تَمّخَضَ البرلمانُ فَوّلَدَ إحباطاً

امين يونس
sadamkar@yahoo.com

2020 / 7 / 30

بعدَ إنقطاعٍ طويل ، تَمَ بِعَون الله وبجهود المُخلصين ، عقد جلسة تأريخية لبرلمان أقليم كردستان يومَي 28 و 29 /7/2020 ، من أجل بحث المشاكل العويصة التي تواجه الأقليم . علماً ان رئيسة البرلمان ريواز فائق كانت مُقاطعة للبرلمان وزعلانة وكذلك كتلتها أي الإتحاد الوطني ، بحجة أن شريكهم أي الحزب الديمقراطي ، لا يُعير إهتماماً كافياً بالشراكة وينفرد بإتخاذ القرارات [ وكأنَ ذلك شئٌ جديد ! ] .. غير ان حرارة إتصال بافل طالباني بنيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني ، قد أدى إلى " ذوبان " الجليد في العلاقة بين الحزبَين .. وموافقة كتلة الإتحاد حضور الجلسة وترأس ريواز خان لها حسب الأصول ! .
كان من المُقرَر ان يحضر رئيس الحكومة ونائبه مع بعض الوزراء الى الجلسة للإجابة على أسئلة النواب وتوضيح الأمور المتعلقة بالرواتب والمباحثات مع بغداد والأوضاع في المناطق المتنازع عليها وجهود مكافحة الفساد وخطوات الإصلاح المنتظَرة .. إلخ ، لكن يبدو ان هذه القضايا [ لا تستاهل ] فإكتفوا بحضور الوزراء فقط ! .
ومعظم الأسئلة كانت مُوّجَهة الى وزير المالية ، الذي لم يستطع إقناع الكثيرين ، لأنهُ بدا أنهُ لا حَولَ لهُ ولا قُوة ، بحيث انهُ إختصر في النهاية قائلاً : .. حسب المعطيات الحالية ، [[ إذا ]] أرسلت بغداد أموالاً سوف نستطيع دفع الرواتب قريباً . ولكن للحَق فأنهُ أي الوزير المنتمي لحركة التغيير لم يأل جُهداً في الدفاع المستميت عن الحكومة ومحاولة ترقيع الشقوق ! .
علماً ان العلاقة ومنذ فترة بين الديمقراطي والإتحاد متوترة ومتشنجة الى درجة كبيرة ، ولكن قبل إسبوع توجهَ الأخَوان بافل وقباد طالباني ، إلى أربيل وإجتمعا مع البارزاني ونيجيرفان ومسرور ، فبدأتْ بوادِر فَك العُقدة بين الطرفَين … بحيث ان قيادياً في الإتحاد الوطني بحجم سعدي بيرة ، أجابَ عندما سُئِلَ عن ماذا ستُقدِم الأحزاب الحاكمة للناس بمناسبة العيد ؟ قال : ان خَير عيدية للناس هو الإجتماع الأخير بين الحزبَين !.
شُكراً للحزبَين الكبيرَين على هذه العيدية القّيمة .. ونحنُ نطمع في عيديةٍ أكبر وأثقل ، وهي إجتماع قيادات الحزب الديمقراطي مع " لاهور شيخ جنكي " والإعتراف بقيادته الجديدة … فبذلك سوف تُحَل مشاكل الجماهير الغفيرة ويعيشون في نعيم ! .
…………
من الشائِع ان يُدَق الباب وتجد ان سائلاً يطلُب صَدَقة او مالاً ولا سيما في هذه الأيام التي تسبق العيد .. لكن البارحة تفاجئتُ جداً ، عندما قيلَ ان " فُلانة " جاءتْ تطلب مُساعدة .. تلك الفلانة ربة بيت مُحترمة من عائلة كريمة طالما ساعدَتْ الكثير من المحتاجين في السنوات السابقة .. لكن الظروف الحالية بكُل قسوتها جَعَلَتْها تلجأ الى ذلك . قُلتُ لشريكتي : .. لا ترُديها ، إقطعي من مصروف البيت وإكتفي بالضروريات القصوى في الشهرَين القادمَين ، وقّدمي لها المساعدة بكل إحترام .
لا باركَ الله فيكم .. أيتها الحكومة الفاشلة .. أيها البرلمان العاجِز .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن