صراع الاستحواذ على تقنية الجيل الخامس 5G

هفال عارف برواري
abo.renas@yahoo.com

2020 / 4 / 6

هذا ما حدث في العام الماضي
♦أهم أسباب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ترتكز في واقع الأمر على صراع أكبر اقتصادين في العالم للسيطرة على سوق اتصالات تلك التقنية الثورية الجديدة التي تعتبرها الصين العمود الفقري لاستراتيجية (صنع في الصين 2025) التي ستحّول بكين إلى(قوة تقنيةعظمى)فيما تعتبر الولايات المتحدة تلك الاستراتيجية مصدر قلق وتهديداً مباشراً لأمنها القومي!

♦أستعدت بكين لخوض حرب تجارية مع أمريكا للحفاظ على برنامجها التقني وتصاعدت الادعاءات الأمريكية العام الماضي ضد (هواوي) وحاول
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثارة مخاوف العالم حيال احتمال استخدام الصين شبكاتها من الجيل الخامس كحصان طروادة لاختراق الدول الغربية أمنياً!

♦عمل بموجبها الصقور الأمريكيون على فرض حظر على شركات الاتصالات الأمريكية من استخدام أي معدات 5G مصنوعة في الصين
ومنع دخول الشركات التي تقود تطوير تقنيات الجيل الخامس في الصين ودخول مثل (هواوي) إلى أسواق عالمية حليفة للولايات المتحدة!
♦فيما أستعد دول كثيرة منها خليجية على استعدادها بتشغيل وإطلاق الجيل الخامس حينها لأهميتها

♦ورفض آخرون لانها حسب قولهم ستؤذن ببدء حقبة جديدة من المخاطر والتهديدات لأمن البيانات، حيث إن تلك المخاطر ستتمتع بقدرة جديدة على الهبوط عبر الأقمار الصناعية إلى داخل ما يسمى (السياج الأمني) وكذلك من الأسفل عبر الاتصالات الأرضية.

♦تمّثل تقنية الاتصال بالجيل الخامس 5G بمثابة العمود الفقري للعديد من الصناعات التي أعلنت بكين أنها ستقوم بتطويرها ضمن (صنع في الصين 2025) مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، وتلقنة الآلات( اي الشغيل الآلي)، والروبوتات، ومعدات الفضاء والطيران، والمعدات البحرية والشحن عالي التقنية، ومعدات النقل الحديثة للسكك الحديدية، والسيارات ذاتية القيادة والمعتمدة على الطاقة الجديدة، ومعدات الطاقة، والمعدات الزراعية، وتطوير الأجهزة العسكرية الجديدة، والمستحضرات الدوائية الحديثة والمنتجات الطبية المتقدمة.

حرب تقنية
♦وقد تنبأ خبراء بأنها ستكون بداية الحرب التقنية السيبرانية الباردة بين الولايات المتحدة والصين
وأنه وجب على الولايات المتحدة احتواء التقدم التكنولوجي الصيني والتي تهدف إلى تحويل الصين إلى قوة تقنية عظمى (تهدد الأمن القومي الأمريكي)

♦فلهذه التقنية القدرة على سرقة الأسرار
التكنلوجية والعسكرية وحتى النووية!!
خاصة وان شركة (هواوي) كانت قد وقّعت العام الماضي (25 )عقداً تجارياً لتحتل بذلك المركز الأول بين جميع مزودي تقنية المعلومات والاتصالات، حيث إن الشركة شحنت بالفعل أكثر من 10 آلاف محطة رئيسية لشبكات الجيل الخامس إلى الأسواق في أنحاء العالم!
وأن معظم الذين وقعوا العقد قد أبدوا رغبتهم في استخدام شبكات (هواوي) التي يعتبرونها حالياً رائدة السوق في تقديم أفضل المعدات والحلول

♦والحقيقة أن الصراع كان يشتد للهيمنة على سوق الجيل الخامس بين العملاقين الاقتصاديين
الذي كان من المتوقع أن يبلغ حجمه أكثر من 250 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2025
يتبادر إلى الأذهان كذلك تساؤلات حول مدى أمن بيانات المستهلك العادي في حال استخدامه لهذه التقنية التي ستطرق أبواب
الافراد والشركات والمؤسسات الأمنية والمعلومات السرية دون استئذان!!

♦( هواوي) أقتصادياً
للعلم أن ايرادات ( هواوي ) كانت قد وصلت نهاية عام 2018 إلى 108.5 مليارات دولار
لتحقق بذلك قفزة سنوية بمعدل الربح السنوي يبلغ 21%
وكانت تتمتع بعضوية في أكثر من380 مؤسسة متخصصة في صناعة الجيل الخامس حيث تشغل أكثر من 300 منصب رئيسي وتقدّم ما يزيد على 6000 مقترح سنوياً
وكانت أن أعلنت عن جديتها في تكثيف جهودها لتطوير شبكات الجيل الخامس

♦التحذيرات والمخاوف
لم يثبت بعد مدى فعالية الأمن على
تريليونات الأجهزة التي يُنتظر أن يتصل بعضها بالبعض الآخر عبر شبكات هذا الجيل، مع اعتباره أولوية في تطوير تقنيات هذه الشبكات وتنفيذها.
يذكر الخبراء أن أهم التهديدات المحتملة تشمل تهديدات هجمات ZeroDays أو ما يُعرف بالثغرات المجهولة
ولايعرفون بالتحديد هل ستظهر وتؤثر في سرية التقنية أو نزاهتها أو إتاحة البيانات.
كما تتضمن المخاطر تهديدات الحرمان من الخدمة حيث لم يتضح بعد مدى قدرة شبكات الجيل الخامس على درء تهديدات الحرمان من الخدمة DoS أو هجمات الحجب الموزّعة ولا يُعرف ما إذا كان المهاجمون قادرين على إيجاد طرق جديدة لتقوية هجمات DoS وجعلها أكثر فاعلية والتأثير على إتاحة خدمات الجيل الخامس.

♦الصين تهدف الى استراتيجية
(صنع في الصين 2025) التي وضعتها الحكومة في 2015، إلى تحويل بكين إلى (قوة تقنية عظمى) وتحقيق اكتفاء ذاتي 70% بحلول 2025 في سلسلة من الصناعات بالغة الأهمية، من رقائق الكمبيوتر إلى السيارات الكهربائية، إيذاناً بانطلاق المرحلة التالية من تطورها الاقتصادي واللحاق بركب
(الثورة الصناعية الرابعة)
يراه الولايات المتحدة ليس كمصدر قلق فحسب، بل كمبادرة تهدّد الأمن القومي الأمريكي، إذ اعتبروها خريطة للهيمنة على صناعات رئيسة عالية التقنية، تشمل الفضاء والاتصالات وصولاً إلى الروبوتات والسيارات الكهربائية!!
في حين أن بكين أكدت حينها أنها لن تتخلى عن (صنع في الصين 2025) حتى إذا انطوى ذلك على المخاطرة بخوض حرب تجارية مع أمريكا، نظراً لأن تلك الاستراتيجية هي جزء جوهري من سياسة الرئيس الصيني شي جين بينج!!
 
♦فوائد هذه التقنية

التوقعات تشير إلى نمو حركة البيانات المتنقلة حول العالم ثماني مرات بنهاية العام 2023
لذلك سيكون الحاجة حقيقية إلى تقنيات أكثر كفاءة لاستيعاب هذه المعدلات من البيانات
وهذا ما ستقدمه تقنية الجيل الخامس، حيث ستساعد القدرات والإمكانات التي توفرها في خلق فرص جديدة للناس والمجتمعات وكذلك الشركات التكنولوجية الناشئة لا سيما تلك التي تركز على تطوير حالات استخدام جديدة بالاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وأنترنت الأشياء والواقع الافتراضي والواقع المعزز وغيرها، فإن شبكة الجيل الخامس ستساعدها على المضي قدماً في تطوير ابتكارات جديدة بفضل السرعات العالية التي توفرها.
وسيعزز الترابط والاتصال في المجتمعات بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ناهبك عن الفوائد الاقتصادية على جميع الدول التي تتبناها لا سيماوأننا نعيش في عصر باتت فيه تقنيات الاتصال السريعة والحديثة هي عصب النمو عبر كافة القطاعات.
وبالتالب تعزيز التحول الذكي ليصبح واقعاً ملموساً .

وسيكثر الحديث عن مصطلح V2X (اتصال السيارة بكل شيء)
وهو المصطلح العام لنظام اتصالات السيارات ذاتية القيادة، حيث يدعم هذا المصطلح عملية خلق اتصال دون رقيب بين السيارة من جهة وبين ما حولها من أجهزة لتشمل بشكل رئيسي السيارات الأخرى.
لكن في هذه الحالة سيرتفع مستوى تعقيد الحالة الأمنية إلى حد أبعد، فإن أي عملية هجوم ممنهجة على أحد الأجهزة قد يؤدي إلى خسائر في الأرواح!


♦وأخيراً
كانت شركة (تيليكوم) الصينية للاتصالات المملوكة للدولة بالقيام بالفعل ببناء أول طريق سريع ذكي قائم على شبكات الجيل الخامس، وهو نظام طرق على مستوى المدينة قادر على دعم خدمات النقل المنسقة عبر الشبكة الخلوية.
وان مشغلو الاتصالات والطرق السريعة في الصين كانوا قد أقدمو على إطلاق أول مشروع لطريق سريع في البلاد يقع في وسط مقاطعة (هوبي) الصينيةو إنشاء البنية التحتية في منطقة ( #ووهان ) عاصمة مقاطعة ( هوبي) التي تقع في وسط الصين.
وكانت تخطط لطرح مجموعة من خدمات شبكات الجيل الخامس على الطريق السريع
مثل محطات التحصيل الذكية.

[منقول بعد الترتيب والتنقيح]



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن