عن -إعلان لاباز- و ذر -الرماد الاشتراكي الديمقراطي- في عيون الشعوب

الحزب الشيوعي اليوناني
alsirbabo@yahoo.co.uk

2020 / 11 / 17


نُشر قبل أيام قليلة، بمناسبة تنصيب الرئيس الجديد لبوليفيا، لويس آرس، ما سُمِّي ��"إعلان لاباز"، و هو نص وقعته "شخصيات من اليسار" و "قادة تقدميون" من 11 بلداً. و من بين التواقيع يبرز توقيع أليكسيس تسيبراس، رئيس حزب سيريزا الاشتراكي الديمقراطي، الذي أدارت حكومته الرأسمالية في اليونان في الفترة 2015-2019. حيث كانت سياسته الهمجية المناهضة للشعب اليوناني، وقمع حقوق العمال والشعب، وقمع النضالات الشعبية، و دحض التوقعات التي أوجدها سيريزا لدى الجماهير، قد أوصلت بحزب الجمهورية الجديدة اليميني إلى الحكم. حيث وجدت الحكومة "اليمينية" الطريق ممهدا من قبل حكومة سيريزا "اليسارية"، سواء من أجل مواصلة السياسة المناهضة للشعب في الشؤون الداخلية كما و في السياسة الخارجية. فقد كان سيريزا اعتنى بتطوير العلاقات الوثيقة مع حكومة دونالد ترامب ، من خلال "الاتفاقية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية"، التي أعدتها حكومته وصادقت عليها حكومة حزب الجمهورية الجديدة، و التي تنص على مضاعفة عدد و حجم القواعد العسكرية الأمريكية – الأطلسية في اليونان و غيرها.



و بالطبع، فقد كان من بين الموقعين ممثلون آخرون للاشتراكية الديمقراطية القديمة والجديدة، كان قد تم اختبارهم في الإدارة المناهضة للشعب للرأسمالية ضد الشعوب، مثل خوسيه لويس ثاباتيرو (رئيس وزراء إسبانيا الاشتراكي الديمقراطي الأسبق) ، و ديلما روسيف (الرئيسة الاشتراكية الديمقراطية السابقة للبرازيل)، و رافاييل كوريا (الرئيس السابق لإكوادور وأحد ممثلي ما يسمى ب "اشتراكية القرن الحادي والعشرين)، و بابلو إغليسياس ( وزير "بوديموس" الحالي في إسبانيا) ، ولكن أيضاً، انتهازيون مفلسون سياسياً مثل جان لوك ميلانشون (من "فرنسا العصية").



إن النص نفسه ليس أكثر من بيان تبرئة للنظام الرأسمالي. و هو يشوه طابع الأزمة الرأسمالية بالقول إنها سببها هو COVID-19، ويلقي باللوم حصرياً على نسخة الإدارة النيوليبرالية تجاه الفشل الذريع لجميع الحكومات البرجوازية في مجابهة الوباء، و يؤلِّه الديمقراطية البرجوازية ويدين اليمين المتطرف محتفلاً من بين أمور أخرى بانتخاب بايدن في الولايات المتحدة ...



إن ما ورد أعلاه، وإن لم يكن مفاجئاً، فهو يُمثل تحدياً على الأقل، فعلى سبيل المثال نرى توقيع رئيس سيريزا العريض، و هو الذي كانت حكومته قد خفضت مستوى نظام الصحة العامة في اليونان، ولم تفتح أي من المستشفيات التي أغلقت في عام 2013، وخفضت ميزانية الدولة للصحة، و قلَّصت عدد الأطباء و الطاقم التمريضي و أسِرَّة العناية المركزة. إن ألكسيس تسيبراس نفسه، الذي يحتفل بهزيمة ترامب، كان قد وصفه بأنه "خَيِّر بنحو شيطاني" و شارك في جميع مخططات الولايات المتحدة و الناتو في منطقتنا. و بتوقيع تسيبراس، انطلقت اتفاقية بريسبا لتوسيع حلف الناتو القاتل في البلقان. و خلال حكم سيريزا، ضربت الشرطة مظاهرة جبهة النضال العمالي "بامِه" و الحركة الشعبية الذين ناهضوا توقيع اﻹتفاقية اليونانية اﻷمريكية. إن سيريزا الذي يزعم في "إعلان لاباز" عن مناهضته اليمين المتطرف، كان قد حكم لمدة خمس سنوات مع حزب "اليونانيين المستقلين" اليميني المتطرف. و ما ذكر ليس سوى بعض الدلائل لأن القائمة طويلة جداً....

تهدف مثل هذه البيانات وللمرة الألف إلى ذر الرماد في عيون الشعوب، حول دور ومسؤوليات سائر أصناف المديرين "اليساريين" للهمجية الرأسمالية. ومع ذلك، مهما حاولت القوى السياسية للاشتراكية الديمقراطية، كسيريزا، إعادة تقديم نفسها على أنها قوى "مؤيدة للشعب" و "تقدمية" ، فإن الأدلة كثيرة و الخبرة كبيرة. فقد تم تصنيفها و إلى الأبد من قبل الشعب اليوناني والشعوب الأخرى كقوى مناهضة للشعب خدمت بنحو كامل مصالح رأس المال والاحتكارات والإمبرياليين.




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن