تحقيقات النيابة مع الإنتباهة العنصرية

سعد محمد عبدالله
simsimp666@gmail.com

2020 / 3 / 3

نتابع باهتمام كبير تداعيات وتطورات قضية "عنصرة الإنتباهة" عبر مقال "ترحال" الذي إستهدف مدربة كرة قدم بشكل عنصري، وقد أثار الأمر غضبا وسخطا وسط المجتمع والمثقفين والسياسيين والحركات النسوية والتنظيمات المناهضة للعنصرية، وعليه فقد ورد في وسائط التواصل الإجتماعي إخبار بتحرك النيابة العامة لإجراء التحري مع تلك الصحيفة تمهيدا لتقديمها للمحاكمة العادلة، ونعتقد أن الذهاب للمحكمة أمر مهم وخطوة جيدة إتخذتها السلطات في مواجهة عنصرة صحيفة الإنتباهة، ونرحب بقرارات الحكومة إلا انها ليست كافية لسد أفواه العنصريين، ونحن نطالب بايقاف هذه الصحيفة فورا ثم القبض علي المتهم والمواصلة في التحري والإنتقال من الخطاب الإحتجاجي الذي يسود الساحة إلي إعلان تجريم صريح للعنصرية.

تعتبر صحيفة الإنتباهة واحد من أسوء صحف النظام الإنقاذي العنصري الإسلاموعسكري، وكانت تصنع وتصدر خطاب الكراهية بشكل أخل بترابط الوشائج الإجتماعية وتسبب في إنقسام البلاد وهذه أكبر خطيئة إرتكبها نظام الفساد والإستبداد ومؤسس الإنتباهة الطيب مصطفى الذي ذبح ثواً أسوداً يوم إنفصال جنوب السودان، واليوم تواصل صحيفته خط العنصرية بذات الإسلوب القديم ضد حرائر السودان اللائي خرجن للثورة دفاعاً عن حق إستلبته السلطات الغاشمة، وها قد نجحت ثورة ديسمبر في جز جزور سلطة التخلف والرجعية وذهب الغوغاء إلي مزابل التاريخ، وها نحن أمام مرحلة جديدة تحتاج لتشابك الإيدي والعمل لبناء دولة السلام والحرية والديمقراطية وإنزال حمولات الحقبة الإنقاذوية ورفع رايات المواطنة بلا تمييز.

إننا ندعوا لتفعيل حملات واسعة لمناهضة كافة أشكال العنصرية في السودان ودعوة المجتمع للتسامح والتصافي والتفكير في بناء السودان الجديد الذي لا مكانة فيه للتفرقة الدينية واللونية والجهوية، نحتاج لبناء وطن تتساوى فيه الحقوق والحريات وتتمازج فيه الألوان وتتواصل الثقافات ونعمل جميعا من أجل ذلك الحلم الذي عاش فينا حبا لعشرات السنوات، فالسودان حقل للتنوع الإنساني يجب أن نمده بكل ما يجعله ينموا ويتقدم ويكون في مصافي الدول الكبيرة، والإحتفاء بالتنوع هو إحتفاء بثورة ديسمبر التي نقل شبابها وشاباتها بلادهم من القهر والحرب إلي الحرية والسلام، فثورة ديسمبر علمتنا كيف نعيش، ومن أجل ماذا نكافح، ولن نعود للذل والهوان.

3 مارس - 2020



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن