تاريخ الأوبئة(11) ومسكه ختام: الوباء هو الرأسمالية والرأسمالية هي الوباء

عبد المجيد السخيري
skhairiabdelmajid@gmail.com

2020 / 7 / 16

إذا كانت الملكية الخاصة هي أصل جميع الشرور، كما قال أحد فلاسفة الأنوار، فإن الرأسمالية، باعتبارها التتويج التاريخي لتطور التشكيلات الاقتصادية- الاجتماعية القائمة على تقديس الملكية الخاصة والفردية لوسائل الانتاج، هي الشكل التاريخي الذي وجدت فيه أسوء وأقبح الشرور التي أفرزتها الانقسامات الطبقية على مر التاريخ شروط تجددها وتلاقحها، بداية من أعظم الشرور، وهو استغلال الانسان لأخيه الانسان، وليس انتهاء بأقذر المظالم الاجتماعية وأذم الصفات الأخلاقية، من أنانية وعنصرية وغيرها. وبين هذا وذاك، توجد أنواع من الشرور قد لا تبدو الأنظمة الاجتماعية التي صنعها الانسان بنفسه مسؤولة عنها بصورة مباشرة، كالأوبئة والأمراض الفتاكة وشتى أصناف الاعتلال النفسي التي تصيب الناس في كل مكان، أولا لأنها قديمة ولازمت تطور البشرية على مر العصور، وثانيا لأنها مرتبطة بميكانيزمات بيولوجية أو سيكولوجية أو طبيعية لا دخل للرأسمال في وجودها ونشاطها. وهذا صحيح من حيث عموم النظر، لكن التدقيق في ظروف وشروط تفشي أمراض جديدة وجوائح فتاكة، مثل الفيروسات التاجية، يجعلنا على اقتناع بأن من الأسباب الأساسية لظهورها وانتشارها لها علاقة بتدهور الأنظمة البيئية والمحيط الحيوي والتغيرات المناخية، علاوة على أن سرعة تفشي الجائحة الجديدة والعجز عن كبحها يرتبط أيضا بمسؤولية الرأسمالية في تدمير الأنظمة الصحية والانشغال بالربح على حساب حياة وصحة الناس، كما أن انعدام المساواة على مستوى تلقي العلاجات والرعاية الطبية بين الطبقات الاجتماعية والأمم الذي يفاقم من معاناة الملايين من البشر. وكذلك لا ينبغي أن نتجاهل أن ما يجري حتى الآن خلف الواجهات الإعلامية من صراعات وسباقات بين المختبرات والشركات المسيطرة في مجال صناعة الأدوية يفضح حقيقة الرهانات التجارية والربحية التي تتحكم في سلوك الأنظمة الرأسمالية الحاكمة والمهيمنة في العالم، وأن آخر شيء يمكن أن تنشغل به هو إنقاذ حياة الناس وتجويد الرعاية الصحية، أو حتى توفير الحد الأدنى من الخدمات الطبية العمومية.

الرأسمالية والانتقاء الطبيعي

لنتخيل كم من أنصار الليبرالية والسوق الحرة أُزهقت أرواحهم بسبب الفيروس القاتل من أولئك الذين تخلى عنهم النظام الصحي في بلادهم "الرأسمالية جدا" أو التابعة "المتأخرة"، عملا بالقانون "الدارويني" للانتقاء الطبيعي: "البقاء للأصلح"؟ كبار السن ومرضى، وربما مهاجرون أو أشخاص من أعراق وثقافات منبوذة، لكن منهم بالتأكيد حتى من الطبقات "العليا" الذين لم يجدوا بدا هذه المرة من التوجه إلى المستشفيات العمومية أو أحيلوا إليها فرضا، تلك التي طالما ناصروا تفكيك خدماتها العامة وخصخصتها، مثلما دعموا السياسات الليبرالية في كل المجالات، وسكتوا عن الحروب التي خاضتها بلدانهم خارج حدودها من أجل "سواد عيون" الرأسمال والشركات متعددة الجنسية، سواء بالتصويت لصالح أحزاب ليبرالية ويمينية عمدت إلى تطبيق برامج التدمير الممنهج للخدمات العمومية، أو بالولاء الإيديولوجي للمرجعية التي ترتكز عليها تلك البرامج والتبجح بنجاعتها وصلاحيتها المطلقة في قيادة العالم نحو "جنة" الديمقراطية. أتصور كيف عاش هؤلاء بالخصوص لحظاتهم الأخيرة وهم يشهدون على تخلي الليبرالية عنهم بلا شفقة ولا رحمة، لأنه لا خدمة صحية بديلة يمكنهم شراءها في مثل ذلك الموقف بأموالهم وعلاقاتهم وموقعهم الاجتماعي. وسننتظر ربما مزيدا من الوقت لنسمع أو نقرأ بعض الحكايات من هذه المأساة، كما أننا لا يجب أن نستبق المستقبل بالأحلام والنوايا لنرى هل ستأخذ الانسانية فعلا الدروس مما يحدث، كما لم تأخذها من كارثة "الأنفلونزا الاسبانية" مثلا في بدايات القرن الماضي، ومن باقي الأوبئة والجوائح والكوارث التي ضربت وفتكت بالبشرية على مر التاريخ، وقد أهلكت مئات الملايين منهم. وإذا كان لا بد من فعل شيء فمن مدخل التصميم على مواصلة النضال والصراع ضد الرأسمالية كما بدأه الملايين من العمال والفلاحين والثوريين منذ القرن التاسع عشر على أقل تقدير، لا من منطلق إنسانوي فضفاض، كما يتصوره ويروجه بعض الفلاسفة المفكرين، أو لأن الرأسمالية توحشت بسبب نهج "الليبرالية الجديدة" وينبغي إعادتها إلى رشدها؛ فهذا وهم أو بالأحرى ورومانسية لا تقدم ولا تؤخر، بل الصراع يجب أن يتم على أساس مكتسبات التحليل العلمي لتناقضاتها وبنيتها الاستغلالية غير القابلة لأي إصلاح أو تجميل ديمقراطيين. فالرأسمالية إما أن تأخذ كما هي أو يُطاح بها بلا لف ولا دوران، لأن قانون الاستغلال الذي تقوم عليه لا يقبل الاصلاح ولا الترشيد ولا التخفيف، وكذلك بالنسبة لكل الآثار التي يخلفها وجودها في الاجتماع الانساني والعلاقات بين الأفراد وبين والأمم، ومن أشكال الاستيلاب والتسليع والتشيؤ التي تتولد عن سير واشتغال الاقتصاد الرأسمالي ومن العلاقات السلعية في كل مكان ومجال تطالهما بآثارها.

ماذا فعلت الرأسمالية بالإنسانية حتى الآن؟

إذا كانت الرأسمالية هي الوباء، فإن العولمة، التي حولت العالم إلى سوق كبيرة، أو قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا المتطورة، دون أن تنجح في التقريب بين الشعوب مع سعيها إلى تفتيت المجتمعات من الداخل، هي الجائحة المتفشية في العالم إثر انتقال الفيروس الليبرالي، كما وصفه قبل سنوات المفكر العالمي الراحل سمير أمين، من أمريكا إلى أوروبا ثم آسيا وأفريقيا وبقية قارات العالم، مخلفا الملايين من البؤساء والعاطلين، ومسببا لفوضى وحروب في كل مكان، ومطلقا العنان لمارد الفتن الطائفية والنزعات العنصرية والتطرف الديني ...إلخ. فعندما حلت جائحة كوفيد 19عرت حقيقة الادعاء بشأن توحيد العالم، حيث أن أول رد فعل ظهر جليا في مواجهة الكارثة الصحية هو الانغلاق على الداخل، وكأنها جاءت لتتوج توجها حديثا شهدناه قبل سنوات قليلة من خلال عودة السياسات القومية للبروز مع توجه أكثر نحو اليمين الشوفيني والشعبوية ذات التطلعات الفاشية المقنعة. وقد أشار إدغار موران في هذا السياق إلى أن الجائحة سلطت الضوء على مفارقة السوق العالمية التي بدل خلق الأخوة بين الشعوب، بحسب تعبيره، كرست الخوف من المستقبل على نحو يعيدنا إلى تذكر الماضي البعيد حين اتجهت دول، مثل ألمانيا وإيطاليا، نحو القومية المتطرفة ردا على الأزمة الاقتصادية للعقد الثالث من القرن الماضي.
فليس الفيروس الجديد نتاج الرأسمالية فحسب، بل هو النتيجة المنطقية لأفعال النهب والافتراس والتجريف والتخريب الإيكولوجي الذي يسرتها العولمة، وهو تحصيل تدمير النظام الصحي والخدمات العمومية الذي وفرت له الظروف الملائمة للانتشار، بل حتى الثورتين الرقمية والتقنية ليستا بمنأى عن الشبهة. ولعل في هذا الإطار يندرج، على سبيل المثال، ما أثير من جدل عالمي بشأن احتمال وجود علاقة بين تفشي الفيروس بأبراج شبكات الجيل الخامس للاتصالات G5 التي صنعت في الصين، رغم أن منظمة الصحة العالمية سارعت إلى نفي انتقال الوباء عبر موجات الراديو أو شبكات الهاتف المتحرك، وهو نفس ما ذهبت إليه الوكالة الأسترالية للوقاية من الإشعاع والسلامة النووية (ARPANSA)، لغياب دليل على تأثير التعرض للموجات اللاسلكية من الجيل الخامس على جهاز المناعة أو التسبب في حدوث أي أمراض أخرى. غير أن ثمة دعوات أطلقها باحثون في العالم لدراسة احتمال وجود علاقة بين الترددات العالمية لتقنية الجيل الخامس من الاتصالات بالمشاكل الصحية، خاصة ما يتعلق بإضعاف الجهاز المناعي للجسم البشري كأحد الأسباب الرئيسية في انتشار فيروس كورونا، رغم أن هذه التقنية ما تزال في بدايتها. وحتى الآن توجد فقط فرضيات قيد الفحص أقواها تلك التي ترى أن احتمالا كبيرا يوجد بشأن العواقب الخطيرة للتقنية المذكورة على الصحة العامة، خاصة تأثيرها على الدماغ المرتبط بالأمواج الكهرومغناطيسية ذات الترددات العالية جدا، والتسبب في التلف الدائم للنظم الإيكولوجية الأرضية، بحسب التقرير الذي نشره فريق علمي بتاريخ 29 مارس 2020 ضم عددا من الأطباء والعلماء وأعضاء منظمات بيئية ومواطنين من حوالي 168 دولة. وحتى أولئك الذين ينفون الاعتقاد بوجود هذا الاحتمال يؤكدون على أن يظل التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية أقل من الحدود المسموح بها دوليا، ما يعني أن ثمة خطر محتمل في جميع الأحوال. وتعزز الشكوك أكثر مع وجود اشتباه ارتباط بداية نفشي الفيروسات الوبائية مع إطلاق التقنيات الجديدة للاتصالات حيث تزامن تفشي فيروس H1-N1 مع إطلاق تقنية الجيل الرابع سنة 2009، وتفشي الأنفلونزا مع الجيل الثالث سنة 1998، لكنها تظل مجرد شكوك غبر مؤسسة على دليل علمي واضح حتى الآن.

بين التشاؤم والتفاؤل الحذر

إذا كان الفيلسوف فريديرك جميسون Fredric Jameson يقول أنه "من السهل جدا أن نتخيل نهاية العالم على أن نتخيل نهاية الرأسمالية"، فإن فيلسوفا آخرا، وهو سلافوي جيجيك Slavoj Žižek، يؤكد أن فيروس كورونا عرى واقعا غير قابل للتحمل لفيروس آخر يعدي المجتمع هو: الرأسمالية، مثلما أنه وفر إمكانية الوعي بفيروسات أخرى تتفشى في المجتمعات منذ زمن بعيد، بحيث أن انتشار الوباء أطلق العنان لأوبئة فيروسية إيديولوجية ظلت لمدة متخفية في المجتمعات الغربية، مثل الأخبار الزائفة، نظريات المؤامرة، العنصرية.. إلخ. وعلى خلاف الفيلسوف الإيطالي جيورجيو أغامبين Giorgio Agamben الذي رأى في الأزمة الصحية ذريعة لتعزيز المراقبة المعممة، يعتبر جيجيك أن ثمة مزايا للأزمة تتمثل واحدة منها على الأقل في "إدارة الظهر للسوق الحرة التي لا تمكن من حل الأزمات"، بل إن الأزمة "تشهد على بروز شكل جديد لما سمي سابقا الشيوعية"، مع أن الأمر يبدو بعيدا كل البعد عن أي مستقبل وردي طالما سنكون أمام "شيوعية الكارثة" كجسم مضاد ل"رأسمالية الكارثة". ولما كانت الأفكار مثل الفيروسات، بحسب قراءة الفيلسوف لتولستوي، فإن "الصراع الوحيد سيكون هو ذلك الذي يواجه العدوى السيئة بالعدوى الحميدة".
إن ما نشاهده اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، من تصاعد لقوة اليمين الديني (المسيحي)، الحليف التقليدي لمراكز القوة والسلطة، وتزايد شعبيته بين الملايين من البيض المتعصبين، وبخاصة بين الطبقات المتوسطة التي تعيش اهتزازا كبيرا على مستوى الثقة والقيم بسبب ضغوط الأزمة الاقتصادية والخوف من المستقبل، علاوة على التغذي الارتجاعي من الموروث العنصري، يبعث على المزيد من الشكوك بشأن مستقبل آمن للعالم في ظل استمرار التحديات المختلفة التي تفرضها رأسمالية شائخة لكنها مسعورة. فمن شأن تزايد مخاطر التطرف القومي ذو النزعة اليمينية والدينية في أمكنة أخرى، جوابا على الأزمة الراهنة ومثيلاتها في المستقبل، وتحوله إلى حركات سياسية منظمة، أن يشكل تهديدا فعليا حتى للديمقراطية الليبرالية التي يعاديها أنصار ومنظرو هذا التيار الشعبوي الخطير، دون أن يجد في طريقه سوى مقاومة ضعيفة وغير منظمة بشكل كاف، أو حتى في حالة وجودها فإنها في الغالب لا تمتلك رؤية واضحة للصراع ومخرجاته، هذا إذا لم يدفع الخطر المحتمل لتزايد نشاط هذا التيار إلى ردود فعل من نفس الطبيعة، أي بروز حركات قومية متشددة تمتح من رؤى دينية أو غير دينية مختلفة إذا ما شعرت بعض الجماعات بأنها مستهدفة من قبل القومية المسيحية المتطرفة. ولعل الهزة التي تسببت فيها جريمة قتل المواطن الأفرو-أمريكي الأسود "جورج فلويد" داخل لمجتمع الأمريكي أثارت من جديد مخاوف الانقسام المؤسس على الرؤى العنصرية واستغلال اليمين التقليدي المحافظ لورقتي الهوية والدين لبث المزيد من الخلط والتشويش في وعي الملايين من ضحايا الرأسمالية المتطرفة من الطبقات الشعبية والبروليتاريا الرثة، مستغلا حاجة أفرادها إلى نوع من الطمأنينة الروحية والهوية والشعور بالأمان لمقاومة ضغوط الأزمة الراهنة التي فاقمت اهتزازها النفسي الناتج أصلا عن تدهور أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية. ويبيع اليمين المحافظ بوجهيه، الديني والقومي المتطرف، الأوهام لهؤلاء مقابل الحصول على أصواتهم الانتخابية، حيث من المعروف أنه مدعوم بقوة من قبل كبار الأثرياء والشركات والمجموعات العائلية النافذة في أوساط المال والاقتصاد، فضلا عن شبكات معقدة من جماعات المناصرة المتوزعة على الهيئات والمنظمات ومراكز الفكر والإعلام المنتشرة في كل العالم.
كل ما سبق يعني شيئا واحدا: الطريق إلى المستقبل البديل للرأسمالية الموبوءة ليس مفروشا بالورود ولا هو معبد يقود إلى تحقيق الأماني الجميلة بضربة حلم، بل هو طريق شائك وفيه منعرجات خطيرة تستوجب السير بحذر شديد والاستعداد لكل المفاجئات غير السارة.

انتهى





-قائمة قصيرة لبعض العناوين التي اعتمدها الكاتب في تحرير المادة الأساسية لسلسلة الحلقات الإحدى عشرة المنشورة تحت عنوان "تاريخ الأوبئة":

-Alain Badiou, « Sur la situation épidémique », mis en ligne le samedi 25 avril 2020.
https://qg.media/2020/03/26/sur-la-situation- epidemique-par-alain-badiou/
-Céline Teret, Épidémies et réformes sociales : ce que l’histoire nous raconte, Échos n° 483 10 avril 2020.
-Christian Chavagneux : Comment la grippe espagnole a changé le monde, Alternatives économiques, 23 mars 2020.
-Edgar Morin: « Le Confinement peut nous aider à commencer une détoxification de notre mode de vie», Par David Le Bailly et Sylvain Courage, Publié le 18 mars 2020.
https://www.nouvelobs.com/coronavirus-de-wuhan/20200318.OBS26214/edgar-morin-le-confinement-peut-nous-aider-a-commencer-une-detoxification-de-notre-mode-de-vie.html#modal-msg
-Florence Bretelle -Establet et Frédéric Keck, Les épidémies entre « occident » et « orient », Extrême –Orient Extrême -Occident , 37, 2014, mis en ligne le 01 septembre 2014, consulté le le 23 Avril 2019. URL : http :// journals openedition. org/extremeorient/327
-Florence Bretelle -Establet, Les épidémies en Chine à la croisée des savoirs et des imaginnaires : Le Grand Sud aux xvɪɪɪè et xɪxè siècles, Extrême –Orient Extrême -Occident, 37, 2014, mis en ligne le 01 septembre 2017, consulté le 30 Avril 2019. URL: http :// journals openedition. org/extremeorient/330 - DOI : 10 400/ extremeorient 330
-François Reynaert, De la peste au coronavirus : 7 choses à savoir sur l’histoire des épidémies, Publié le 22 mars 2020.
https://www.nouvelobs.com/coronavirus-de-wuhan/20200322.OBS26421/de-la-peste-au-coronavirus-7-choses-a-savoir-sur-l-histoire-des-epidemies.html
-Giorgio Agamben : « Qu’est donc une société qui ne reconnaît pas d’autre valeur que la survie ? », Publié le 27 avril 2020. https://www.nouvelobs.com/idees/20200427.OBS28058/giorgio-agamben-qu-est-donc-une-societe-qui-ne-reconnait-pas-d-autre-valeur-que-la-survie.html
-Laure Lugon : Quand l’Europe se moquait des épidémies, Le Temps 6 avril 2020.
-Patrice Bourdelais, Histoire de la population, histoire de la médecine et de la santé :cinquante ans d’ expérimentations, DYNAMIS, Acta Hisp. Med.Sci.Illus. 1997.
-Slavoj Zizek, Dans la tempête virale (Pandemic !), traduit de l’anglais par Frédéric Joly, Actes Sud, «Questions de société », 158 p.
-Slavoj Žižek , Surveiller et punir ? Oh oui, s’il vous plaît ! , Publié le 18 mars 2020.
https://www.nouvelobs.com/coronavirus-de-wuhan/20200318.OBS26237/tribune-surveiller-et-punir-oh-oui-s-il-vous-plait.html
-Slavoj Žižek , « Coronavirus : le virus de l’idéologie », Publié le 06 février 2020.
https://www.nouvelobs.com/idees/20200206.OBS24500/coronavirus-le-virus-de-l-ideologie-par-slavoj-zizek.html
-Slavoj Žižek , « Nous sommes tous sur le même bateau, et son nom est Diamond Princess », Publié le 14 février 2020.
https://www.nouvelobs.com/idees/20200214.OBS24860/nous-sommes-tous-sur-le-meme-bateau-et-son-nom-est-diamond-princess-par-slavoj-zizek.html
-Shulman ST, "The History of Pediatric Infectious Diseases", Pediatric Research Vol. 55, No. 1 (2004).
-Zineb Dryef : Mai 1920, quand la peste a frappé aux portes de Paris, Le Monde 3 avril 2020.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن