بناء السلام والمناهج الدراسية...

حسن خالد
hesenx23@gmail.com

2020 / 7 / 18

(( بناء السلام والمناهج الدراسية ))
لفت نظري ضمن منشور للناشط (محمد شريف محمد) رئيس منظمة هيتما للتنمية الثقافية والاجتماعية ، نقطة في غاية الأهمية ، لا يمكن أن ندعها تمر مرور الكرام و الذي طالب فيه كمقترح بإدخال “مفهوم بناء السلام ” و "حل النزاعات " في المناهج الدراسية…
ما جعلني أفكّر ملياً في المقترح قبل تبنيه “شخصياً” فالرجل له باع طويل في هكذا نشاطات ، ولا أظنه قد اقترح عن عبث لإدراج هذا المقترح المفيد ضمن المناهج الدراسية “الأولية ” ؟!
*فما هي ضرورات ومسوغات دعوته؟!
هناك أسباب منطقية "بقناعتي" ليجد المقترح مكانه وطريقه إلى النور / وإن عبر ولادة قيصرية/ وهي سمة "الجديد" في صراع البقاء ضد القديم ، ليُصار إلى تبنيها من الجهات ذات العلاقة في "فلسفة السلطة/الدولة " التعليمية...
– فالمنطقة التي نتعايش فيها تعجّ بصراعات ونزاعات ذات جذور تاريخية “دينية وعرقية ...” بين سكنة منطقتنا اورثتنا ثقافة الحقد والثأر لا يخفف من آثارها إلا تبني ثقافة بناء السلام وحل النزاعات كمنهج حلّ .
-الأساليب التربوية التي نتّبعها في أسرنا - المدرسة الأولى- تحمل بين طياتها أساليب عنفية إن على مستوى الفرد أو المجتمع “تربية عنفية” ففي الوقت الذي نسير فيه بأجسادنا إلى الأمام "المستقبل" نرى أن عيوننا ترنو للخلف "الماضي" وعقلنا يفكر فيما مضى أكثر من اللازم؟
– الحكومات المتعاقبة في بلداننا سبب رئيسي لنشر الفوضى بين فئات وشرائح المجتمع ضمن الجغرافيا المشتركة لوجود أزمة انتماء وهوية لدى جميع الجهات التي ذكرت دينا "طوائف ومذاهب" وعرقا "عربا و كردا و تركا وفرسا" و حالة الصراع الكامن بينها سلطويا على أقل تقدير .
– الثروات العديدة الوفيرة “الباطنية والسطحية ” كانت نقمة على شعوبها وباباً لتدّخل القوى الطامعة بتلك الثروات وتاليا تأليب مكونات المجتمع على بعضها وبالتوافق مع السلطات المحلية من مبدأ “فرّق تسُد".
- لازال تأثير منظمات المجتمع المدني محدودا ويسودها الفوضى في تنفيذ البرامج والمشاريع التي يتم طرحها بحيث يعاني المشتغلون في هذا السياق صعوبات جمّة ، بالإضافة لأزمة التمويل والأهداف الخفية للممول ...
- السياسة الإعلامية إلى الآن قاصرة على تغضية هذا الشأن ، وربما تجد بعض القنوات الإعلامية تغطي الموضوع بسطحية دون الولوج في التفاصيل الكامنة للصراعات البنيوية الكامنة "تحت الرماد" تنتظر لحظة الشرارة .
وغيرها الكثير من االأسباب
ولا يمكن نشر ثقافة تدعو إلى بناء حالة "سلام مجتمعية" إلا من خلال تراتبية منطقية ، والترتيب الأنسب هو طريق المناهج على أن تراعى الإمكانات البشرية و المادية والزمنية المناسبة والسياقات التشريعية والقانونية وعدم التغاضي عن "معضلة التمويل" و عبر قنوات شرعية...
*هل يمكن أن يجد المقترح طريقه إلى التطبيق ؟!
*وما هي الآليات الأنسب لذلك…
برسم كل مهتم "ننتظر رأيكم ورؤاكم"…



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن