مؤهلات السلطه العماليه السياسيه في اقتصاديات الريع

ليث الجادر
laithgader@yahoo.com

2020 / 7 / 10

ليس من الدقيق ان نشخص الطبقه العامله باعتبارها طبقه مضطهده , دون ان نلتفت الى انها في نهاية التجريد تبدو الحاضنه والمنتجه الاساس لامكانيات الاضطهاد الطبقي , انها شريكه في المعاناة من الاضطهاد وفي ذات الوقت هي المنتج الذي يكاد ان يكون الاوحد في انتاج ممكنات الاضطهاد . وهذا التشخيص ليس حقيقه غائبه بقدر ما انها حقيقه مغيبه , هذه الجدليه في علاقه باقي الطبقات والفئات ضمن دائرة الاضطهاد والتمايز انما هي متكرره ولكنها نسبيه بفعاليتها ووضوحها , كما انها في حال الطبقه العامله تكتسب صفتها المحوريه الفاعله تبعا للدور الوظيفي الجوهري لهذه الطبقه بأعتبارها الخالقه لمستلزمات الحياة الاجتماعيه ..ان الطبقه العامله هنا تتمايز ايضا عن صنواتها الناهضات بالثوره في مرحلتي العبوديه والاقطاع , بكون هاتين الاخيرتين تقتربان بشكل كبير الى دور المضطهد الاول , ومرد هذا بالاساس الى قله التشكيلات الطبقيه وجنينيتها في تلك المراحل..يتأسس على استذكار هذة الطبيعه المزدوجه لواقع حال الاداء الوظيفي للطبقه العامله جمله مهمه من المنطلقات المبدئيه , وقد يكون اخرها هو ذاك البعد السايكلوجي الذي يغتني عمقا وثقه بمركزيه الطبقه العامله في مقصوره الفعل الثوري من الجانب الروحي الذي يجعل العمال يشعرون بمسؤوليه اكثر اتجاه مهامهم في قياده عمليه التغيير السياسي وهنايتشكل بما نسيطيع تسميته بالضمير النضالي, ان تقييمهم هنا لصوابية واحقيه نضالاتهم الخاصه تصبح مدعومه برؤيه وجدانيه تتكلل باطار المساهمه في رفع الحيف عن باقي الطبقات والفئات الاجتماعيه الاخرى ..ومن اللافت للنظر ان تاريخ نضالات العمال في بواكير صعود الامبرياليه الراسماليه قد سجل فيه نهوضهم ذات الطابع السياسي الاجتماعي , فلقد كانوا في طلائع الجموع الجماهيريه التي تصدت لقضايا الحرب والدعوة للسلام وحقوق الانسان الاساسيه , حدث هذا في الوقت الذي كانت فيه قوى التحزب الطبقي تتخذ مواقعها في ميدان النضال العمالي الى درجه كان يصعب تمييز الخطوط الفاصله النهائيه بين النضال الحزبي والنشاطات النقابيه , ويمكننا ان نلاحظ الان كيف ان دور الطبقه العامله في انتاج ممكنات الاضطهاد , صارت واضحه للعيان حينما كفت بؤر التوعيه الطبقيه من التصاق بهذه الطبقه , فتحولت في بعض دول الى مساند ومناصر لنهج اليمين السياسي وخاصة في قضيه الهجره وطبيعة الاجراءات المتخذه بهذا الصدد ,ومن المهم هنا ان نشير ان هذا لايبيح الصاق صفه الرجعيه بسلوكية وتوجهات اليمين , لان فوبيا الهجره انما هي متغير وليست من ثوابات القيم , ان التوعيه الفكريه ليست ضروره حتميه لرسم خارطة كفاحيه في سبيل تحرر الطبقه العامله بل انها ضروره ايضا في كسب وجدانيه العامل الى صف النضال الطبقي وتغذية دوافعه المعنويه , وهكذا نستطيع ان نستكمل الوقوف عند الحقيقه النهائيه للبنيه العماليه الثوريه لكونها تتشكل على بواعث التناقض الذاتي التي تعترك نشاط الانتاج المادي (تناقض قوى الانتاج مع علاقات الانتاج من جهه وتناقض اليد العامله مع ادوات العمل في محيط قوى الانتاج من جهه الثانيه ) وعلى بواعث التناقض بين مفردات الانعكاس للنشاط الانتاجي على الواقع الاجتماعي ودوره المنحاز في ديمومه الطبقه الاجتماعيه السائده ,فهناك العامل يبدوا واضحا كم هو كائن مستعبد .. وهنا يقف كأسير متطوع في انتاج ممكنات الاضطهاد الطبقي ..هذه الثنائيه التناقضيه لا فكاك منها الا من خلال اقتحام الطبقه العامله وحثها على العمل السياسي وتجاوز احاديه تحركاتها في مستوى مطالبها الاقتصاديه , يجب ان تعرف هذه الطبقه بانها ليست فقط مستعبده من قبل المالكين بل انها ايضا المعين الذي لاينضب في ديمومة قوه الظالم الطبقي , وان انفكاكهم من رق المالك لايمكن ان ينجز بصوره نهائيه الا بالانقضاض على قدرته في الاضطهاد لباقي الطبقات وفئاتها ..وان الفكاك من هذه الجدليه البيزنطيه لايمكن ان يتم الا من خلال مشروع سياسي سلطوي عمالي ..انه حزب يعلن مشروع تطهره الذاتي عن دوره كأداه منتجه لديمومه الاضطهاد الطبقي ويحث باقي الطبقات والفئات على قبول صفقته .. السلطه بدل دور المنتج لمفردات قوة الظالم ..وبناءا على كل ما تقدم نستطيع ان نستشف وبوضوح مامعنى وضرورة تمكين الدور الثوري للطبقه العامله الغير المتجانسه بصفه نهائيه في واقع الاقتصاد الريعي , نستشف معنى ان تكون مهمه العمال هي السعي لبناء سلطتهم السياسي الاجتماعيه باعتبارهم المورد الاول لمصادر قوه السلطه وديمومتها ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن