وإذا الموُؤدَةُ سُئلت

حيدر خليل محمد
hydrkhlyl166@gmail.com

2020 / 11 / 26

بعد التغيير عام 2003 والعراق يخرج من أزمة ويدخل في أزمة أخرى ، أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية ، وكل هذه الأزمات بطبيعة الحال لن تمر دون أن تخلف آثارا كبيرة في أي مجتمع ، لا سيما في المجتمع العراقي .
ومشكلتنا نحن في العراق لن نسعى لحل هذه الآثار التي تخلفها الازمات ، لذلك تتراكم تلك الاثار وبالتالي ينهار المجتمع قيميا واخلاقيا .

من هذه الاثار التي خلفتها لنا عشرات الازمات التي مرت بالعراق منذ عام 2003 ، من احتلال وارهاب وحرب أهلية وفساد مالي واداري وداعش وازمة اقتصادية ، هي تنامي ظاهرة رمي اطفال حديثي الولادة بل وتزايدت بشكل كبير في جميع محافظات العراق ، والغريب لم نسمع بتحرك حكومي والجهات المختصة بالامر ، بل وحتى منظمات المجتمع المدني، وان كان هناك تحرك لكن مخجل حقيقة، وهذه الظاهرة تنذر بكارثة ، ان لم يتعاون الجميع في ايجاد حل وحد لهذه الظاهرة.
هذه الظاهرة تنذر بخطر كبير في مستقبل العراق، خصوصا ونحن في العراق ليس لدينا مراكز إيواء حديثي الولادة أو مراكز إعادة تأهيل بمستوى عالٍ وإن وجدت هذه المراكز فهي لا تفي بالغرض نسبةً لاعداد الايتام والمشردين عندنا في العراق .

تعددت الاسباب والنتيجة واحدة

اسباب كثيرة تدفع لرمي اطفال حديثي الولادة، منها وللاسف هي العادات والتقاليد القبلية البالية التي لازالت سائدة في مجتمعنا ، حيث يحذر الزوج زوجته من إنجاب بنت وإلا يطلقها ! ، وهنا تضطر الزوجة لإخفاء المولودة عن زوجها ، وترميها .
رغم أن القرآن الكريم استنكر هذا الامر في أكثر من آية، وكذلك العقل لا يقبل بهذا الفعل الشنيع .

ومن الاسباب أيضا الفقر والعوز التي تدفع هذه العوائل لترك اطفالهم في الشوارع أو امام مستشفى او مسجد أو كنيسة ، وهذا ناتج عن قلة وعي وثقافة .

ومن بين الاسباب ايضا هو الطفل الغير شرعي ، والتي تضطر المرأة من اخفاء حملها على أهلها حتى ولادتها ومن ثم ترمي الطفل ! .

ممكن يتسائل أحد بأنها لم تصبح ظاهرة بعد وان كانت حالة هنا أو حالة هناك وهذا لا يعني أنها أصبحت ظاهرة ، وهل نحن ننتظر لتصبح ظاهرة وندمر مجتمعنا بأيدينا!؟ .

لدي بعض الاصدقاء منتسبين في بعض مستشفيات بغداد وديالى يؤكدون أن هكذا حالات تكاد تكون شبه يومية في المستشفيات .

يجب على المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الطفل والمرأة أن يتعاونوا ويعملوا بجد للحيلولة دون تنامي الظاهرة ووضع حدٍ لها .
والحل ليس بإقامة الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والخطاب الإعلامي المستهلك ، بل بالافعال والعمل الجاد وبحث ودراسة الظاهرة ومعالجة الاسباب لا النتائج .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن