يوميات نصراوي: مآسي هدم المنازل العربية

نبيل عودة
nabiloudeh@gmail.com

2020 / 11 / 6

نبيل عودة
ضمن سياسات حكومة إسرائيل يجري تضييق الخناق عل تطور البلدات العربية، لدرجة عدم توفير أراض للبناء او التخطيط الرسمي من حكومات إسرائيل بتوفير أراض بأسعار مناسبة لتطوير البلدات العربية ببناء منازل وبناء مناطق صناعية. اسوة بما تقوم به في الوسط اليهودي.
هذا الواقع يدفع الاف المواطنين لما يسمى البناء غير المرخص على أراضيهم التي تُصعب (عمليا ترفض) حكومات إسرائيل إدخالها ضمن مناطق البناء للبلدات العربية. من هنا نشهد ما يسمى ظاهرة البناء غير المرخص. وهو تعبير يخص بالأساس المجتمع العربي في إسرائيل، ضمن السياسة التمييزية الشرسة لحكومات إسرائيل التي صادرت عمليا أكثر من 93% من أراضي الفلسطينيين، وحصة المواطنين العرب في إسرائيل والذين يشكلون 20% من المواطنين لا تتعدى 3.5% من الأرض. والنضال لوقف هذه السياسة لم يتوقف بل تسن قوانين جديدة تفرض دفع تكاليف الهدم اذا لم يقم المواطن نفسه بهدم منزله "غير المرخص" على ارضه الخاصة.
هذا الواقع كتبنا عنه الاف الصفحات، ولكني أتذكر قصيدة معبرة عن الألم من هدم المنازل "غير المرخصة"، للمرحوم الشاعر سالم جبران، اسجلها كوثيقة ضمن النضال المتواصل لحماية المنازل التي بنيت في البلدات العربية، على أراضي يملكها المواطنين وتواجه خطر الهدم.
قصيدة "المعركة" للشاعر سالم جبران
غيْمُ الغبار في الفضاء.. والشررْ
ويوسفٌ محتجزٌ
بين الجنود، تستبيحه الذكرْ..
أنا..أنا بنيتُهُ
بعت لكي أقيمه الماعز والبقرْ
أحجاره..أنا بنفسي كلّها قطعتُها
قطعتها.. حجرْ.. حجرْ!
وعندما جاء من الرامة بنّاء لكي يبنيَهُ
رفعته إليه للسّقالهْ / رفعته، حجرْ.. حجرْ!
يا ناس! يا إله! هل يُهدم في هنيهةٍ
كأنّهُ زحاجةٌ..
أو بيضة فتنكسرْ؟!
نُفّذت الخطّة..
والعسكر عاد مسرعًا
وهو يغنّي أغنيات المجد والظفرْ
ويوسفٌ
يكفكف الدموع من عينيْ وحيده عُمرْ
ويستغيث.. ثم ينكبُّ على زوجته
يريد أن يسكتها
وهو يكاد من أساه ينفجرْ!
يا شعب إسرائيلَ.. بوليسكم
عاد.. اخرجوا، حالا، إلى ساحاتكم
واستقبلوه.. إنّه
قد حطّم العدوّ..
وانتصرْ!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن