حرب الديكة

امجد عبد الامام عثمان
amged7733@gmail.com

2020 / 6 / 28

حرب الديكة..
قصة قصيرة تدور احداثها في منطقة الموانيء في البصرة عام ١٩٦٢ بين ديكين جارين يدافع كل واحد منهما عن بيت دجاجاته يرويها السيد الشهيد طاهر ابو رغيف بشكل فكاهي كوميدي ساخر ينقلها لتناسب الفترات التي تطبق فيها السلطة سطوتها على الحريات والافكار الناقدة وتفرض عليها رقابة شديدة.

يعوض المؤلف عن اشخاص القصة بمجموعة من الحيوانات تقع عليها احداث القصة ومجرياتها على غرار ما كان سابقا في كتابات اخوان الصفا او كليلة ودمنة او مزرعة الحيوان لجورج اوريل، لكنه يستخدم اسلوب البشر في الكلام ويوظف الخزين الثقافي والادبي والمعرفي في الحوارات والخطب والنصائح التي تدور بين الحيوانات في المعركة كالاشعار والهتافات والمواعظ والحكم والايات والاحدايث والاقوال المأثورة في التراث العربي والاسلامي.

اهم قضية يطرحا المؤلف في فصل المحاكمة ونطق الحكم على المعتدي في الهجوم على الدجاجات ان تشكيل المحكمة يشكل الصورة الرمزية المقلوبة للقيم والثوابت والمسلمات اذ تتشكل المحكمة من اغلب الحيوانات المفترسة لحكم الحيوانات الاليفة اولا برئاسة الاسد وثانيا بشهادة كل من الذئب الذي يعمل راعي غنم والثعلب (الواوي) وهو يعمل مؤذن بالجامع وان الذئب رأى القط يلتهم افراخ الدجاج اثناء ذهابة في طريق الحج ويصدر الحكم اخيرا باعدام الطرفين بطريقة الذبح للديك المعتدي والنقر للقط الغريب من قبل الديك صاحب الحق.

ويبدو ان هذا المشهد ما زال قائما حتى الساعة لكننا ننسى ويذكرنا به مثلا حدث تشكيل الحكومة او تبرع بناء جامع من قبل صاحب ملهى ليلي او ذباح على الطريق السريع يؤسس منظمة تعنى بحقوق الانسان.

انها القيم المقلوبة فتأمل..

البصرة
٢٠٢٠/٦/٢٨



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن