التلاحم ملح الأرض

رياض زوما
riadhzoma@yahoo.com

2020 / 11 / 11

التلاحم ملح الأرض :
...................................
أحياناً تتراشق تعليقات الفتنة في القنوات التلفزيونية والصحف بل وحتى في صفحات التواصل الأجتماعي ( في داخل العراق وخارجه ) بينما الجميع يفيض في قلبه الحنان والحب للوطن وللجيران والأهل والأصدقاء والماضي الجميل, وعند قراءة التعليقات أشعر بأن هؤلاء يخدشون الوطن كله ويقاتلون أنفسهم بأيديهم , حينها أهرب الى ذاكرتي لأختبيء بين ما تحمله من قصص الأخوّة الحقيقية مع جميع من كان يختلف عني في الدين والقومية والمذهب , وأقارن ذلك ببدعة مصطلح التعايش المشترك التي أخترعها دعاة الفتنة والتحريض من أجل التفرقة والكراهية , وأسأل ما الذي حل بنا ؟ ماذا سيكون شعور الأجداد ان خرجوا من قبورهم ليشاهدوا ان الأرض فقدت ملحها وتلاحمها ( والطبق بدون ملح لا طعم له وغير مستساغ )... لذا يا عراقيين : لا تماروهم بكلمات ان خرجت فلن تعود ,كلمات تقتل فينا المحبة والطهر الذي تربينا عليه .. أنظروا حولكم فهل تريدون أن يصبح العراق دولتين أو أكثر ؟ هل تريدون أن تفقدوا النكهة التي أحببتموها دوماً ؟ أن ملح الأرض فيه هجرة الى غير رجعة ! لذا أرجعوا الى الزمن الجميل ولا تسألوا عن الدين ولا الفصل والأصل بل أسألوا عن المواطنة كأسرة واحدة متحابة ولا تفقدوا التلاحم المتبقّي في أرضكم لأنه موجود منذ أيام الغساسنة والمناذرة بل وقبل ذلك كقوميات , أما المسيحيين فهؤلاء الملح ليسوا أقلية ( بل جزء من أغلبية - د. عبد الحسين شعبان ,كاتب عراقي ) , فيا راشقي التعليقات ويا دعاة الفتنة أفيقوا وأتركوا وطن المحبة يكبر فيكم جميعاً ..... أفِق يا شعب العراق وأجعل ثورتك عارمة وقوية في الأنتخابات القادمة وأترك الأنتخاب العقائدي والطائفي والمذهبي الذي أذاقك المر والهوان , فالدين والعقيدة والمذهب لا يستطيعوا أن يبنوا وطناً حراً واَمناً ومتقدماً , وما الغرب الّا نموذجاً يُحتذى به , وها هي أيضاً ( أندونيسيا )الدولة الأسلامية المتقدّمة نموذجاً اَخراً .. تحية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن