وسادة عم سالم

مريم القمص
fivestars697@gmail.com

2020 / 8 / 27

جميعا لا ينام سوى عم سالم , أصبح النوم العميق رفاهية ليست للجميع تنازع أفكارنا الأحلام وترتطم آمالنا بالحقيقة فنفقد إتزان البشر العاديين البشر كما خلقوا لهدفهم النبيل ,ألا وهو العيش حياة عادية فى إطمئنان الله وفى طيات رعايته تلك الرعاية التى لا يشعر بها الجميع سوى من مثل عم سالم لذلك فأن وسادة عم سالم مفعمة بالأحلام وهو يتجرع الأطمئنان مع كل وجبة فقيره , لكن هناك سؤال يطرح نفسه لماذا ينام عم سالم؟
"ببساطة طفل العامين حينما يتعامل مع الغريب " ينام عم سالم لأنه لا يحمل آمال لا تتحقق لأنه لا يملك ما يخشى عليه من الحسد أو الإغتصاب عم سالم الذى يملك العالم كله فى قلبه بينما لا يملكه العالم رجل متحرر خفيف التقيد كخفة جلبابه الفقير, نعم هو لا يملك الكثير أما نحن من نملك جزء لا نغفله من العالم نصادق المهدئات كل ليلة نتراقص على حبال الإكتئاب كرقصة فتاة عجرية ترقص وسط العواصم .. ماهى حلولك ,عقاقيرك ,تعاويذك عم سالم لتنعم بكل هذا السلام الداخلى... ؟ ربما هو التخلى .., التخلى عن أحلام ليست فى محلها الصحيح التخلى عن أطماع لا تكلفنا سوى أن تتأكل معها ذواتنا من الداخل أو دوام البحث عن أنفسنا التى نببش عنها دوما دون كلل ربما يكون البحث عنها كطوق فى رقابنا تستحلنا كالعبيد بدلا من وضوح رؤيتنا تجاه السؤال الوجودى المعتاد , لماذا أعيش ..؟؟
فهل نتوقف عن البحث عن الذات .. عن الطموح ... ؟ لا .لا يجدر بنا , بل يتوجب علينا أن لا نتمسك بطموح لم يكتب لنا ربما نصارع فى معركة غير المعركة, أو فى زمان غير الزمان, أو ربما فى ملعب غير الملعب المنشود ,,أبحث أذن عن موضعك من لوحة الحياة السريالية ستعرف كيف تجاهد ومتى وأين تبدأ وعليه ستصل وبالعودة إلى عم سالم فهو لا يكترث البته سواء أن تكفى قروشه مطامعه اليومية الممكنة " وهى إيجاد غذاء يومه ولا مانع من قطعة بطاطا ساخنه كتحليه مشروعة" لذلك فمن يسعى للنوم العميق مثلى , عليه أن يسعى للحياة بحيطة الحيات وبهدوء الحمام دون أن ينسى أن يحياها.. أو يستعير وسادة عم سالم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن