نعم أخطأت وأعترف ...ومحزن أن تعترف بالخطأ متأخرا !

احمد الحاج
ahmedalhaj63@yahoo.com

2020 / 8 / 2

قبل اربع سنين مضت وتحديدا عام 2016 كتبت بوستا على صفحتي هذه ويومها دخل على البوست على ما اذكر 16 شخصا فقط من باب المجاملة بين معجب ومعلق وشكرا لهم جميعا ..وبعد ايام جاءتني رسالة على الماسنجر تفيد بأن صفحة من الصفحات الجميلة ذات الجماهيرية المعتبرة قد اقتبست البوست ولم تشاركه فحقق شهرة واسعة وصلت الى الاف الاعجابات والمشاركات والتعليقات بمعدل 2800 مشاركة واكثر من 3900 اعجاب وبحدود 832 تعليقا لقد صعقت يومها لهذا الكم الهائل من التفاعلات ...بعضهم اخذ البوست كوبي بيست ونشره بأسمه في صحف معتبرة عراقية من دون لاتحقيق المحرر ولاتحقق رئاسة التحرير من دقة الخبر فضلا عن صحته ، واحداها كانت من قبل كاتبة عراقية - لن اذكر اسمها - مقيمة في نيويورك نشرته في صحيفة معتبرة حتى من دون ادنى تغيير " بت الاوادم حتى العنوان لم تغيره ..ابد لطش حرفيا من دون اي تغيير " ونسيت الامر ، الا انه وقبل يومين تقريبا ارسل لي احد الاصدقاء والاخوة الاعزاء رسالة اشار فيها الى ذات البوست ولا اقول المقال لأنه ليس بمقال قط ولايحزنون ولم أكتبه بضوابط المقال والعمود الصحفي ولاقواعدهما المعتادة وقال " هل هذا البوست لك ؟ " قلت نعم لي " واتمنى لو لم يكن كذلك يوما " وشرحت له ملابسات القصة من طق طق لسلام عليكم ..ووعدته بان اصحح المعلومة الواردة فيه وأرد عليها اذ ان كل ما ورد فيه كان صحيحا بإستثناء " مورغان الايطالي الذي صار مرجانا " وهذه المعلومة تحديدا اعتمدت فيها اسلوب علي الوردي في اقتباس بعض المعلومات والقصص والحكايا من العجائز ورواد المقاهي من كبار السن لكتابة اللمحات ..وهذا خطأ منهجي لايجوز الوقوع فيه البتة لأن أسلوب حدثني من اثق به لا ينجح دائما ولا يوافق الصواب دائما بل يجانبه في اغلب الاحيان ، ذاك ان من تثق به قد يكون غير امين ولا ناقد للمعلومة التي ينقلها للاخرين كفايروس كورونا الذي يحمله بعضهم ولايصاب به لقوة مناعته ، وان كان معتقدا بها ، كما ان من هو ثقة عندك قد يكون في محل غير ثقة عند غيرك لاسيما انه ليس بعالم ولا اكاديمي متخصص وانما مجرد رجل من بسطاء القوم وعوامهم يثرثر بكل ما بجعبته من قصص وحكايا لقضاء الوقت وللفت الانتباه اليه ..الا ان عذري في ذلك - وانا غير معذور قطعا - هو ان المنشور كان على صفحتي فقط وبعدد قليل من المتابعين يومها وبالتالي فإن المعلومة وان لم تكن دقيقة فهي لن تحظى بأي نصيب من الشهرة والانتشار المقلق ولاشك ولو بالحد الادنى وهذا خطأ فادح ايضا لا اعذر به ..ولكن وبعد انتقالها الى صفحة معروفة تغير الوضع كليا ...وهنا لايسعني الا ان اقدم اعتذاري لأنني سألت مؤرخا ومحققا للمخطوطات ومختصا بجوامع بغداد القديمة فانكر صحة المعلومة " مورغان الايطالي = مرجان العراقي " ولم يقرها ...وبناء عليه كان هذا التوضيح ..والاعتذار ..والاعتراف بالخطأ فضيلة واعدكم بكتابة سلسلة مقالات بشان أهمية التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها وتداولها على الصفحات ..للتكفير عن هذا الخطأ الجسيم الذي اعتذر عنه كليا !
ونص البوست كان :
محزن ان تكتشف الحقائق متأخرا ..مؤلم جدا الى حد البكاء !!
25 عاما او يزيد وانا امر او اصلي او اتبضع قريبا من جامع مرجان ...ذلك الجامع الأثاري الجميل الرائع الذي يشع ايمانا المجاور لسوق الشورجة الذي يضم ثلاثة قبور دوارس لم اسأل عنها لاأعلم لماذا ربما لأنها صغيرة ومهملة ومنزوية و بعيدة عن المصلى والمحراب اقول ربما ..جامع مشترك يصلي فيه السنة والشيعة اسوة بجوامع بغداد القديمة كلها والتي تضم عادة رواقين امامي وخلفي ..صيفي وشتوي ..حيث يصلي هؤلاء هنا وهؤلاء هناك من دون ان تسجل على الإطلاق ولو ليوم واحد مشاحنة اوجدلا فقهيا او عقديا او سياسيا او طائفيا بين الفريقين وانا على ذلك شاهد وجازم ....الحال يصدق على مساجد المرادية والعاقولية والأزبيكة والحيدر خانه والعادلية والوفائية والأحمدي والسراي والوزير وصولا الى مسجد الأباريقي في الباب الشرقي انطلاقا من الباب المعظم .
الغريب ولأول مرة وبناء على بحث كلفت به عن مساجد ومعالم بغداد القديمة اكتشفت ما صدمني واحزنني جدا ان " الحاج مرجان ، باني المسجد الكبير " جامع مرجان الشهير " ، هو مواطن إيطالي من روما أسمه (سنيور مورگان) فتحولت مورگان إلى مرجان.
كان حكيما يتحدث لغات عدة كالعربيه والفارسيه واصبح وزيرا في عهد السلطان (أويس) الأليخاني وهو حفيد هولاكو ...ومرت حوادث كثيرة جدا لامجال لأستعراضها ووصل الأمر الى ان مورغان او مرجان ان اراد تأسيس دولة جديدة على اعقاب الدولة الأليخانية اسمها " الدولة المرجانية " الا انه خسر الحرب خسارة جسيمة ... فجمع كل أمواله وبنى جامع كبير اسمه "جامع مرجان " او مورغان و(100) دكان، وهي اليوم سوق الشورجه وسط العاصمة بغداد، وجعل ايجار الدكاكين للجامع ولإطعام الفقراء والمساكين . وبقي في الجامع يعمل خادمًا يكنس وينظف ويطبخ ويعطي طعامه للمصلين والفقراء، وكان يتعشى مع الفقراء ليلاً عندما يذهبون ليقضي الليل راكعا وساجدا ومستغفرا ومرت السنون وهو يقيم في الجامع، حتى مرض مورغان الأيطالي - مرجان - فحفر لنفسه قبراً بالقرب من الباب مازال ماثلا مررت به 1000مرة او يزيد من دون ان اكلف نفسي السؤال عن صاحبه ...حتى عرفت الحقيقية اليوم ...فبكيت !!انتهى
#واقول " بل ابك على المعلومة غير الصحيحة التي ضللت بها الناس يا أحمد يا حاج وانت الذي تدعي صباح مساء قول الحقيقة والبحث عنها في كل زمان ومكان وما كان ينبغي لك ذلك ..فهي الاحرى بالبكاء والندم ولات حين مندم " .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن