رئاسة الوزراء العراقية تبديل مستمر دون نتائج مثمرة

سعود معن نجم
saoud.maan@gmail.com

2020 / 2 / 14

قبل ايام من الان تم تعيين محمد توفيق علاوي رئيسا للوزراء بتكليف من رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح , وبموافقة اغلية الكتل السياسية في المنطقة الخضراء من تحت الطاولة , وبما انه المظاهرات لا تزال تشتعل في محافظات الوسط والجنوب مطالبين بظروف معيشية احسن وبإقتلاع الوجوة الكالحة التي تقتطن في الخضراء يأتي علاوي ويخطف ثمرة جهود اشهر التي دفعت بدماء الشهداء والضحايا بشكل يومي .
حيث ادعى علاوي امام الملأ ""أود أن أتحدث مع الشعب العراقي مباشرة وبعيداً عن الإشاعات والتحليلات بعدما كلفني فخامة رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة الجديدة قبل قليل، قررت أولاً أن أتحدث معكم قبل أن أتحدث مع أي أحد آخر لأن سلطتي منكم أنتم بشكل عام، ولولا تضحياتكم بشكل خاص وشجاعتكم لما حدث أي تغيير في البلاد".
ولقد وجاء الاعلان بعد ان فشلت الكتل السياسية العراقية في التوافق على شخصية لتكليفها بمهمة تشكيل حكومة عراقية وكان الرئيس صالح قد أمهل يوم الخميس الفائت الكتل السياسية، حتى نهار السبت الأول من فبراير/ شباط لاختيار رئيس حكومة جديد، يكون مقبولاً من الشارع، أو سيقوم بتسمية رئيس حكومة مؤقتاً، حسبما ينص عليه الدستور وهو ما قام به فعلاً على الاقل امام الإعلام .
ومن الجدير بالذكر ان أمام علاوي مهلة شهر لتشكيل الحكومة العراقية التي تنتظرها العديد من المهام الصعبة والمعقدة مثل ترتيب إجراء انتخابات برلمانية جديدة وتحسين الوضع الاقتصادي الذي تسبب في اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية الواسعة والتي قتل فيها المئات وأصيب الآلاف من الشبان الغاضبين الذين يحملون كل الطبقة السياسية التي تحكم العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 مسؤولية الفساد والبطالة وانعدام الخدمات.
و لقد كان علاوي جزء من هذه الطبقة السياسية وتولى أكثر من منصب وزاري في حكومة المالكي الأولى والثانية وبعد شيوع خبر تكليفه انتشر وسم على تويتر ضد تكليفه , لكن شبكة "روداو" التي تتخذ من كردستان العراق مقرا لها، قالت إن زعيم التيار الصدري رحب بتكليف علاوي بالمهمة، "داعياً إياه لعدم الاستسلام للضغوطات الخارجية والداخلية.
ومحمد توفيق علاوي من مواليد منطقة الكرادة ببغداد سنة 1954 وكان من أتباع محمد باقر الصدر
حيث فر من العراق إلى لبنان سنة 1977 وكان لا يزال طالبا في كلية الهندسة بسبب تزايد حملة القمع التي شنتها أجهزة الأمن ضد قوى المعارضة وتخرج في قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة في الجامعة الأمريكية ببيروت، وعاش ما بين بريطانيا ولبنان حيث كان عضواً في حزب الدعوة الإسلامية. كما عمل مستشاراً للشؤون الإنسانية في منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في عام 2005 حيث شارك في تشكيل "القائمة العراقية" الليبرالية مع رئيس وزراء العراق السابق إياد علاوي..
جيث فاز علاوي بعضوية مجلس النواب العراقي في انتخابات 2006. وتولى منصب وزير النقل والاتصالات في حكومة نوري المالكي الأولى في الفترة ما بين 2006-2007
وتولى وزارة الاتصالات في حكومة المالكي الثانية سنة 2010 وبعدها بعامين استقال منها بسبب خلافه مع المالكي.
وبعد احتجاجات من قبل الشعب العراقي خاصة في محافظات الوسط والجنوب العراقي يصبح منصب وكرسي علاوي على المحك بعد اقل من شهر على توليه المنصب ومن المتوقع ان يقدم استقالته في الوقت القريب مع تصاعد وتيرة الإحتجاجات و خاصة بعد ان تمت الموافقة شعبيا من قبل المتظاهرين على ترشيح احد الشخصيات لرئاسة مجلس الوزراء , وبعد احداث يناير وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب تداعيات هجوم الفسارة فمن المتوقع ان تنقلب المعطيات بين لحظة واخرى وتؤدي الى اختلاف في ميزان السياة الغير مستقر , فهل سيودع علاوي الكرسي ليسجل بذلك اقصر مدة لتولي رئيس وزراء عراقيس بعد عام 2003 م ان لم يكن في تاريخ العراق الحديث .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن