إن قرأت إمرأة، فهمت الحياة!

دعد دريد ثابت
daadthabit@gmx.de

2020 / 4 / 20

مهما أمتعت نفسك بالنساء، طويلات، قصيرات، نحيفات، بدينات، شقراوات، سمراوت،
ساكنة كبركة آسنة، هادرة كمحيط لايعلم حتى هو سبب جنونه،
ضحكتها هرج مخمورين في حانة، بسمتها إمتداد لفراشة،
بريئة كلوعة غصن أن يصبح ناياً، شبقة كعيني طفلة لآيس كريم لاتملك ثمنه
خصرها إلتفاف أفعى حين تعصر فريستها، وركها شجر السرو يراقص الريح فتسكن خاشعة
بسيطة كأول حرف يتوق أن يُقرأ، ناضجة لاتسع اللغات لغتها
حنينة كقمر لاينام لئلاً تَخاف الظلمة، متسلطة كوجع عرافة تعلم بيوم مقتلها
وبعد كل هذه النساء التي ضاجعتهن أو سوف تضاجعهن لن تشعر ولا للحظة كما تشعر هي.
هل تفهم ياصديقي لماذا لاتشعر بالمتعة الكبرى؟
لأنك لم تشعر بالألم الأجمل.
وستبقى محكوم بذلك، لأنك حرمت من ذلك الألم الطبيعي،
المُ تُخلق الحياة فيه من جديد، وبنبض كل عرق فيه من وجع مخضب؟
عسر متعة يُمزق بقدسية روح، تعلو الى سماوات جديدة لاتفهمها.
أما أنت فلذتك قصيرة الحياة محدودة ثنائية المعنى،
جسد ضاجع وأنتهى الى حين معركة أخرى. كحروبك التي تخوضها وتريد الفوز بها دائماً، لاغير...
كل ماتستطيعه هو الفلسفة والحرب،
بالفلسفة تحاول الخلق، وفهم المغزى. وبالحرب تدمر هذا الخلق لعجزك عن فهمه.
وهكذا تبقى الحياة رغم سلاستها وإنسيابها عصية عليك غورها ومعرفة حقيقتها، وهي أقرب اليك من أرنبة أنفك.
وكلما تجلت الرؤيا بوضوح، اضحت لك شائكة الوضوح
هل نظرت لوجه إمرأة وهي تضع الحياة؟
وجه معصور وممتلئ بنفس الآن، وجهان لعملة واحدة، وجه متعة الآلام، كتوأمين سياميين، لايمكن فصلهما.
إنها لاتمارس الحب، إنما الحياة
تعيش إنتشائها المصبوغ بروائح التعب والخلق المضمخ بدماء الحب
هو شئ لايمكن التعبير عنه بكلمات ولا جمل، فقط لمن يعيشه يعي لغته،
فهو لايُحكى، فقط يعاش.
وماذا عني؟
أحتاج الرب أيام ليصنع الحياة، وأنا أحتاج العمر كله لأصنع الحياة
فمن منا يفهم لب هذه الحياة اللعينة الآسرة أفضل؟
هل تفهم الآن ياصاح لماذا ستبقى غير واعياً للغز الحياة؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن