راحاً

مِزاجُ رحيقه عَرْفُ

فتشنقني ضفائرها

و فوق ذراعها أغفو

لعلي أرتقي شغفاً

سنام سحابةٍ تطفو

و أعلقُ في مدارتها

فلا تُجفى و لا تجفو





جذفتُ بزورقي فيها

فأغرقَ زورقي الجُرفُ

إذا لمحتَكَ تلمحُها

فعقبى لمحك الخطفُ

إذا اقتربتْ إليك عرا

شغافَ فؤادكَ النزفُ

ثغورٌ بالجنى طُليتْ

و يجرحُ جلدَها الرشفُ

شتائي باردٌ جداً

فأينَ الدفءُ و الصيفُ

و قلبي عاشقٌ أبداً

فأينَ الحبُّ و اللهفُ

ورودُ حديقتي ذبلتْ

فأين الطلُّ و الغدْفُ

أنا في عرضِ بستانٍ

وليس بوسعي القطفُ

فلا قدماي تنفعني

ولا أغنتني الكفُّ

أيا امرأةً بلا ذكرى

و جفجفَ روضَها الهيفُ

أيا امرأةً بلا نبضٍ

و عرَّش فوقها الخوفُ

وتهتفُ حولها الدنيا

و ما لرميمها هتْف

ولا عنَّتْ لها فِكَرٌ

ولا أضنى بها طيفُ

أيا امرأةً مغبرةً

و أبلى روحها الرفُّ

أنا ما عاد يذهلني

غناجٌ منك أو هفُّ

ولا دلعٌ و بهرجةٌ

ولا مَيَدٌ و لا وهْفُ

جمالك ليس يأسرني

وقد أزرى به الرَّسفُ



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن