لا فرق بين الموت بكورنا أو بغيره

عادل محمد العذري
ass.prof.adel@gamil.com

2020 / 3 / 21

لا فرق لدينا، أن تموت الناس ذعراً وهلعاً في منازلهم ، خوفاً من الإصابة بكورنا أو تموت جوعاً وفقراً بين جدران منازلهم أو في ساحات الحروب . الوسيلة واحدة ،والسلطات التى أباحت لنفسها عدم صرف مرتبات ألناس ، في بعض البلدان أو من أستباحت ثروات شعوبها، هى من أطلقت رصاصات الموت الأولى ،وتخلت عن مسؤوليتها الدينية والأخلاقية إتجاهم ، على الأقل في البلدان التى تعاني من نفس القضية أو إقتصادياً بترك الناس أعمالهم وعزلهم في منازلهم ، خوفاً من تفشى المرض وانتشاره – ولم تعزل كل صنوف القهر الإجتماعي والفساد المالي عن أجهزة الدولة عن حياة مجتماعتهم- وتعيش تلك السلطات في حجر صحي بعيداًعن شعبها في الخارج والداخل ، من قبل أن تحل كارثة كورنا بها، ولكنها تنعم بمقدرات الشعوب هي ومن يعمل من خلالها وانصارها ،فاولئك بعيدين عن تلك المعآنة الة تحيط بمعظم أفراد الشعوب. ولكن ملكوت الله قادم إلى تخليص هذا الشعوب من كل المظالم التى تحيط بهم ، وفي كل بقاع العالم التى تشهد إغلاق دور العباده ، التى يذكر فيه أسمه - ومنها المجتماعات الإسلامية- وقد نبه الله تعالي سابقاً ونوَّه لِعباده في أمة محمد ( ص) بذكر وتسمية دور العباده بمفردة مسجد وجمعها مساجد بقوله ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا- الجن – الآية -18). فحصرت أداء العباده لله الواحد الأحد ،الفردالصمد ، وجعلت وظيفة القائمين على منابرها ، الدعوة لمنهج الله ضد مناهج السلاطين الذين ينحرفون عن ذلك النهج الإلهي . لكن تأريخ هذه الأمة، يقدم الكثير من الشواهد، والأدلة التى غدت فيها المساجد ،تدعوا للسلاطين وتحرض العامة بالطاعة والإمتثال لهم – رغم كونهم ظالمين ، وهكذا اشركوا مع الله أصنام بشرية وطواغيت،وكذلك يفعلون. وتجاهلوا وتعاموا عن قوله تعالي ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ – التوبة – الآية – 18). وهم يعمرون تلك المساجد، بجانب ذلك، لا يخشون أحدا إلا الله في تبليغ ما كلفوا بتبليغه ، من الدعوة لإقامة العدل بين الناس والرحمة ،وعدم اللإفساد في الأرض ،وتبيان ذلك من أمور الدين ، بموجب أوامر الله ونواهيه. ولم أدرك سر الحكمة العددية بين تطابق الرقم العددي في كلا الآيتين بالرقم 18،هل لِحكمة يعلمها الله أم هو الصدفة!!. والغريب في الأمر ، من يسمع عن خوف الناس في كل بقاع العالم ، ويستغيث من حالة الرعب التى حلت به ، ويستنجد بالعلم وأسبابه للخروج من محنته- وذاك طبيعة المنهج المادئ في تحليل الظاهرة الوجودية – لم تجد صداها في الخروج من واقع المحنة ، وهكذ الإنسان يستغيث بكل ما يعتقد به في سطوة العلم ، لكن من خلال المنهج الروحي ، لا يستغيث بروح الفهم عن الله ،و لانجاة إلاّ به وهُنا تكمن مآسته في مراجعة الكثير من القواعد الظالمة التى تُعد أشداً خطرا من فيروس كورونا. وبغض النظر عن الفيروس وسبب وجوده ، بتدخل الإنسان في تطوير الفيروس ،فيما يعرف بقضية الصراع للأسلحة البيلوجية أو بتطوره طبيعياً . فهو جند من جنود الله ويحمل رسالة كبري تتعلق بالوقوف والمراجعة في كثير من القضايا التى تتعلق بتهديد الوجود الإنساني في هذا العالم وصدق الله القائل ( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا – الفتح- الآية- 7). فلم يعد للسماء خاصية إرسال الأنبياء والرسل لتبصير الناس وعودتهم لجادة الحق. لكن يبقى لله جنود لم تروها . لعلكم بمعرفتها ترجعون! ما تم ضربه مثلاً ، قد يقاس عليه في دول جعلت الإستغلال الرسمالي بؤرة إهتمامها أو بدول جعلت من التطور العسكري وأسلحة الدمار الشامل محور إهتمامها. وما لم يتم التغير الإجتماعي ، وتتغير هذه الطبقات تفكيرها ،فعلا سبيل المثال لا الحصر،تجد فئة التجار ينشغلون بحمع المال يضنون به على أنفسهم، ويمنعونه عن الفقراء حقوقهم ويدفعونه ضرائب للسلطات، دون أن ينال أفراد المجتمع نصيباً من حق التكافل الإجتماعي المفروض عليهم. كما تجد فئة الوزراء والحكام يتصفون بالبعد الحقيقي عن قضايا شعوبهم أما فئة الفقهاء والقضاء لاحساب عندهم للحق والعدالة في تقرير مصير مجتماعتهم ، و فئة الحاكمين خيرهم ظالم ، دفعاً للفتنة وإتقاء لاظطراب إمور الدولة، يبرر كل سفك الدماء وسحق معارضيه.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن