صراع العروش في العراق

ذوالفقار الزلزلي
thoalfkar.89.k@gmail.com

2020 / 10 / 30

متلازمات تبدو متناحرة
انجبت الساحة السياسية ما بعد 2003 قوى متلازمة يلزم وجود احدها وجود الاخر ولكنها تبدو للعيان في حالة تناحر وتضاد وعلى الرغم من تناحرها فهي تحاول الحفاظ على النقيض من اجل استمرارها على سبيل المثال
* البيت الشيعي والبيت السني بعد تشكيل البيت الشيعي وائتلافه في قائمة الشمعة 169 كان لابد من توحيد القوى السنية لتشكيل بيت سُني على نقيض البيت الشيعي ورغم التناحر الظاهر بين البيتين فان كلاهما يحاربان انشاء بيت وطني حفاظا على مصالحهم فالصراع بينهم يضمن وجودهم
* الميليشيات الشيعية والميليشيات السنية قد بداية عام 2006 وظهور بوادر الطائفية تشكلت ميليشيات سنية ردًا على وجود ميليشيات شيعية وبدأت هذه البنادق بالتطور بدعم ايران والسعودية على الجانبين حتى بلغت أوجها في عام 2014 واصبح الصراع يمثل الحشد وداعش وبنهاية عام 2017 انتهت القوى السنية بنهاية داعش مما خلق مشاكل كبيرة لمنظومة الحشد لاستمرارها
* على صعيد المكون الشيعي - الشيعي المسلح تظهر لنا ( حشد المرجعية - الحشد الولائي - فصائل المقاومة - سرايا السلام ) جهات مسلحة لا اتفق فيما بينها من حيث النشوء والهدف ولكنها مرتبطة ببعضها بآلية الوجود ف الحشد الذي أسسه المالكي تحت عباءة السيستاني رغم ارتباطه الوثيق بإيران والمناكفات الحاصلة بين آمري الوية حشد السيستاني والحشد الولائي الا ان السيستاني نأى بنفسه عن ابطال مفعول فتواه بعد الانتصار على داعش فهو يعلم جيدًا وجود الحشد الولائي ضمانة لوجود حشد المرجعية كذلك الحال بالنسبة لفصائل المقاومة وسرايا السلام الذي تأسسا قبل الحشد بكثير ولكنهم تطوروا عدةً وعددًا وتنظيما تحت راية الحشد الشعبي
* الصراع الامريكي الايراني لا يُخفى على عراقي الصراع الايدلوجي والاقتصادي الكبير بين طهران وواشنطن على ارض العراق وهذا الصراع خلق فجوة كبيرة بين ابناء الشارع العراقي كونه يمثل مدرستين مختلفتين من حيث الفكر والانفتاح لكنها يعلمان في طهران ان خروج الامريكان من العراق يعني انتهاء صلاحية شعاراتهم وبالتالي بقاء امريكا ذريعة لابد منها لاستمرار الاذرع الايرانية في العراق كذلك في واشنطن عملت بعض الحكومات على تقوية الدور الايراني في العراق والمنطقة للحفاظ على ذريعة جديدة بعد اسلحة الدمار الشامل لبقاء قواتها في العراق وابتزاز حكوماته المتعاقبة والهيمنة على مقدرات العراق
* الاحزاب وتشرين في ظل تطور الساحة السياسية واقتراب الانتخابات المبكرة ظهرت اصوات لا يستهان بها من المتظاهرين ترفض العمل السياسي وترفض تشكيل كيانات وكأنها ولدت لتكون ناقمة على الاحزاب فقط ولا تاخذ زمام المبادرة لتغير بنفسها كذلك على الجانب الاخر بعض الاحزاب ترى في تشرين وسيلة للخروج من عنق الزجاجة وتعمل على انشاء كيانات باسم تشرين لدخول الانتخابات كالحكمة و سائرون والنصر مثلا

في الختام الفسيفساء التي نعيشها الآن من صراع مترامي الاطراف لا ينتهي الا بتغيير النظام وهنا اقصد شكل النظام المشوه الذي جاءت به امريكا واستبداله بنظام وطني يُقسم القوى على اساس عراقيتها لا على اساس طائفي وقومي وديني

#ذوالفقار_الزلزلي
24/8/2020



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن