شاء من شاء وأبى من أبى .. فلسطين أزلية .. رؤية الشهيد الحي ياسر عرفات ..

عصام محمد جميل مروة
Issam.mm@outlook.com

2020 / 11 / 11

يتذكر الفلسطينيون الثوار اليوم القائد المناضل الكبير الشهيد ياسر عرفات "ابوعمار" بعد زوال فترة عصيبة من الألام والجراح المتجدد دوما ً وابداً كما كان يُصدِحُ بصوتهِ عالياً خاطباً لرفع روح معنوية لا تلين من اجل الدرب الى فلسطين التي أُغتصبت . لكن ذكراك ايها الحامل الينا والى شعوبنا الحرة العربية الممتدة عبر ضِفاف الخليج وصولاً الى المحيط الذي كان يُسمعُ هادراً ويسكن للتنصت على قراراتك الحرة الثائرة التي اعلنت عنها في بداية إمتِشاقُك البارودة وإعتمارك الكوفية الفلسطينية المزركشة في الوانها الرائعة تحملها على هامتك لكى تدلُ الأجيال على خارطة الوطن الماضي والحاضر والمستقبل فلسطين باقية الى الأزل .
في حضرة شهادتك الغالية على شعبك الحر نُهديك كلمات متواضعة تليق بمقامك الحاضر الغائب..
ماذا عن خارطة فلسطين السديمية ..
تختصِرُ فلسطين تعريفها ..
أولى مَنْ حَبِلت الأرض بيّ ..
وأخر من تتمهدُ للزوال ..
قبلكم وُلِدتُ وبعدكم
شَممّتُ رائحة الزعتر البريّ .. والجويّ ..
رسمتُ على جسدي بقاياكم
سمعتُ مسير وخبطات خطواتكم ..
أحسستُ بمروركم ..
وغرني كُل جزءٌ لامس ذرات تُرابي ..
أعرف العُراة منكم
وأُقبل احذية الحفاة فيكم ..
الذين هرعوا الى نصرتي ونجدتي ..
رأيتكم في عُشقِكُم
وشموخكم .. في غضبكم ..
حفظتُ اسماء النبلاء والنجباء
راجعتُ اسماء الأوغاد واللقطاء ..
تُجاهِرُ فلسطين برخامة صوتها
كل طامح ، كل شاهر ، كل حالم ،
كل راكع ، كل ساجد ، كل حاقد ،
كل شاتم ، كل سائل ، كل سائر ،
إلى دربيّ الترابي وجسدي ..
الملتهب ،، بين أعتاب
الليل وومضاة الفزع ..
بين شُعاع الضوء ..
وسكون سراب لامع ..
أُولئك ليسوا الأولين ..
ولن يكونوا الأخِرين ..
جَمعٌ غفير مُمَجّدين ..
لصوتهم صدى ..
طويل المدى ..
لركابهم الكالحة ،، المالحة ..
بعد تلاصق التُراب ..
بعد عُقرِ تقرّح الجروح ..
تتبلسمُ من مجدُكِ ..
تتشقق الشِفاه
في غمرة العطشِ
لن ترتوي إلا من زُلالِ أزيلُكِ ..
ومن انوار لمعٌ في سديمُكِ ..
لن أُبكيكِ ،، لن أُرثيكِ ..
صوناً.. لعزة قُدسكِ
ورهبةً لكنيسة قيامُكِ
وقوراً لبراقة السور العتيق ..
مهما طال زَمنّ الأسرِ والغياب ..
هزتني جوارحي بعيداً
حثني تُراثُ الإنحدار نحوّكِ
كم أشتهي الشهادة
كم أُريدُ الإغتسال قبل
وبعد خفقان صدري ّ ..
كم أسمعُ أنينُ طِينُكِ..
كم أرغبُ ان اتوغل في رحيلُكِ
كم أُريدُ ان الفظ أنفاسي ..
على واديكِ
على هِضابُكِ
على نهرُكِ
على بحرُكِ
على دروبكِ
على أرض صحرائُكِ ..
بين غُرف وفنادق ومُبيتُ الشهداء..
بين زرع اخضر لا يصفّرُ ..
بين روابي تمتشِق عشق
الحرية السامية ..
ليس من المحتلِ الأن ..
بل لأن دمُكِ يا فلسطين ..
يسرى قانياً في أغلِفة
الأوردة ، والشرايين ، البراقة ..
التي تنشُدّ لحن العودة اليكِ
إنتظرينا ..
دموعنا ، عَرقُنا ، دِماؤنا ..
نجيعُنا الوانها حمراءً في سبيلُكِ ..
سوف تُطهِرُكِ من دّنسهِم ..
من سخطهم على مرورهم ..
الذي سوف ينجليّ ..
نامي ونحنُ حُراسُكِ
في مآقينا التي ترمِشُ
أجفانُها لحن نايات الحنين للعودة والخلاص ..

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 11 / تشرين الثاني - نوفمبر / 2020 / ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن