الولايات المتحدة الأمريكية بوجه طوفان فيروس كورونا

المناضل-ة
mounadila2004@yahoo.fr

2020 / 3 / 24

دان لا بوتز، ترجمة جوزيف ضاهر إلى اللغة الفرنسية
ونقله للعربية فريق الترجمة بجريدة المناضل-ة الموقوفة عن الصدور
23 مارس 2020
عنوان رابط المصدر: https://npa2009.org/actualite/international/les-etats-unis-face-au-deluge-du-coronavirus؟fbclid=IwAR31KCqnR8GxBZF9z121G-Zc-B-onoMddCyWT7giYNpQy-z754cLorxKwh

تواجه الولايات المتحدة الأمريكية الطوفان. يتفشى الفيروس وينهار الاقتصاد ويسري الإحساس بالقلق في كل مكان.

كانت ردود الحكومة الفيدرالية والولايات بطيئة وضعيفة، وكان رد أرباب العمل متفاوتا. يقول بعض العمال والعاملات إنهم مرضى، ويقوم آخرون بتنظيم إضرابات، وبات آخرون دون مناصب شغل. بدأ العمال والعاملات والمجتمعات المحلية في تنظيم أنفسهم، عمليًا، عن بعد، سعيا إلى التفكير معًا في كيفية النضال.

اقتصاد قيد التوقف

باتت حالات الإصابة بفيروس كورونا في تتزايد مطرد. حتى يوم 21 مارس، شهد بلدنا 21365 حالة إصابة بالفيروس و266 حالة وفاة. يقدر المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض أنه في أسوأ الحالات، يمكن أن يصاب ما بين 160 مليونًا و214 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وأن ما بين 200000 و1.7 مليون قد يموتون.

طلبت ثلاث ولايات -كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي- التي يبلغ مجموع سكانها 70 مليون نسمة- من جميع المقيمين/ات البقاء في منازلهم/ن ما لم يكن ثمة سبب مهم للخروج. في جميع أنحاء البلد، أغلقت ولايات ومدن عديدة مدارسها، وأمرت بإغلاق جميع الحانات والمطاعم، كما أغلقت العديد من مقاولات البيع بالتقسيط والتصنيع أبوابها. الاقتصاد قيد التوقف.

سوق الأسهم الأمريكية في حالة هبوط حاد وهي الآن منخفضة بنسبة 35٪ مقارنة مع ذروتها في فبراير. يتوقع الاقتصاديون في بنك غولدمان ساكس أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية قد يخسر نسبة 24٪ من قيمته، أي أكثر من ثلاث أضعاف ما كان عليه عام 2008. تدخل الولايات المتحدة في حالة كساد. ويتوقع مسؤول تنفيذي أن المقاولات ستخسر أربعة آلاف مليار دولار.

عشرات ملايين العاطلين عن العمل

بين عشية وضحاها، أصبح عشرات ملايين الأشخاص دون عمل حاليا، وارتفعت طلبات التعويض عن البطالة على نحو كبير. إن قطاعات من الطبقة العاملة –المعتقلين/ات والفقراء ومن هم دون أوراق ثبوتية ومن هم دون مأوى -الذين يشكلون معًا أكثر من 50 مليون شخص، معرضون للخطر بوجه خاص. لا يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية نظام رعاية صحية وطني وعشرات ملايين العاملين والعاملات في الولايات المتحدة الأمريكية دون تأمين صحي. ولا يستفيد ملايين العمال والعاملات من إجازات مرضية مدفوعة الأجر، ولا إجازات عائلية، وملايين مناصب الشغل الهشة دون أيام عطلة.

أساءت إدارة ترامب في البداية إدارة جائحة فيروس كورونا، لأنها لم تتدخل إلا بعد أكثر من شهر، في حين قلل ترامب بالذات من حدة خطورته ونشر معلومات غير دقيقة ومُضللة. تسعى الوكالات الصحية الآن إلى تعويض الوقت الضائع، لكن هناك نقص في أسرة المستشفيات واللوازم الطبية. تسعى الحكومة إلى تشغيل الخدمات الأساسية -المستشفيات والكهرباء وشبكات المياه والنقل ومحلات البقالة-، لكن ذلك يعرض عمالا وعاملات عديدين للخطر.

أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية

نظر الكونغرس الأمريكي في ثلاثة مشاريع قوانين. الأول، «مشروع قانون لمواجهة فيروس كورونا» بقضي بتخصيص 8.3 مليار دولار أمريكي للبحث والتطوير في مجال التلقيح والأقنعة ومعدات الحماية للوكالات الصحية، وتنفيذ البرامج الصحية من قبل هذه الوكالات وقروض للمقاولات الصغيرة. صادق عليه الكونجرس ووقع عليه ترامب يوم 6 مارس. أما الثاني، قانون «العائلات أولاً لمواجهة فيروس كورونا»، فينص على تقديم مساعدة غذائية تبلغ 100 مليار دولار للأطفال وإعانات البطالة للعمال والعاملات المسرحين، وأموال موجهة للصحة لموظفي الولايات والجماعات المحلية، وفحوصات مجانية للكشف عن فيروس كورونا لمن لا يستطيعون الدفع وتعويضات للمقاولات التي تمنح العمال والعاملات إجازات مرضية مدفوعة الأجر. صادق عليه الكونغرس ووقع عليه ترامب يوم 18 مارس. ومع ذلك، يستثني القانون جميع المقاولات التي يتجاوز عدد عمالها 500 عامل وعاملة وجميع المقاولات التي يقل عددهم عن 50 عامل وعاملة (أي غالبية الأجراء والأجيرات- ملاحظة هيئة التحرير).

هناك أيضا مشروع قانون ثالث. اقترح الجمهوريون دفعة واحدة تدريجية تصل إلى 1200 دولار لدافعي الضرائب الذين يكسبون أقل من 99000 دولار سنويا. تتراوح التكلفة الإجمالية للخطة ما بين 750 مليار دولار و2000 مليار دولار. وتشمل ما يصل إلى 50 مليار دولار مساعدة لمقاولات الطيران و8 مليارات دولار لمقاولات الشحن و150 مليار دولار للمقاولات الأخرى المتضررة من الفيروس.

توقف بعض العمال والعاملات عن الشغل في مصانع السيارات ومكاتب البريد ومحلات البقالة وأماكن عمل أخرى للمطالبة بأن يجعل أرباب عملهم أماكن الشغل آمنة أو يغلقونها. طالب المدرسون والمدرسات بإغلاق المدارس، ويناضل الممرضون والممرضات من أجل ظروف عمل آمنة. بدأت الشبكات المجتمعية في التنظيم لمساعدة بعضها البعض، لتوفير الطعام للمسنين، على سبيل المثال. وعلى المستوى الإقليمي وحتى الوطني، بدأت بعض الشبكات في التشكل. على الرغم من أن هذه المساعدة المتبادلة ثمينة، إلا أن السلطة الحكومية الوطنية هي وحدها التي بوسعها مواجهة مثل هذه الأزمة. ينخرط اليسار في كل من المساعدة المتبادلة والمطالبة بتنظيم عمل سياسي، لكن التحدي هائل في كل مكان.


الانتخابات الرئاسية في الخلفية

انتهت الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديمقراطي عمليا، فقد حصل جو بايدن على مندوبين أكثر بكثير من بيرني ساندرز. ستجري المنافسة بين ترامب الرجعي العنصري وبايدن النيوليبرالي. لا يمتلك بايدن الكثير ليقوله عن فيروس كورونا أو الأزمة الاقتصادية. يُطرح السؤال حول كيف يمكن إجراء الانتخابات الوطنية في نوفمبر، ويدافع البعض عن التصويت البريدي. لا أحد مهتم كثيرا بذلك الآن. المسألة المتعقلة بالفترة الحالية هو البقاء على قيد الحياة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن