كوفيد 19 ، الغابة والعصابة و أشياء أخرى …!

لخضر خلفاوي
khelfaoui.lecrivain@free.fr

2020 / 11 / 13

لم تكن جائحة « الكورونا » أو فيروس « الكوفيد 19 » أمرا إيجيابيا في الإسراع في الإصلاحات الجذرية العميقة التي طالب و يطالب بها الشعب الجزائري بعد الإطاحة بجزء من رموز العصابة و طرد بوتفليقة إلى وضعه الطبيعي « سرير المرض و انتظار حكم الله! » و ذلك من خلال الحراك التاريخي ـ رغم اختراقه ـ من جهة و عدم فرض الحراك خلال سنة كاملة ممثلين لهم القدرة على التفاوض أو الترشح و تقديم البلاد . هذا الحراك الذي أفرغ من بعض محتوياته الأساسية بسبب عدم تبني جهة ذات ثقل سياسي و بعيدة عن كل « المناورات الجهوية و العرقية و السياسية » لقد أسكت الحراك طوارئ الظرف الصحي جملة واحدة؛ حيث استطاعت سلطات الدولة كما هو جار ـ للأسف الشديد ـ في معظم دول العالم و بدرجات متفاوتة ـ و ليس في الجزائر فحسب هذه المرة مع تأجيل ـ و حظر أو تجميد الحريات الخاصة أهمها حرية التنقل و السير و الحياة العادية .. للأسف الشديد فإن مصيبة « الوباء » لها فوائد لا تقدر بثمن عادت على بعض الدول « المَوْزية و الرَّملية و الهشّة ديمقراطيا و اجتماعيا و اقتصاديا ».. فشجرة ـ الكوفيد ـ الملعونة ذات « الرؤوس المتوّجة » المتعددة غطت بظلالها وسمومها عيوب حكومات و أنظمة فاشلة في العالم المتقدم و المتأخر أو ما يسمى بالعالم « الثالث ». أكتب « العالم الثالث » و أصدقكم القول أني لحد الساعة لم يتسنَّ لي بوضوح منذ صغر سني معرفة كنية « العالم الثاني »، فالأول نعرفه و ـ الثالث أو الذيل ـ نعرفه ؛ أي هذا الذي ننتمي إليه ! أما أكذوبة عالم « الدول السائرة في طريق النمو » فهي باطلة و ضحك الكبار المارقين على التابعين المتذيِّلين ، المُتَذَلِّلِينْ، المُذَلَّلِنْ الأَذِلاّءْ!.
*
بغض النظر عن ظروف و خلفيات انتخاب « عبد المجيد تبون » و نسبة المشاركة و الناخيبين عليه في الـ 13 ديسمبر 2019 في نفس الشهر بعد 10 أيام من انتخابه فقط أُعلن عن « موت قائد الأركان القايد صالح » الذي جَابَه ـ على ما يبدو للعيان ـ كل العواصف و الإنقلابات و الفتن بغية إدخال الجزائر في فخ التطاحن الدموي و الحرب الأهلية على الطريقة « الطرطاقية المديانية النزارية » ليحلو و يخلو الجو للعصابة السياسية المالية في العبث أكثر بالجزائر و بمواردها! صدفة مقيتة و ملعونة هذا الرحيل و هذه ـ الزحزحة ـ أو (الإزاحة) الفُجائية الأبدية للقايد صالح في مثل هذه الظروف !
ـ قلنا ـ ما عليش ـ ربي يَصْلح و يتمّمْ بالخير و يا ربّ إجعل هذا البلد آمنا ! و ربي « يخلف على الغابه و ما يخلفش على الحطَّابه ! » الحطَّابه هنا هم المجرمين و اللّصوص !
ـ بعد ذلك تم إظهار أنياب « النظام الجديد االعالمي » بدأ الترويج له بعلامات مبهمة غير واضحة، بدءً بانتشار و بسرعة خرافية ـ متزامنة ـ في ذات الوقت تقريبا سلاح من أسلحته ـ « البيولوجية الفيروسية » ـ الفتاكة المُبيّتة لإعادة تركيع الشعوب و فرض قواعد لعبة جديدة سمي بـ « الكوفيد19 » و بدأت تمرينات الحكومات في سحب المكتسبات الفردية و الجماعية في مجال الحقوق الأساسية و المهنية النقابية و الإجتماعية .. و فرض التباعد الإجتماعي و المهني على معظم نقاط المعمورة ؛ الحجر و الحظر الصحي و معاقبة المخالفين بقيادة تنظيم « الصحة العالمي » مع تهيئة الشعوب نفسيا بأن اللقاح ليس سهلا إيجاده بحكم خطورة و تعقيد الفيروس و أنه قد يطول إيجاد هذا اللقاح ، و أن البشرية لم تكن في خطر من قبل مثلما صارت عليه بسبب الكوفيد 19. و بالفعل فإن « الفيروس » مازال معمرا لقرابة العام و لم يعتمد أو ـ رسميا ـ لم يوجد أي لقاح فعال بصفة علمية علنية يستطيع وضع حد للفيروس الغريب مئة بالمئة عدا بعض « المناورات » المخبرية التابعة للدول الكبرى التي اختلقت الفيروس بنسخته « الفتاكة » في الصين و التي سربته ـ قيل بالخطأ ! ـ من المخبر الصيني ـ الفرنسي بـ « ووهان » . إذا تم فعلا تسريب الفيرس عمدا فإن اللقاح و المضاد تم إيجاده قبل التسريب ، فقط ينتظرون نتائج ـ التطهير الشامل ـ ليعلن بعد ذلك البروتوكول الرسمي عالميا عن طريق نفس المنظمة أو التنظيم لـ « الصحة العلمية » حول تطبيق اللقاح الرسمي ـ الذي أتفقوا عليه ـ !و تكون بذلك بداية التأريخ الجديد للنظام الجديد العالمي .. كل السيناريوهات واردة أمام هذا الغموض و هذه الوضعية الخاصة !.
*عندنا قاعدة شرعية تقول : « الضرورات تبيح المحظورات » و النظام الدولي من خلال حكوماته الآمرة و المتواطئة و المأمورة (التابعة قسرا و إلزاما؛ المغلوبة على أمرها) يستعمل مطبقا بصرامة على الشعوب منذ ديسمبر الفارط قاعدة « المحظورات تمنع أو تحظر الضرورات »!.
ـ هل هذا الوباء جاء كرد استباقي على ظاهرة إحتجاجات « السترات الصفر » التي اندلعت في فرنسا في نوفمبر 2018 ثم انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم إلى معظم بلدان العالم كـ : بلجيكا، إسبانيا ، البرتغال، ألمانيا ، اليونان ، بريطانيا، هولوندا (الأراض المنخفضة) ، بلغاريا، كرواسيا، المجر ، إرلندا، إيطاليا . مونتينيغرو ، روسيا، صربيا، السويد، سويسرا، جنوب إفريقيا ، الجزائر ، أستراليا، كندا، إفريقيا الوسطى ، مصر ، الولايات المتحدة الأمريكية، العراق، إسرائيل، الأردن ، المغرب الأقصى، الباكستان ، تايوان، تونس، تركيا … غيرها من الدول الأخرى.
فما هي هذه الصدفة الغريبة أن يظهر فيها مرض فتاك بأشهر قليلة بعد انتشار « وباء الإحتجاجات » الإجتماعية و الحقوقية الإقتصادية و ارتبكاك حكومات العالم من استفحال حمى الرفض للسياسات المنتهجة في كثير من دول العالم للتي تخدم الأغنياء و أصحاب الأسهم المتزايدة و المجموعات الإقتصادية السياسية الضاغطة على حساب الطبقات الكادحة .. هل شعر النظام العالمي بخطورة الإنقلاب عليه و أصبحت سطوة « الرأسمالية » الفاحشة في خطر كبير؟!
ـ على كلّ فإن هذه « الأزمة الصحية العالمية » استطاعت أن تجعل أي مواطن في العالم أن يضع لأول مرة علامة استفهام كبيرة متبوعة بعلامة تعجب إذا ما سئل عن « المستقبل »؛ بحكم أن رسالات التخويف و الترويع الصحي بالأرقام من خلال القصف الإعلامي المحكم على مستوى كل بلد أوقع الرأي العام الدولي في فخ « الخوف من المجهول »، بل هناك من يعتقد أنها من أشراط الساعة، بمعنى لقد نجح إعلامهم في بذر اليأس و الإحباط و التسليم و التنازل عن كل شيء و مكسب مع الإبقاء فقط الرغبة في عدم الموت قبل الأوان ! يبقى العالم بأسره إذن رهينة أمل الثنائية ( فيروس ـ لقاح ) (مرض ـ شفاء ) بعد انتهاء السيناريو الأول ( فيروس ـ موت ) .
ـ الخوف من المجهول و عدم القدرة على تفسير ما يحدث و عدم فهم ما يجري ، الخوف من الموت و الفناء يجعل أي فرد لا يهتم بتفاصيل كثيرة متعلقة بحياته اليومية . في ذات الوقت تحاول جاهدة حكومات من العالم كثيرة و ليست الجزائر فحسب في تمرير قوانين و سن أخرى و حذف بعضها توازيا مع « بسيكوز » و « هلع » الجائحة .. يتم كل شيء دون تركيز و لا رقابة سليمة لما يحدث ..كأن النسخة المتعارف عليها لمبادئ الديمقراطية و الحريات لم تعد مجدية لأرباب هذا العالم !
*
هل خبر نقل الرئيس تبون على متن طائرة طبية استعجالاتية متطورة فرنسية إلى إلمانيا على جناح السرعة لطارئ صحي « كوروني » أسبوع قبل إجراء استفتاء تعديل الدستور المتزامن مع الفاتح من نوفمبر تاريخ الثورة التحريرية المجيدة هو مجرد صدفة؟
كم هو محرج عندما ينقل في كل مرة مسؤول سامِ جزائري مريض إلى مستشفيات أوروبا منذ تاريخ الإستقلال ، فهذا ينذر بصورية و عدم مصداقية « الهياكل الصحية في البلد » و أن المواطن الجزائري ترك لمصيره دون مواكبة التحولات و التطورات في هذا القطاع .. مازال مسؤولونا الكبار في البلد يعطون الأمثلة السيئة في حب الوطن و الوطنية و و … كَوَالي وهران ذلك الذي قام بتمثيلية في إحدى زياراته التفقدية لكي يعنّف و يهينَ علناً أستاذة في التربية الوطنية؛ لأنها وضعت أصبعها على الجرح منذ رحيل الشهداء تمنيتُ لو وضعته في دبره كي يستيقظ من سباته و عدم معرفته الدقيقة بواقع التدريس في البلد … نعم أشياء كثيرة و كثيرة مازالت تذكرنا بالإستعمار بما في ذلك سلك بعض المسؤولين السامين في الدولة : « من عهد الإستعمار ! » ! هل يوجد مسؤول شهم يحب البلاد عندما يمرض يقول في نفسه : « الموت حق و الأعمار بيد الله و نموت في بلادي و ما نموتش في بلاد الناس !» أي بلدان المستعمرين القدامى! لو سارع تبون منذ مجيئه إلى استرجاع كل المليارات المسروقة من العصابة البوتفليقية و أصحابهم خلال ربع قرن يستطيع أن يبني أحسن مستشفى جامعي جزائري متوطر بملحقاته في التراب الوطني ! الدراهم اللي سرقتها العصابة في عهد بوتفليقة تخلينا نبني أحسن المدارس المتطورة معمارا و لوجيستيا .. ليت والي وهران يفهم هذه.. أتساءل أين تمدرس هذا الوالي ؟ هل تمدرس في المدرسة الجزائرية العمومية و هل أولاده كذلك !؟.أطرح السؤال؛ لأن كل الذين مروا بالمدرسة العمومية الجزائرية يحترمون الأستاذ و المعلم. يبقى المعلّم مهما كَبُرَ التلميذ و تطوَّر و ارتقى موضع احترام و تقدير؛ فما تكبّر رجل و لا إمرأة عندما يلتقى بمعلّم حتى و لو لم يدرسه؛ أفضال الأساتذة و المعلمين لا تُجحد و لا تُبخس و من لم يَرَهَا فهو من صفّ « الفاشلين » الذين لم يَدْخُل التَّعليم أو لم تَدْخُل التربية في عقولهم؛ لا تقولوا تعلّمنا، بل قولوا تَمَدْرَسْنا فقط يا سي الوالي !
ـ بعض ـ الإشاعات ـ التي تسربت في الشبكات الإجتماعية تحدثت عن تعرّض الرئيس عبد المجيد تبون إلى محاولة « إغتيال » و أستهدف بطلقات رصاص في كتفه وهذا ليس مستبعدا كسيناريو كون حساسية المنصب و المسؤولية و الأوضاع في البلد قبل و بعد الحراك ؛ و لو أن الإشاعة تبقى مجرد إشاعة و في صفحات الأزرق و الإفتراض شؤون يعجب منها العجب أحيانا .. و على أرض الواقع أيضا!
ـ قلنا مهما كان ربي يشفي « تبّون » . كرهنا من الشغور الرئاسي و الفراغات الدستورية المتكررة منذ عام 1990 و المشاكل و المعضلات التي تلدها و تفرزها هذه الفراغات .. قلنا ربي يشفيه و يشفى كل جزائري مريض تعرّض لهذا ـ المكروه الكوروني ـ » و ربي يستر دزاير .. معليش يخلف ربي على الغابه و ما يخلفش على الحطّابه؛ يعني اللصوص و المجريمين!…
*
بتاريخ 3 نوفمير 2020 في خصوص بعض رموز الفساد و العصابة و ليس كلهم ؛ لأن عش العصابة متفرع و متأصل في الدولة و على كامل التراب و التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بنظام برتفليقة و شقيقه ذكرت الصحافة الوطنية ما يلي : « نزلت أحكام القاضي يوسف قادري، رئيس الغرفة الجزائية السادسة للقطب الجزائي المتخصص لدى مجلس قضاء الجزائر، بردا وسلاما على جميع المتهمين في قضية رجل الأعمال الرئيس السابق لـ”الأفسيو” علي حداد ومن معه على غرار الوزيرين الأولين السابقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال وكذا وزراء النقل والأشغال العمومية السابقين، عمار غول وبوجمعة طلعي وعبد الغاني زعلان، إلى جانب وزير الصناعة السابق يوسف يوسفي، وولاة الجمهورية، الذين استفادوا جميعهم من تخفيض العقوبات الموقعة في حقهم من طرف محكمة الدرجة الأولى، فيما غادر الوزير السابق للصناعة عمارة بن يونس، أمس سجن القليعة بعد تخفيض عقوبته وانقضاء مدة حبسه (عن « نوارة باشوش » صحفية في « الشروق » أونلاين الجزائرية) » . الوزير السابق عمارة بن يونس هذا في وقت طغيان طاقم عصابة بوتفليقة و السعيد الشقيق في حملته البوتفليقية المؤيدة للتبديد و الفساد لخيرات البلد أعلنها لعنةً علنيةً متلفزة قائلا من خلال هذه الدبلجة للهجته الرّعوية الصعلوكية: « اللعنة على من لا يحبنا ! » يعني كل من يعارض حكم الفاسدين المحتمين بجلباب بوتفليقة.. أما رئيس الحكومة الأسبق و وزير الدولة صاحب ـ المهمات القذرة بامتياز ـ أويحيى الذي اعتبر الشعب و « المواطن البسيط » بـ « كلب » و وجب تجويعه كي يتبع لاهثا السلطة و النظام ! ـ جوّع كلبك يتبعك! ـ .. يعني هذا الشخص يستحق السجن مدى الحياة بسبب إهانة « مصدر كل التشريعات و مصدر السيادة » ألا و هو الشعب العظيم الكريم .. من فضلكم !
ـ بما أننا تحدثنا بإيجاز عن بعض المتورطين في « خلا دزاير »، فماذا عن سجناء الرأي و الفيسبوك و المواقع الإفتراضية و الذين تم إلقاء القبض عليهم بسبب أرائهم و حراكهم السلمي غيرة على وطنهم الذين يحلمون به كفضاء آمن مُؤَمِّنْ للحريات و للعزة و الكرامة و حرية التعبير! طبعا لا أتحدث عن « طابو » البزناسي السياسي و من يسانده و من يشبهه و من يبحث عن تضخيم « سيرته الذاتية السياسية » و يحلم بأن أن يُعنّف من قبل رجال الأمن أو تُلقي القبض عليه هذه المصالح و تعتقله و لو لساعة حتى تتحدث عنه الصحافة الوطنية و الفيسبوك و ربما الصحافة و المنظمات الدولية و الإتحاد الأوروبي و يُوَثَّق بذلك اسمه ضمن المناضلين الكبار البارزين « تاع التحراك من الداخل و الخارج » أو « الحراك » و يكتسب من ذلك شيء من الشرعية و الاعتراف بوجوده كفاعل في الحركة الوطنية السياسية ! آه! يا الدنيا الكلبة وِينْ كنتم يا مناضلين الإفتراض في تسعينيات القرن الماضي ؛ لما كانت الأرواح تحصد و تقطع الرقاب و الدم يسيل ليل نهار و الرجال بالآلاف في السجون و المعتقلات و مئات المختطفين من قبل رجال الأمن تاع رضا مالك ، و الرَّصاص الوابل من كل الاتجاهات تاع « المحشوشة و تاع الرشاش » ؛ هاؤُلاء الوحوش باسم الأصولية و الدين و هاؤُلاء الوحوش المضادة برعاية بعض قيادات الجيش من جنرالات الجيش الإستئصالية؟ أكيد الكثير ممن يتشدق باسم النضال و الحراك لم يشهدوا هذه الحقبة التاريخية أوكانوا ـ يرضعون أصابعهم أو أثداء أمهاتهم ـ اللائي استثناهن الحيف من كل الجهات المتناحرة على السلطة و المال و الثروات . و لا أتحدث في الوقت الحالي عن أولائك الذين جعلوا لله أندادا باسم الأدب و الثقافة .. أو أولئك الذين جعلوا أندادا للراية الوطنية و آخرون جعلوا بدورهم ندا للنشيد الوطني و للدين الإسلامي ندا و لغتنا الرسمية المقدسة ندا و الذين دعوا مغرضين صراحة مؤسسة الجيش إلى العصيان.. و فشلوا في انقلابهم على رموز المؤسسة العسكرية الخيرين ؛ فكلّ يتحمّل مراهقاته السياسية في وقت الرخاء هذا؛ و قليل منهم من لا يعلم بأن « الجزائر اليوم » آتية من بعيد .. بعيد جدا، جدا و إنّ شهداء الحرب الأهلية و المأساة الوطنية لأراهم يستحقون نفس التقدير و الإعتبار حتى لا أقول أكثر و أزايد على الثورة التحريرية التي حققها و أرادها الشهداء الأشاوس رحمة الله عليهم، كونهم دفعوا أرواحهم ثمنا لبقاء الجزائر واقفة لحد الساعة و لم يتم اجتياحنا عسكريا من قبل جنسيات أجنبية مختلفة بحجة حماية الأقليات و الحفاظ على الأمن الإقليمي تحت ذرائع أممية أمنية مختلفة !
ـ ما أخشاه حقا؛ أن يأتي يوم و سيفرج و يصفح عن الجميع باسم « المصالحة و العهد الجديد و ذريعة ـ عفا الله عمّا سلف ! » و ربما سيطالب المجرمون في حق الوطن و الإقتصاد بتعويضات مادية و اعتراف رسمي من طرف السلطة و العدالة على ما لحقهم من متابعة قضائية و إعلامية و يجد الشعب البسيط ـ على حد تعبير الماكر اللئيم أويحيى « روحه تْحْشَاتْلُو مرّه أخرى و ضحك على ذقنه باسم قانون وئام اللئام الجدد! » و أن « دار لقمان » لم يتغير فيها شيء أو ربما سرقوا منها أطر النوافذ و الأبواب و المسامير المطروقة على جدرانها بعد نحر حجا على عتبتها! و من بعد سنقول في أنفسنا ـ تَعَباً و إرهاقا ـ من كل هذه المسرحيات .: « ربي يخلف على الغابه و ما يخلفش على ـ الحطّابه ! » : يعني اللصوص و المجرمين و المنتهزين ! … فيروس كورونا أرحم بمئات آلاف المرات من فيروس الفساد في بلادنا العربية و الإفريقية ، فاتقوا و وعوا يا أولي الألباب و الجزائر رائدة في هذا المجال .. و الحمد لله!
*
الفاتح من نوفمبر ـ أي الذكرى الـ 66 لإندلاع ثورة التحرير يتصادف هذه السنة مع استفتاء اختيار دستور الجزائر الجديدة بكل تعديلاته التي لاقت رفضا و نقدا على الساحة في ضوء امتناع و غياب تاريخي و قياسي تم اختياره بالموافقة أي ربع المسجلين في القوائم الإنتخابية ، ما يفوق خمس ملايين (23 %) علما أن سكان الجزائر فاق الـ 42 مليون نسمة! نترك لكم مقارنة عدد المؤيدين لاستفتاء الدستور و إجمالي الجزائريين. بالنسبة للإنتحابات الرئاسية الفارطة ـ للتذكير ـ فقد تحصّل عبد المجيد تبون على 116 945 4 ( ما يقارب الـ 5 ملايين مصوتا مؤيدا له) من جملة (24 مليون مواطن مسجل) .. العدد الإجمالي للمسجلين هو 161 474 24 مسجلا. إذن نسب انتخاب تبون و استفتاء الدستور متقاربة جدا و ضئيلة جدا من حيث الإقبال الشعبي و رغبته في التغيير من خلال صناديق الإقتراع! كأن كل الظروف اجتمعت منذ أكثر من سنة لكي يعزف المواطن الجزائري ـ المسجّل ـ عن التصويت! اللامسجّل فهذا ليس موجود ، فقط كرقم يستعمل في الإحصائيات الرسمية ! القوائم و سجلات الإنتخاب و مراجعتها و تحديثها هي بيت القصيد و معضلة حقيقية تتوقف عندها مصداقية كل استفتاء و موعد انتخابي!!!!
ـ بعد ثلاث أيام من إصدار الأحكام التي ذكرناها في حق رموز الفساد ،
و كأنه أُريد للأمور أن تتسارع في الجزائر، غياب « الرئيس » للأسباب التي أعلن عنها رسميا في ذكري مهمة تاريخية و استحقاق تشريعي أساسي و لا نفهم سبب هذا ـ التسريع ـ أو الإسراع و لم يُرجأ قليلا ريثما تتسوى الأمور من الجانب الجائحة الكورونية و من جهة أخرى توفير المناخ الأنسب لإقبال أوسع على الإستفتاء ! الظرف الصحي الوطني و العالمي كان كفيلا بتأجيل الأمر، إلا أن السلطة عزمت على المضي بتمرير الأمر في غياب رئيس الدولة و في ضوء الأزمة الصحية الاستثنائية ؟!
ـ ثلاث أيام أخرى بعد هذه الأحكام تحرق في ومضة « عين » بعض من غابات الجزائر من شرقها إلى غربها و في وقت متزامن ! الحكومة تتوقع أن هذا العمل إجرامي و على لسان رئيس الحكومة فإن التحقيقات متواصلة و سوف يعنى المتورطون بأقصى العقوبات الممكنة !هل جَراد بإمكانه استدراك ما دمره الحريق بإعلانه عن غرس مليون شجرة؟! .. « هاؤُلاء مجرمين و لصوص و خونة و يعرفهم الشعب صغيرا و كبيرا .. نهبوا دزاير و هلكولها جدها في قرابة ربع قرن ، و صْرَا ما صْرَا من حراك و قلنا يتنحاو ڨاع « يذهبوا جميعا » كلهم .. بعد ما ـ زُحزحَ ـ و غيّبَ الموت القايد صالح و بعد مجيء كورونا ، و مرور قرابة سنة على انتخاب تبون ـ المريض حاليا ـ بداوْ يخرجوا فيهم واحد واحد ! و يرجعولهم في ممتلكاتهم !
ـ كيف سيصدق الشعب السيناريو المستقبلي الذي سيُرمَى به إلى الصحافة الجزائرية الرسمية و قنوات « الصرف اللاصحي الذهني » الخاصة ـ المَخْصُوصَة و المُخْصَوْصَصَة ـ أسماء متورطين في عملية حرق الجزائر من الشرق إلى الغرب .. من لديه هذه الجرأة و القوة اللوجيستية و الحضور على امتداد شريط ترابي في إضرام النار في وقت واحد من الشرق إلى الغرب، و أين كانت مصالح « الغابات » و قوى الأمن الوطني و الجيش في ظل هذه الظروف الحساسة: كورونا، إرهاب ، عصابات ، إجرام ، أيادِ خارجية، مؤامرات خارجية داخلية ؟!. هل في هذا الشريط الممتد من الشرق إلى الغرب من الغابات لم يثبت تواجد شهود عيان من المواطنين أو من الأجهزة الغابية الأمنية بإمكانهم اكتشاف أوكشف و لو عنصر واحد بصدد إضرام النار في منطقة معينة أو حيّز ما ؟! و هل أمن غاباتنا و مواطنينا سهل التلاعب به و اختراقه بهذه البساطة و كل من هبّ و دب يأتي و يضرمها نارا تحرق كل التراب … ما هذا و ماذا يجري بالضبط ؟! أعطونا سيناريوا يدخل العقل، على هيئاتنا التحقيقية المختصة، الجنائية الإستخباراتية، إيجاد تبريرات و أدلة و قرائن تشرح للرأي العام الوطني بالدليل الجنائي بكل شفافية أسباب وقوع هذه الكارثة و الجريمة ، دون أن ننسى ضحايا هذه الكارثة البشرية من موتي و معطوبي « الأرض المحروقة » ليلة الجمعة من هذا الشهر الرمز !
ـ يا ربي ! لمّا نذكر و ذكرنا في كتاباتنا « الغابة » كمثل فهي تكنية أي ـ كناية ـ سمّوها إن شئتم مجازا لتجاوز قهرنا منكم في كل مرة، فليس سببا يجعلكم يا خونة تُقدِمُون على حرق كل الثروة الغابية الجزائرية فيكفينا همّ و ثقل تداعيات تحريف مبادئ الثورة و أهدافها! حرقا لكم ..! حرقا لكم .. !حرقا لكم ! أكان حرق بعض غابات الجزائر من الشرق إلى الغرب إحتفاء من قبل باقي أعضاء العصابة بحِلم العدالة في قضايا المفسدين و ببراءة بن يونس و استعادة حداد لبعض ممتلكاته ؟!
ـ هل اللصوصية و الإجرام الإقتصادي و الفساد المالي هي استثمارات مربحة و مضمونة العوائد مستقبلا في الجزائر إذا ما نظرنا إلى حجم الأموال المسروقة و المبددة و مدة العقوبة المسلطة على المتورطين؟!
*
(*نصائح وقائية لكل من قرأ رأيي هذا : - استعملوا كماماتكم في الأماكن العامة و أثناء التجمعات مهما كانت طبيعتها - ( استغنوا عنها في أقرب فرصة تواجدكم منفردين بأنفسكم ) لتجديد الأكسيجين ) أكسجنة الجسم مهمة لجهاز مناعتكم. - لغير المصلين المواضبين على الصلاة يجب غسل الأطراف و الوجه مراتا عديدة في الْيَوْم ذلك يجنبكم أو يقلل من بقاء الفيروس على سطح البشرة .. تعقيم قدر المستطاع كل ما له علاقة باستخداماتكم اليومية . والله خير حافظا و هو أرحم الراحمين. )



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن