وَلِيمَةُ الْمَوْتِ...

فاطمة شاوتي
fatima.chaouti@gmail.com

2020 / 8 / 9

علَى حَدْبَةٍ يتبعثرُ التِّيهُ
بينَ بحريْنِ...
الموتُ لَا يخافُ الموتَ
فكيفَ بالقصيدةِ نُزعجُ السوطَ...؟
وبحناجرٍنَا نُقَشِّرُ الخُطَبَ...؟
ثمَّ نمشِي مُحَنَّطِينَ
إلَى آخرِنَا ...
إلَى آخرِنَا...
ناسِينَ أَوَّلَنَا وَ تَالِينَا...





يَا سيدِي التاريخُ...!
هلْ لبِسْتَ مُنَامَتَكَ
وتذوقتَ شرايينَكَ ...؟
قُلِْ الآَنَ مَاشِئْتَ للحاضرِينَ...!
فالحربُ أُمٌّ دَوَّنَتْ خُطبتَهَا :
"لَا تمُوتُواْ حينَ تموتُونَ..!"


يَا سيدِي التاريخَ... !
لماذَا تُطلُّ منَْ الشرفةِ الجنوبيةِ...؟
عندنَا مَا يكفِي منْ شُرُفاتٍ
عندنَا إِسْتَبْرَقٌ وفاكهةٌ ...
تكفِي لِمَا سيأتِي
منْ بطولاتِ الفراشةِ ...
لِتُطعمَ التُّوتَ والحريرَ
لَوْنَ الصينِ...؟


يَا سيدِي التاريخْ...!
اِضْرِبْ بِكَعْبِكَ العالِي
تَأْتِكَ العصافيرُ مَنْفُوشَةً...!
اللهُ يحاربُ لِآخِرِ الكواكبِ
كَيْ لَا تنطفِئَ ...
قبلَ أَنْ تأكلَ القيامةُ
فُوكُويَامَا...


يَا سيدِي التاريخْ ... !
لماذَا تبكِي ...؟
وقدْ ترَكْتَ لَنَا مَا يكفِي
منْ زغاريدَ ومنْ بكاءٍ ...؟
اُتْرُكِ البابَ مفتوحاً ...
تدخلْ حقيبةُ الغريبةِ...!
لَا تكسرِْ المفاتيحَ
فِي شاحناتِ الوليمةِ...!





نلبسُ الطوارئَ فِي عمامةِ الريحِ...
فَاتْرُكْ دَمَنَا لدقيقةٍ
يَجِفُّْ فِي حَبَقٍ...!
واتركْ قميصَنَا علَى دَبَّابَةٍ
يُرَمِّمُْ وجهَهُ...!
التاريخُ لَا يدخلُ مَرَّتَيْنِ
منْ ثقبِ المفتاحِ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن