أصحاب التل

ميثم سلمان
maitham20@yahoo.com

2019 / 12 / 18

الحراك الشعبي التشريني في العراق ماعاد مجرد موجة عابرة يركبها البعض بل غدا كبحر أكتسح الشارع. لذا من الطبيعي أن تجد الكثير، حتى القراصنة منهم، يسعى باحثا له عن مقعد ما في أي قارب يعبر الى الضفة الاخرى. ضفة الخلاص من كل تراكمات النظام الفاسد. ضفة الحرية. ضفة الوطن.
يحدث أن يفكر بعضهم، من الذين يجلسون على التل، أخيرا في مشاركة الحراك للعبور إلى الضفة الأخرى. ربما بسبب تحرك بذرة الإنسانية في داخلهم بعد أن سالت دماء الأبرياء العزل حيث لا حياد فيما يتعلق بدم الإنسان، أو ربما لغاية في نفس يعقوب. فيما هو يخوض في البحر يلمح هنا وهناك بعض القراصنة على اختلاف مآربهم يخوضون أيضا في نفس البحر.
ولأن بذرة الإنسانية في داخلهم لم تصبح شجرة بعد فهم يطيلون النظر في مشهد القراصنة متغافلين عن صورة البحر. صورة الثورة. يشمئزون، مثلما نشمئز نحن أيضا، من منظر البشاعة. لكن الفرق بيننا وبينهم هو أننا ندين كل البشاعات التي ترتكب من قبل جميع الجهات وأننا ننظر الى كامل القدح. بيمنا هم يركزون فقط على الجزء الفارغ من القدح كما أنهم يصرفون النظر عن بشاعات جمة ترتكبها عاثت بالبلد فسادا تتعكز على مليشيات مسلحة لما تزل ترتكب المجازر بحق المتظاهرين العزل.
بدل من أن يسقوا أصحاب التل هؤلاء بذرة الإنسانية في داخلهم ويعطوها نورا وهواء نقيا كي تدب الحياة فيها يعمدون إلى رمي هذه البذرة خارج رؤوسهم. كي يعودوا مرتاحي البال إلى التل بلا تأنيب ضمير. وحتى تتكرس فكرتهم المطبوخة سلفا في مخيلتهم تراهم يصبغون كامل البحر بلون القراصنة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن