فى ذكرى مرور عام على رحيل الرفيق هانى شكر الله

سعيد العليمى
memosat1945@yahoo.com

2020 / 5 / 1

مرثية للراحل والثورة – هانى شكر الله
كان من عادة ماركس ان يقول مستشهدا بأبيقور : " ليس الموت كارثة بالنسبة لمن يموت بل بالنسبة الى الباقين على قيد الحياة " . اما انجلز فكان يقول : " ان جميع الأحداث التى تقع بفعل الضرورة الطبيعية تحمل معها عزاءها الخاص ، مهما تكن رهيبة " . والحال أنه مهما إشتدت رغبتنا فى أن نكون " ماديين جدليين" لانستطيع أن نتجاوز معها هذا الإحساس بالفقد والحزن والحسرة على غياب رفيق رحل واقفا مدافعا عن فكره الماركسي ، مناضلا من أجل مجتمع إنسانى مقبل ، ولم يحن هامته لطاغية قط على مدار عقود حياته السبعة . وفى معمعان الإستبداد والاستغلال والقهر سيظل هو ومن سبقوه من رفاقنا مثلا نضاليا - كما آمل - لبعض شبابنا الجاد الواعد – جيل الثورة المقبلة التى كانت حلم حياته ومعناه . وهاأنا ذا أضع وردة حمراء على مثواك الأخير بعد قلوبنا ياهانى .
التقيت بالرفيق هانى شكر الله ( عصام ) لأول مرة فى أوائل صيف عام 1975 – ربما فى مايو اويونيو – بعد الإفراج المؤقت عنى مع رفاقنا ابراهيم فتحى ، وخليل كلفت ، وفتح الله محروس ، وجمال عبد الفتاح فى قضية الإسكندرية رقم 501سنة 1973الرمل المقيدة برقم 65لسنة 1974 أمن دولة عليا . كان يمكن ان نلتقى قبل ذلك حيث كنت عضوا فى منطقة القاهرة ، ومسؤولا عن لجنتى قسم جنوب ، وهما تضمان جامعة القاهرة ، ومنطقة حلوان الصناعية ، غير ان ذلك لم يحدث ، فقد صعدت للجنة المركزية ، وكلفت بمسؤولية منطقة الاسكندرية فى النصف الثانى من عام 1972 .
قررت اللجنة المركزية ان على بعض الرفاق من ( متهمى ) القضية المذكورة اعلاه – لا كلهم – ان ينتقلوا الى الحياة السرية الكاملة نظرا لإحتمال تعرضهم لصدور أحكام طويلة ضدهم ، وحيث أننى كنت المتهم الأول ، فقد كنت معرضا للحكم على بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة عشر سنوات . تم تأميننا ( خليل كلفت وأنا ) فى شقة رفيقنا ( ......... ) بعزبة النخل لبعض الوقت الى ان يستقر كل منا فى مكان آخر مناسب يتيح لنا ان نمارس مهامنا الحزبية .
صدر التقرير التنظيمى فى 9 مايو 1975 ، وتم الشروع فى تطبيقه ، وكان من ضمن ماورد فيه توسيع الكادر ، فترتب على ذلك تصعيد جملة من الرفاق الشباب الذين برزوا كقيادات للحركة الطلابية والعمالية فى الفترة بين 1973 – 1975 الى اللجنة المركزية ، وكان منهم رفيقنا الراحل هانى شكر الله .
جرى تقسيم عمل جديد فى اللجنة المركزية ، ونظرا لتجربتنا فى العمل السرى تراءى لنا ان من الضرورى ان يتم تأمين جزء من القيادة خارج مصر ، حتى يمكن مواصلة العمل فى حال توجيه ضربات بوليسية لنا ، واسترشادا بتجربة البلاشفة حيث كانت اللجنة المركزية فى الداخل اى القيادة السياسية العملية اليومية ، والقيادة النظرية السياسية من خلال الصحافة الثورية فى الخارج .
تم تكليفى بمسؤولية فرع الخارج داخل اللجنة المركزية حيث كان مقررا تهريبى خارج البلاد نظرا لوضع اسمى فى قائمة الممنوعين من السفر ، وفى كل الاحوال بوصفى نواة القيادة فى فرع الخارج .
وفى هذا السياق التقيت برفيقنا هانى ( عصام ) لأول مرة فى شقة " جسر السويس" الرحبة واستمعت اليه وهو يحدثنى بثقة وتأن وبتفصيل دقيق منطقى واضح عن تجربته مع الشيوعيين الماويين فى كندا ، حيث اقام هناك لفترة مرافقا والده الذى كان من كبارالعاملين فى جامعة الدول العربية ، واهتممت ان أعرف مواقفه من الماوية عموما وماهى حدود التقاءنا معها وانفصالنا عنها فى تطوراتها الاخيرة فى اعقاب "المناظرة حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " التى طرحها الصينيون وكنا نتبنى وجهتها العامة ، فبين انه يعتقد فى صحة موقفنا الذى انطوى على مناهضة مقولات الامبريالية الاشتراكية ، وان الريف العالمى يحاصر المدينة العالمية ، ونظرية العوالم الثلاثة : الأول والثانى والثالث ، ونظرية البؤرة الثورية ، والكفاح المسلح على النمط البلانكى ( المنعزل عن الجماهير ) . وأسترسل فى نقد خط البانيا آنذاك ، وقائدها انور خوجة بوصفه امتدادا للخط الصينى .
ثم انتقل ليحدثنى عن تجربته فى الهند وعن الانقسام الحادث داخل الحزب الشيوعى الهندى الذى انتهى الى وجود ثلاث احزاب مستقلة احدهما سوفييتى : الحزب الشيوعى الهندى ، والآخر ماوى : الحزب الشيوعى الهندى الماركسي اللينينى ( الناكساليست ) ، والثالث الحزب الشيوعى الهندى ( الماركسي ) وكيف يلتقى خطنا وموقفنا من المراجعة اليمينية السوفيتية والجمود العقائدى الصينى مع الحزب الشيوعى الهندى ( الماركسي ) ، وحزب العمل الشيوعى الفييتنامى ، والحزب الشيوعى الكورى ( الذى كان يقوده آنذاك الزعيم المحبوب من اربعين مليون كورى : كيم ايل سونج )
وعد باهدائى بعض الكتابات عن الهند لمؤلفين ماركسيين . وكان وفيا بوعده ففى لقاءنا التالى اعطانى مجلدا عن " ملكية الأرض فى الهند " ، واهمية الكتاب ترتبط بدخول مصر والهند فى اطار البلدان النهرية التى وصفها ماركس بأن لها نمطا خاصا للإنتاج يسمى نمط الإنتاج الآسيوى ، كما اهدانى كتابا آخر عبارة عن " تقرير سياسي تنظيمى " للحزب الشيوعى الهندى ( الماركسي ) . وكان تقريرا غنيا بمادته حول الوضع الدولى ، وأزمة الاقتصاد الهندى ، والوضع السياسي القومى ، ومراجعة لعمل اللجنة المركزية والمكتب السياسي . ( مازلت احتفظ بالكتابين حتى الآن ) .
اقترح على ان اقوم بترجمة موقف الحزب الشيوعى الهندى الماركسي من المراجعة السوفيتية والجمود العقائدى الصينى ، فقمت بترجمته بالفعل وتوقفت عند كلمة " Ballistic " وعدت اليه فيها فبين لى مصوبا أنها ليست " بلاستيكية " وان الكلمة الصائبة هى " باليستية " فجنبنى الخطأ الذى وقع فيه " المقاتل الشرس" بعدها بعقود رغم عسكريته . ونشر المقال فى احد اعداد مجلة اشيوعى المصرى بعد ذلك .
كان الرفيق عصام وقلة من الرفاق هم من سمحت لهم ظروف حياتهم بأن يكتسبوا خبرات نوعية اتاحها لهم اتصالهم او حياتهم بالخارج ، فضلا عن اتساع الافق ورحابة الرؤية والعمق النسبى لثقافتهم بحكم دراستهم الأجنبية او للغة اجنبية . وقد كانوا رفاقا محدودين هم من يمتلكون ناصية لغة اجنبية او اكثر . الامر الذى ينبغى ان يحققه اى مثقف ثورى جاد . وقد امتلك رفيقنا كل هذه الصفات التى ذكرت .

كنت اتابع معه - ومع رفاق آخرين - بحكم مسؤوليتى عن فرع الخارج - اوضاعنا فى بيروت ، لندن ، باريس ، موسكو او بعض الاتصالات برفاقنا الفيتناميين ، او الجبهة الشعبية لتحرير البحرين ، كما كنا نلتقى فى اجتماعات اللجنة المركزية التى كانت تعقد بمعدل مرة كل ثلاث شهور .
وبعد تشكيل المكتب السياسي كان عضوا فيه مع الرفاق خليل كلفت وصلاح العمروسي وانا ورفيق آخر . فكنا نمثل قيادة الحزب بين اجتماعى اللجنة المركزية ، وكنا نلتقى شهريا تقريبا . ولتفادى اى خلاف حول المسؤول السياسي للحزب اذا نالت الهيكل التنظيمى ضربة بوليسية اتفق على تسلسل قيادى للمكتب السياسي واللجنة المركزية كان ترتيبه فيه هو الخامس .
رغم اننى كنت أسن من رفيقنا فى العمر بخمس سنوات فقط فقد كنت اراه شابا قياسا بى ، ولكن هذا الشاب برهن لى من خلال احتكاكنا فى المكتب السياسي على نضج استثنائي ، الامر الذى كان سببا فى اختياره وموافقة اللجنة المركزية على عضويته فيه .
كان هادئا رزينا يتحدث وكأنه يملك حكمة الشيوخ ، ودائما بموضوعية ، وبهدف الاقناع اوالاقتناع ، ولم يكن من طراز طواويس البورجوازية الصغيرة الذين يسعون بنقدهم لموقف ما الى التبختر والبروز ، وسواء أكان هناك جدال شفوى فى اجتماع ، او فى اوراق النشرة الداخلية المركزية ( ندم ) ، فقد كان يحتفظ بمزاج رصين ودود ، وباصرار على التحلى بروح رفاقية مستقيما شريفا. ولم اره على مدار سنوات طويلة ، منفعلا خارجا عن طوره ، او متخليا عن الاخلاق الشيوعية فى فترة الصراع داخل اللجنة المركزية اعتبارا من عام 1978 وانقسامها الى اقلية واغلبية ، وكان ابعد مايكون عن النميمة والاغتياب ، فرغم شيوع بعض الأساليب غير الرفافية آنذاك فلم يسهم فيها ولم يشجع عليها . واحتفظ باحترام الفريقين المتصارعين . وأصر فى كل المواقف على التحلى بصرامة مبدئية وفق قناعاته – ولعب دورا فى جميع ماسبق وجوده خارج البلاد لفترات طويلة مما اعطاه مساحة للنظر عن بعد نسبى لواقع الأحوال .
اعتاد ان يزورنى فى مكمنى السرى لرؤية صديقته ، وزميلته ، وام اولادى البحرينية السيدة هناء الجشى ، وقد امتدت صداقتهما لعقود بعد تخرجهما من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية . ودائما ماكانت مودته تتضمن اهدائى كتابا ، اوقنينة نبيذ ، او شيئا ما . وتتسع الزيارات دائما لما هو خارج العمل الحزبى ، فكان يحدثنى عن ولعه بالروايات البوليسية ، ومتابعته لمسلسل شهير فى السبعينات عن حرب الكواكب ، وأحدثه عن ولعى بالموسيقى اليونانية والرقص اليونانى وكيف انهما مليئان بالحياة والحيوية .
اضطرتنى ظروف انقسام اللجنة المركزية الى اغلبية واقلية ، وعدم الالتزام بفتح باب الصراع الحزبى المبدئي الى مغادرة البلاد ، وكنت من استهل طرح الخلافات داخلها عام 1978 ، وتعرضت لحصار شديد احتملته عدة سنوات ، وقد تعرضت لتفصيل ذلك بموقعى على الحوار المتمدن ، وليس هذا مجال اعادة بيانه بالتفصيل .
وفى الخارج كنت اتابع الاوضاع داخل الحزب من خلال بعض الرفاق والقيام بزيارات لمصر قد تطول اوتقصر حسب الاحوال .
كان هناك بعض الرفاق ممن أقدرهم وعملت معهم حزبيا بجوارى فى الكويت ( الرفيقان ..... ) حيث كنت مقيما بالمنامة فى البحرين ، فقمت بالإتصال بهما ، ورتبت لعمل زيارة لهما . وتمت الزيارة فى 24 نوفمبر 1981 ، ثم زيارة ثانية 19 ديسمبر 1981 ، وزيارة ثالثة فى 27 فبراير 1983وكان من مفاجآت حياتى الجميلة اننى وجدت الرفيق هانى شكرالله ( عصام ) فى بيت رفاقنا ب منطقة " الرقعى " فى هذه الزيارة الثالثة .
كان موضوع زياراتى السابقة هو كيف نصوب أحوال الحزب التى كانت همنا جميعا ، فقد صار الوضع يتجه للتدهور ، ولاكوابح تقف فى الطريق ، وبادر رفيقنا ابراهيم بدعوة رفيقنا عصام الذى كان يتحدث باسم بعض رفاق " الداخل " ممن باتوا يتتحققون من نقد الاقلية السابق للاوضاع الحزبية ، وعدم إمكان بقاء الوضع على ماهو عليه . فاتفقنا على ضرورة عقد كونفرانس استشارى لكوادر الحزب تطرح فيه الامور الخلافية الاساسية ، ويطبع تقرير الأقلية المطول " حول الانحراف البيروقراطى التصفوى العزلوى " ، ثم لابد وان تطرح مسألة عزل المسؤول السياسي عن القيادة الحزبية حتى تستقيم الأحوال .
استغرق الاعداد للكونفرانس ، ومتطلباته ، ومناقشاته ، ومناوراته ، ومرواغاته حوالى العام . عقد الكونفرانس فى 3 مارس 1983 وكان فى استقبالى الرفيق .... فى مطار القاهرة فى اليوم السابق حيث توجهت الى مكان الاجتماع ( منزل عائلة الرفيق أمير سالم ) حيث التقيت برفاق الاقلية صلاح العمروسي وفتح الله محروس وخالد جويلى .
انتهى الكونفرانس بسلام امنيا وسياسيا حيث جرت الموافقة على ماطرح فيه وجرت التوصية بضرورة الاعداد لمؤتمر حزبى تمثل فيه كل مستويات الحزب .
عدت الى البحرين وبقيت فى الخارج لمدة طويلة ، ولم تنقطع صلتى بعدد من الرفاق كان منهم هانى شكر الله ، عبر الاتصال التليفونى ، او زيارته فى مسكنه العائلى بالمهندسين ، اومسكنه الشخصى ، وخاصة اذا كنت برفقة ام اولادى البحرينية . ولطالما التقينا حين اكون بمفردى فى حانات الزمالك او مقاهيها . وكثيرا ماإجتمعنا مصادفة فى بيت صلاح العمروسي . بت عمليا خارج الحزب ، مع ذلك كنت اعامل وكأننى مازلت عضوا فيه تجرى مناقشتى فى الامور المطروحة ، ويتم اطلاعى على الأدب الحزبى الجديد . ووجدت هانى وقد صور لى كومة من الكتب كانت تدور جميعا حول الطبيعة الطبقية للاتحاد السوفييتى على خلاف بينها فى التشخيص ( ومازلت احتفظ بها ايضا ) .
ولا انسي لرفيقنا انه اهدانى كتابا كنت فى غاية الشغف لقراءته وترجمته وهو : "أسس المسيحية " لكارل كاوتسكى . وقد قمت بالفعل بترجمته ونشره بعدها بسنوات .
كان اول لقاء لنا بعد ان عدت الى البلاد بصفة نهائية فى مركز البحوث العربية الذى كان يديره الاستاذ حلمى شعراوى ، فى محاضرة قدم لنا فيها البروفيسور جينارو جيرفازيو ، الذى عرض ماتضمنته اطروحته التى نال عليها درجة الدكتوراه وهى : الحركة الماركسية فى مصر ( 1967 – 1981 ) . والتقيت به بعدها فى ندوة عقدها تيار التجديد الاشتراكى لمناقشة نفس الأطروحة بعد صدورها فى كتاب عن المركز القومى للترجمة 2010 .
كنت اتابع اخباره من خلال رفيقنا صلاح العمروسي ، ولم اصادفه فى اعوام الثورة كما صادفت كثيرا من الرفاق ، كما لم اسمع عن التحاقه بأى حزب من الأحزاب القائمة .
وفى عزاء رفيقنا الراحل صلاح العمروسي كان يقف مع باهر ابن صلاح العمروسي متلقيا عزاء المعزين ، فصافحته وقبلته ، واتخذت مكانى جانب الدكتور هشام عبد الله وامام فتح الله محروس ، وبعد دقائق وجدت هانى مندفعا باكيا نحوى " كيف تدخل دون ان تصافحنى " هدأت روعه حاضنا إياه وقلت له ياهانى كيف يمكن لهذا ان يحدث ، لقد صافحتك وقبلتك وعزيتك ، وصادق الرفاق على ماقلت .
واتفقنا كما نتفق فى كل عزاء على ان نتصل ببعض وان نلتقى ولكن بعض الظروف منها الصحية كانت تحول دون ذلك .
اسعدنى ان تظهر مجلة " بالأحمر " وأرسلت له مقالا بعنوان : " علم النفس السياسي البورجوازى – نقد العقل القمعى وميتافيزيقا الجلاد – ضد احمد عكاشة " . وقد نشر بالفعل فى أحد أعدادها . وحين كتب جملة مقالات عن " مشكلة التنظيم والثورة " فى نفس المجلة شعرت أنه كان ينتظر منى مناقشتها ، خاصة وأننى كنت قد نشرت وثائق حزب العمال الشيوعى المصرى الاساسية على موقعى بالحوار المتمدن ، وتعرضت لمسيرة الحزب تاريخيا فى بعض المقالات والكتابات . وعدته بأن أفعل ذلك . وآلمنى اننى لم اتمكن بالوفاء بوعدى حيث تعرضت لعمل جراحة إستصالية وعلاج كيماوى لمايقرب من العام والنصف ، وظللت أعانى من آثار العلاج لفترة تالية – وهذه هى المرة الأولى التى أكتب فيها بعد انقطاع دام عامين ونصف، ويالحزنى عن رحيله !
منذ ايام مضت كنت فى عزاء رفيقنا بشير السباعى ، جالسابآخر السرادق ، شاهدت رفيقنا مدحت الزاهد يغادر سرادق العزاء فحاولت اللحاق به ، ولم اتمكن فعدت مكانى بعد أن سألت عنه الدكتور علاء عوض الذى كان فى استقبال المعزين وتوديعهم .
ثم رأيت الرفيق هانى شكرالله بظهره يغادر بعدها سرادق العزاء أيضا فتحرجت من أن أقوم خلفه مرة أخرى ، وِقلت فى نفسي ، ربما نلتقى فى عزاء آخر ، ولم أكن أعلم ان هذ الآخر سيكون عزاءه .
مامن عزاء يكفى . الا اننا نحمل تراث رفاقنا الذين رحلوا تاركين فى قلوبنا حزنا وحسرة - لكنهم احياء دوما فى كل من يواصل حلمنا - رحل رفيق العمر فى خندق الثورة هانى شكر الله - عضو المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعى المصرى فى السبعينات . وداعا ... حلمك باق ياهانى ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن