التاسع من نيسان.. التحرير والتغيير والبوصلة التي حرف الإسلام السياسي اتجاهها ووجهتها..

حسن كعيد لواخ
hasangaeed@gmail.com

2020 / 4 / 11

من قال ان القوات الأمريكية التي قطعت بحار واجتازت محيطات في طريقها لبلوغ أرض العراق في ربيع عام ٢٠٠٣، لم تكن تسعى لتحقيق مصالحها.. ومن أفتى انها غير راغبة في تنفيذ أجنداتها الخاصة وحماية مكاسب اصدقاءنا وحلفائها الاقليميين المقربين ، وصيانة امن مستقبلهم، فهذه الأهداف مجتمعة لا تعفيها من لعب دورها المحوري في إزاحة صدام حسين من السلطة واسقاط نظام حكمه، فالولايات المتحدة الأمريكية كانت تواقة لتأسيس نظام حكم جديد في العراق يكون نموذجا متفردا للحكم الديمقراطي في المنطقة...
يشكل البعض على الإدارة الأمريكية انها اتخذت قرارا خاطئا يفتقر إلى الحصافة والموضوعية حين حلت المؤسسة العسكرية في العراق وقامت بتسريح الجيش العراقي ، لقد فات هذا ( البعض) وربما غاب عن ناظريه حقيقة ان الجيش العراقي بعد حرب الثمان سنوات وتداعيات اجتياح دولة الكويت كان يعاني من البؤس والشقاء وقلة إمكانياته التسليحية وخصوصا بعد أن زجه النظام السابق في معركة خاسرة غير متكافئة مع أمريكا ودول التحالف ، ولهذا لم يكن الجيش حينذاك سوى جثة هامدة مقطعة الاوصال مركونة في زاوية الطب العدلي، ينتظر من ينظم له شهادة الوفاة وينقله إلى حيث مثواه الأخير...
أن الذين يصرون على توجيه شديد اللوم إلى الجانب الأمريكي ويضعون على كاهله كل السوء الذي لحق بالعراق مدعين ان سبب ذلك يعود إلى قرار حل الجيش العراقي ، لهؤلاء نقول : حكمتم العراق منذ العام ٢٠٠٥، اليس صحيحا؟ فماذا قدمتم للمؤسسة العسكرية وهل اعدتم الاعتبار للجيش الذي لحق به الضرر بعد القرار الأمريكي .. يأتي الجواب على لسان جميع العراقيين واضحا وموجزا ، وهو ان ماقدمه زعماء الإسلام السياسي للجيش العراقي خلال الأعوام ال ( ١٧) هو ملاحقة قياداته وضباطه ومنتسبيه وكل كفاءاته العسكريه، حيث كان نصيبهم المطاردة والتشريد والزج بهم في السجون والتصفية الجسدية وبالخصوص الضباط من نسور الجو وطيران الجيش ، والمحظوظ منهم من عاش الغربة في دول الجوار..
أن قيادات الأحزاب الثيوقراطية المتصدرة للمشهد السياسي، وجميع النخب التي تولت السلطة آنذاك والتي حظت بمشاركة ومباركة من بعض رجال الدين الدجالين الفاسدين ، اخفقت في كل شيء، ولم تحقق النجاح سوى في المشروع الطائفي المحاصصاتي ونشر ثقافة الكراهية والاحقاد بين أبناء الشعب العراقي ، وخلق بيئة ملائمة تحتضن الفساد وتحمي الفاسدين..
أن الاسلاميين الذين جاءت بهم الولايات المتحدة الأمريكية وسلمتهم مقاليد السلطة واجلستهم على كرسي الحكم في بغداد بعد أن كانوا لا يتصورون ذلك حتى في أحلامهم المريضة، هم ناكرين للجميل والمعروف، وهم بهذا يمثلون دور ذلك الضيف الأحمق الذي يوجه اللوم لمضيفه الكريم بدلا من شكره على كرم الضيافة لأنه عندما وضع أمامه مائدة الطعام لم يناوله الملعقة ويضعها في يده حتى يمكنه من تناول ( زقنبوته) دون متاعب او عناء..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن