حسن نصر الله والعتم الفكري

محمود عباس
mamokuda@msn.com

2020 / 1 / 14

يتناسى السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، أن أئمته في القم دفعوا بقاسم سليماني على وضع خطط لتقوية داعش، ونسي أنه تم ذلك بالتآمر مع نوري المالكي ربيب طهران؛ ورئيس وزراء العراق حينها عام ٢٠١٤م، فأعطوا الأوامر لقيادة الفرق العسكرية العراقية الأربعة المدرعة، المتواجدة على أطراف الموصل، بتسليم تلك الفرق من الجيش العراقي، بكل عتادها، للمجموعات القليلة من منظمة داعش، والتي لم تكن أعدادهم تتجاوز أعداد جنود فرقة واحدة، وأسلحتهم كانت معظمها فردية، مع سيارات ما بين مدنية وعسكرية قديمة من بقايا الجيش العراقي القديم، وأغلبية قيادات الفرق كانوا من شيعة حزب نوري المالكي والتابعين لإيران، ونفذوا ما أمروا به وضم إلى المنظمة قسم كبير من جنود تلك الفرق، بعدما تم وعدهم بالحصول على رواتب مغرية.
أصبحت تلك العملية بداية لنهوض المنظمة التكفيرية المسماة بـ (دولة الخلافة الإسلامية- داعش) وكما يعلم الجميع أن هذه المنظمة قتلت وأجرمت بحق الكرد من الإيزيديين والمسيحيين والمكونات السنية المعادية لإيران على قدر ما تطلبته مصالح أئمة ولاية الفقيه وأذيالهم.
ولا شك أن مجموعة من قادة داعش، أو كما كانوا يسمون بداعش إيران، كانوا ينفذون أوامر قاسم سليماني بدون أعترض، وقد أدت هذه المنظمة من الخدمات لسلطة بشار الأسد ولحزب حسن نصر الله، ولقيادة القم وللحشد العراقي، ما لم يحلموا به من معظم ميليشياتهم الشيعية.
وبعكس ما نافق فيه حسن نصر الله، حول مساعدة قاسم سليماني للكرد، فقد كان المقبور أحد الذين دفعوا بقادة داعشه على مهاجمة شنكال، وسبي نسائنا، وقتل رجالنا، وتجنيد أطفالنا الإيزيديين، وفرض الإسلام عليهم، وهو الذي طلب من قادة داعشه بعدها التوجه إلى عاصمة الإقليم هولير، لغايتين:
1- تدمير الفيدرالية التي رفضتها إيران وقادة شيعة العراق، ولا زالوا يرفضونها، وعملية كركوك الأخيرة خير مثال، ونائبة حزب نوري المالكي حنان الفتلاوي، صرحت بنفسها ومن على منبر أحد الأقنية العراقية، وبكل وقاحة، أنها عطلت مشروع الاستفتاء على المناطق المتنازعة عليها لمدة أربع سنوات، وردت على المذيع الذي قال لها أنها بهذا كنائبة تكون قد اخترقت الدستور العراقي، وخانت الوطن، فردت أنها فعلتها بما تملي عليها ضميرها، وضميرها الأعمى لم تكن ترى إلا أوامر أئمة المرجعية الشيعية الإيرانية.
2- كانوا يأملون منهم ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة من خلال تدمير الإقليم الفيدرالي والمحتضن لعدد من قواعد التحالف، وبينها الأمريكية، إلى جانب الدوائر الدبلوماسية العالمية المتصاعدة حضورها في عاصمة الإقليم، والتي تخلق قلقا لنظام ولاية الفقيه.
النفاق والخبث من السمات التي ليس فقط لا يخجلون منها الحاقدون على الكرد، بل يتلاعبون بها كسياسة، وحسن نصر الله مثال بسيط من شريحة واسعة يحومون في المنطقة، فلا عتب على عدو ذليل، ينفذ ما أمر به قادته في طهران.
حسن نصر الله دمية وسيظل دمية، ولن يبلغ مبلغ الرجال، مهما أرتقى من البلاغة الكلامية.
فليعلم حسن، الحزين على سيده ومربيه، والمرعوب من تصفية رب نعمته؛ والمحافظ على عنجهيته على الشعب اللبناني، أن السيد مسعود برزاني سليل عائلة يحبون الشهادة من أجل كردستان أكثر من حبهم للحياة برفاهية تحت رحمة أعداء منافقين، ودليلهم أنهم ضحوا ومنذ أكثر من قرن ونيف بألاف الشهداء من عائلتهم وعشيرتهم لأجل الوطن، وقد كان القائد السيد مسعود برزاني رئيسا للإقليم يوم لم يغادر الجبهة أثناء محاربة داعش، إلى أن تأكد من الانتصار على المنظمة المارقة المأجورة، كما وكان له موقف سياسي كردي، وبطولي؛ وإنساني؛ من عملية احتلال الحشد الشيعي الإيراني، المقاد حينها من قبل قاسم سليماني والمهندس، لكركوك.
فلو كان المقبور يريد الخير لكردستان، لما حرض شيعته على ما فعلوه، ولما خطط ومنذ سنوات على تمييع قضية المناطق المتنازعة عليها، ولما عطل وحزب المالكي، الدستور العراقي على مدى السنوات الماضية.
وعليه ألا ينسى أن جبال كردستان وشعابها تشهد للسيد برزاني ولأجداده، بالعزم والشجاعة والفداء، ويشهد على بسالته كل من عاشره على مدى العقود الطويلة الماضية من النضال، ولا شك حسن نصر الله وأمثاله يعلمون أن الكردي خلق للموت من أجل الحرية.
العشرات من المنظمات والطغاة مروا على كردستان، فمنظمة داعش ليست الوحيدة ولا الأخيرة التي حاولت تدميرها أو إلحاق الضرر بها، ونحن شهود على أنه لا تزال هناك أربعة أنظمة بأذيالها من أمثال حزب الله الحسني، يحاولون ليل نهار على فعلها، فالسفاهة التي ألقاها حسن من على منبر أمام جحر وبأمر من أئمة، لكسب الكرد إلى جانب الحلف الشيعي في البرلمان العراقي أسلوب رخيص مبتذل، وليت سلطة ولاية الفقيه يستخدمون طرق أكثر دبلوماسية من الخباثة التي نطق بها ربيبتهم حسن نصر الله.
ومن باب تبيان حقيقة، لربما الجميع يدركها، أن جل بكاء ونهيق حسن نصر الله على رب نعمته، أتى من إحساسه باقتراب نهايته، ليس بيد الأمريكيين، الذين وضعوه منذ سنوات على قائمة الإرهاب، فهو كما نعلم ليس سوى صوت بلا فعل، وكل ما يقال عن المقاومة، تهويل زعق لها البعض لتصعيد مكانة حزب الله وزعيمها المتطاول على القوى اللبنانية الحضارية، وعلى كل من يبين عورات أئمته في القم، وتلاعبوا به كحزب وقائد متكلم، فقد كان ولا يزال من الذين جندوا ليس فقط من قبل المقبور سليماني، بل قوى أخرى تتوازى ومصالحهم، لتدمير لبنان وديمقراطيتها، وقد فعلها حسن في الثمانينات أثناء افتعاله الحرب مع إسرائيل، مثلما تفعلها إيران اليوم بحماس في غزة، وعلى أثرها تم تدمير الجنوب، مقابل صعود أسمه وشيعة إيران على المسرح السياسي اللبناني.
ومن حينها لم تستقر الدولة اللبنانية ومؤسساتها ولم تهدأ شوارعها، وتراجع اقتصادها بشكل مستمر، بعدما كانت من أفضل الدول العربية اقتصاديا، استقرارا، وتناميا، ومن حينها لم تمر سنة إلا وفيها خراب وتدمير، فالمتفلسف، والمتكلم، خريج المرجعيات الإيرانية، أقل من أن يتم إقرار تصفيته من قبل أمريكا وإسرائيل، بل أنه سيلقى إلى مزبلة التاريخ من قبل شيعة لبنان، المكون الذي يضحي بهم كمرتزقة مأجورين في كل المناطق التي تتطلبها مصالح أئمة ولاية الفقيه، ولا شك لا ينفيها بل يفتخر بها، مثلما كانت داعش تفتخر بجهاد النكاح، والتكفير والإجرام، كما وسيأتي اليوم الذي سيضع الشعب اللبناني نهاية له مماثلة لمربيه قاسم سليماني والمهندس .
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
13/1/2020م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن