تداعيات على مسرح الايّام المحطّة الثامنة

شعوب محمود علي
mshaoob@gmail.com

2020 / 10 / 12

كانت ساحة مركز الدوريين كبيرة وواسعة وموقع التواليتات
بعيد عن الموقف الذي ننام فيه وكان البعض من الموقوفين
عندما يذهب الى التواليت يعود وكأنّه امرأة حبلى وبشهرها الأخير
وفي داخل الموقف تخرج قناني البيرة تسحب من تحت
الملابس وكانت هذه العمليّة
مستمرّة وللتواليتات نوافذ مفتوحة على الخارج وفي مرة من المرّات
كان الهدوء يسود وإذا بصوت دويّ قوي جدّا كلّنا سمعناه والحارس
سمعه ولم يتحرّك كانت شرطة المركز تغض النظر عن كلّما يفعلون
وكانوا مدلّلين وكان حمّودي يتحدّث لنا عن حياته وقال مرة ذهبوا
بي الى ابن الجدّة فاحتفل بيمن اوّل الاليل الى الصباح وهو يعذّبني
والآن توج اكثر من أربعين دعوى مقامة ضدّي اغلبها اطلاق نار
والامن والشرطة عجزت وربما ضجرت لكثرة المتاعب التي ورائها
حمّودي ولم يستطع أحد ان يفتّ في عضدي وبعد ان عرف انّي من
منطقة الكريمات قال لي ايّ منا يخرج من الموقف يزور صاحبه
وانت عرفت سكني الدوريين وعلى غفلة منّ جميعاً خرج من الموقف بكفالة وبعده خرجت انا وجماعتنا بكفالة وحمّودي لم يزرني ولكنّي
ذهبت مرّة الى منطقة الدوريين لأزور حمّودي ومعي كان المرحوم افاضل
هادي رحمه الله وفي منطقة الدوريين رأيت مقهى صغير فدخلنا وكانوا
فيه أربعة اشخاص اثنان يلعبان الدومينا واثنان جالسان وفي المقهى
الصغير رسوم على الجدار واحد الرسوم القبة لبيت المقدس واحد
هؤلاء الأربع كان يتردد على حمودي في الموقف وكان أحد اللاعبان
يردد الشتم بصوت خفيض فمسّه بيده وأشار الينا وان يكف فما كان منّي
الا ان طلبت منه ان يذه ب ليخبر حمّودي بزيارتنا له وكان من المتردّدين
على الموقف فذهب وعاد وقال لنا حمّودي غير موجود قلت له اخبره
بأنّي جئت لغرض زيارته وعدت الى بيتي ولم التقي به واخيراً سمعت
قتل وكان قتله غدراً رحم الله حمّودي الأقجم رغم ما اتخمنا شتماً وجعل
ليالينا سوداء ومحزنة اللهم اغفر له ذنوبه



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن