لن تجد تنويرياً داعماً لإسرائيل

راوند دلعو
rawanddalao@gmail.com

2020 / 8 / 22

( لن تجد تنويرياً داعماً لإسرائيل )

قلم #راوند_دلعو

لا أعرف كيف يناصر دولة إسرائيل من يدّعي أنه خرج من الصندوق و انتهج نهج العقلانية و التنوير و معاداة الطائفية و العنصرية !!!

كيف يقبل التنويري أو اللاديني على نفسه أن يدعم أو يبرر وجود كيان إسرائيل الطائفي الديني الذي طرد سكان فلسطين من أرضهم و استبدلهم باليهود المتطرفين !!!

يتحجج بعض المدافعين عن وجود الكيان الإسرائيلي بالتطور الحضاري و التكنولوجي الذي وصلت إليه دولة الاحتلال الإسرائيلي ... و هنا أقول له بأن التطور ليس مبرراً للظلم و التهجير ... فقد سبق للمحمديين أن احتلوا إسبانيا و هجروا أهلها ثم أنشؤوا دولة دينية متطورة هناك ( الأندلس ) ، فهل إنشاء دولة متطورة يبرر للمحمديين جريمة تهجير الشعب القوطي ( الإسباني ) و إقامة كيان #مُحَمَّئيلي على
دماء و آلام الإسبان ؟

و بنفس المنطق نقول : هل إنشاء إسرائيل متطورة يبرر جريمة تهجير الشعب الفلسطيني ؟؟

ما بني على باطل فهو باطل ! و يبقى الباطل باطلاً مهما قمنا بتلميعه ...

كيف يقبل التنويري على نفسه أن يدعم كياناً طائفياً متخلفاً قام على الدماء و اغتصاب حق الغير ؟

لو سألت أي إسرائيلي عن دليله الذي اعتمد عليه في تبرير طرد اليهود للفلسطينيين و إقامة دولة إسرائيل ، لرأيته يفتح لك كتباً دينية سخيفة أكل الدهر عليها و شرب و تغوط ، ثم راح يتلو تمتمات توراتية و تلمودية متخلفة يعتمد عليها في تبرير كل الجرائم الصهيونية التي حدثت في القرن العشرين !!!

و بالتالي لو سألت الإسرائيلي عن وجهة نظره في شرعنة المشروع الصهيوني لما امتلك أي جواباً علمياً !!

و من هنا أشكك بنوايا و توجهات جميع من يدعون الإلحاد أو اللادينية أو العقلانية أو الكونية ثم يشرعنون الاحتلال الإسرائيلي العنصري.

#الحق_الحق_أقول_لكم ... لن تجدوا متنوراً حقيقياً يدعم أو يبرر وجود دولة إسرائيل ... و كل داعم لها عبارة عن إنسان طائفي يتستر باللادينية أو الإلحاد أو التنوير ....

لكن ما هو الحل مع الكيان الإسرائيلي اليوم :

هل الحل بتدمير إسرائيل بالعنف ؟

طبعاً لا ... الحل برأيي الشخصي يتم بشكل سلمي من خلال تحويل الكيان الإسرائيلي رويداً رويداً إلى كيان علماني تعددي لاديني يساوي بين جميع البشر الذين يعيشون على أرض جنوب سوريا و المسماة ب ( فلسطين ) ... و قد طرحت طريقة ذلك في مقالة ال( ببرونة ) و التي قدمت فيها حلاً واقعياً لقضية فلسطين.

و لو انتهج سكان الشرق الأوسط منهج الإنسان الكوني و قاموا بإنشاء #الدولة_الإنسانية_الكونية لقدمت هذه الرؤية حلاً لجميع مشاكل المنطقة الطائفية و العنصرية ... و لمزجت بشكل علماني كوني بين جميع المكونات العرقية على أساس إنساني.

و بذلك نحل قضية فلسطين لأنها في واقعها المرير قضية حرب دينية بين المحمديين و اليهود ...

و إلا فصدقوني ستعود الكَرَّة يوماً ما للمحمديين المتطرفين و سينصبون محاكم التفتيش و المقاصل و سيقطعون رؤوس كل اليهود و أطفال اليهود المتواجدين على أرض فلسطين ، كما فعل الإسبان بالمحمديين عندما عادت الكرَّة لهم ...

و أنا لا أتمنى أن تتكرر مأساة محاكم التفتيش الإسبانية في فلسطين ....

بل أتمنى حلاً عقلانياً علمانياً يخرج الجميع من هذا المأزق الطائفي ...

و أول خطوة على هذا الطريق تكون بإسقاط حكومة إسرائيل العنصرية و استبدالها بحكومة علمانية و بالتالي تغيير اسم و هوية الدولة اليهودية الإسرائيلية الصهيونية.

و لا بد من هدم جميع الأماكن المقدسة على أرض فلسطين ... و تجريم الظاهرة الدينية بشكل عام ... لأن الظاهرة الدينية هي التي جعلت من هذه الأرض جحيماً و وبالاً على أهلها.

#راوند_دلعو



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن