الختان جريمة

زينب محمد عبد الرحيم
zeze66976@gmail.com

2020 / 2 / 16

الختان جريمة تتوارثها الأجيال
على الرغم من القوانين الصارمة التي تسنها الدول ضد ختان الإناث إلا أن مازالت الأسر والأطباء الجزارين ينتهكون جميعًا دون رحمة آدمية الأنثى أولاً ثم ينتهكون القوانين ويتلذذون في مخالفة كل قوانين الطبيعة والإنسانية لقهر الأنثى وقتل براءتها وطفولتها بل يصل الأمر في كثير من الأحيان إلى قتلها فعلياً أثر النزيف الشديد أو الخطأ الطبي الذي تتعرض له الفتاة المختونة , ولكنها عادة وجريمة في حق المرأة توارثتها الأجيال بل والعجيب أن هذا الشعور البغيض لم يمنع الأمهات من تكرار هذا الفعل المشين في بناتهن بل ونرى حالة الخنوع والاستسلام لقطع جزء حساس جدًا من جسد البنت ولماذا كل ذلك العنف الذي تحدثنا عنه مرارًا وتكرارًا ولا حياة لمن تنادى الإحصائيات مرعبة حتى رغم وصولنا للألفية الثانية وعام 2020 لا زالت تحدث تلك الممارسات العنيفة بل القاتلة التي تنتهك وتفتك بنفسية الأنثى دون أية شفقة حتى من أمها وذلك لأن تلك الأم ورثت العبودية وتشبعت بالتبعية والقهر تحت مسميات الخرافات والعادات البالية التي أصبحت بمثابة الحفريات داخل العقول المتخلفة التي لا تنشغل إلا بجسد المرأة تارة ختانها وتارة آخري عُذريتها لما التركيز على هذه المنطقة الجنسية أيها المحافظون ؟ لقد حدثتني امرأة عجوز عن حادثة ختانها فهي تظل متذكرة كل لحظة بشعه وكل الرعب الذي تعرضت له وهى في الثمانين من عمرها تتذكر تلك اللحظة اللعينة وكأنها اغتصاب , حقًا الختان لا يفرق شيئًا عن الاغتصاب أو هتك العِرض كلها جرائم جنسية وحشية تنتهك الإنسانية بمنتهى القسوة ,حدثتني هذه المرأة عن النزيف الحاد الذى تعرضت له إثر هذه الحادثة وما تبعها من آثارًا نفسية بشعه يليها زواجها المبكر ثم الإنجاب ثم ترث بناتها الختان والرعب وتظل ذكرى ونقطة سوداء في ذاكرة الأنثى المختونة , وحتي وقت قريب أجد فتيات شابات وقد تعرضن للختان رغم القوانين المانعة ولكن العادات تكون في أحيان كثيرة قانون مستقل للجماعة التي تتوارث تلك العادات وتتمسك بها خاصة في المجتمعات التي تجد لذتها في قهر المرأة فهي صاحبة الفتنة الأولى ولكن لماذا لم تؤمن الحضارات القديمة بهذا المعتقد العجيب !!! فنجد أن الحضارة المصرية قدست جسد المرأة و كانت معبودة وإلهه فكانت نوت إلهة السماء وكانت إيزيس وحتحور ربة الحب والجمال و الخصوبة والنشوة وكان الرحم مقدس فهو منبع المخلوقات من الذكور والإناث وحتى في الحضارات السومرية والآشورية نجد عشتار ربة الجمال والحب فكانت المرأة وهذا الجزء من جسدها مقدس لأنه منبع الوجود المادي للبشر , فالطبيعة ترينا في كل لحظة أن الأنثى هي من تلد الذكور والإناث ورغم كل ذلك لازلنا نسلم بانها خُلقت من ضلعٍ أعوج !! وحتى في مملكة الحيوان والتي ينتمي لها الإنسان الإناث هن من يحملن ويلدن وليس العكس فلم تخلق القطة مثلا من ضلع القط بل التزاوج والمساواة والمشاركة هم الأساس الأول الذي عّمر وحافظ على بقاء الأنواع فالإنسان ليس وحده على هذا الكوكب بل هو ضيف عليه مثله مثل باقي الكائنات وقد قلت مرارًا وتكرارًا أن الطبيعة باقية والإنسان زائل فلماذا نترك ورائنا ميراث من الممارسات العنيفة ضد الشريك ؟ فالمرأة شريك في هذه الحياة وإذا كان الذكر يتم ختانه لأي سبباً كان فمن الواضح أن هذه العملية يختلف تأثيرها وأيضًا لا تترك ذلك الأثر السلبي في نفسية الذكر عكس الأنثى وذلك لسبب بسيط أن هذه العملية تحدث له في الأيام السبع الأولى أو حتى في المراحل العمرية الأولى فلا يتذكرها ولا تتركه له أثر نفسي عكس الفتاة التي يتم انتهاكها وهي على مشارف سن البلوغ وتنتزع منها براءتها باسم العادات والأساطير والخرافات المتوارثة من مخلفات العبودية والقهر التي ترثه الفتيات التعيسات.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن