نريدهم أحياءً !! بمناسبة مصرع علي الكيمياوي

عبدالخالق حسين
Abdulkhaliq.Hussein@btinternet.com

2003 / 4 / 9

 

 

كأي إنسان سوي، كما أعتقد نفسي! أحزن كثيراً لمقتل أي إنسان بريء وذلك عملاً بالآية الكريمة (من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً) سواء في الحرب أو غيرها. ولكني أختلف عن الآخرين أني لم أفرح حتى بقتل المجرمين وذلك لا للأسف عليهم بل لإعتقادي الجازم بأن قتل المجرم في الحرب أو إعدامه بعد محاكمته، هو ليس أشد العقوبات التي يستحقها. لذلك أنا مع إلغاء عقوبة الإعدام في العراق الديمقراطي القادم الذي نعمل من أجله. لقد تأسفت كثيراً بالنبأ الذي أذاعته الوكالات عن احتمال مصرع علي حسن المجيد الملقب ب(الكيمياوي) والعثور على جثته المتعفنة في البصرة، وذلك لا حباً بهذا المجرم وأمثاله من أعضاء الحكومة البعثية الفاشية معاذ الله، وإنما لأن الموت السريع (القتل في الحرب) أو حتى تنفيذ حكم الإعدام بحقهم، هو رحمة لهؤلاء لا يستحقونها.

إن علي الكيمياوي وأمثاله وخاصة سيده صدام حسين وبقية العصابة المجرمة، قد ارتكبوا جرائم بشعة ضد الإنسانية والشعب العراقي وشعوب المنطقة بحيث ليست هناك أية مادة قانونية في العقوبات الجنائية تكفي لحكمهم بعقوبة تتناسب مع جرائمهم. أما عقوبة الموت إعداماً أو قتلاً في الحرب، فهي لا تستغرق سوى لحظات، بينما تسبب هؤلاء المجرمون في قتل ما يقارب الثلاثة ملايين إنسان من الشعب العراقي وشعوب المنطقة إضافة إلى تعويق وتشريد الملايين وتعطيل التطور الحضاري للشعب العراقي خلال فترة حكمهم الأسود الذي دام 35 عاماً عجافاً ومن أسوأ ما مر به تاريخ العراق، بل أعادوه القهقرى إلى ما قبل العصر الصناعي. فأية عقوبة تتناسب مع هذه الجرائم؟

علي حسن المجيد حصل على لقب (الكيمياوي) بكل جدارة واستحقاق، لأنه نفذ جريمة النظام بقتل خمسة آلاف من سكان حلبجة، المدينة الكردية الآمنة عام 1988 بالغازات السامة، نفذها بحماس ومع سبق الإصرار متحدياً المجتمع الدولي شاتماً حتى الأمم المتحدة، كما هو مثبت في التسجيلات الصوتية التي أذاعتها وكالات الأنباء. وهو الذي قام بتنفيذ جريمة الأنفال ضد الشعب الكردي المسالم وقتل عشرات الآلاف من أبطال الإنتفاضة عام 1991 وخاصة في المنطقة الجنوبية، فهو بحق جزار الشعب الكردي وشعبنا في الجنوب وخاصة في البصرة والمحافظات الجنوبية الأخرى. لقد شاهدناه على شاشات التلفزيون، هو ومحمد حمزة وعزيز نومان يركلون أسرى الإنتفاضة بكل همجية ووحشية في فيلم وثائقي مرعب. يعامل هؤلاء أبناء شعبهم بالقتل والتنكيل وهتك الأعراض وتذويب المناضلين الشرفاء في أحواض الأسيد وغيرها من الوسائل التي لم يعرفها تاريخ البشرية من قبل. إن علي الكينياوي لم يدخل التاريخ بسبب جرائمه البشعة فحسب، بل لمقولة ستخلد في التاريخ، عندما سئل عن عن قتله 182 ألفاً في عملية الأنفال، أجاب قائلاً " لماذا هذه المبالغة، عدد القتلى لا يتجاوز المائة ألف". فما ئة ألف إنسان يتلقون مصرعهم عدد قليل حسب عقلية هذا المجرم. لذلك أعتقد أنه من المؤسف حقاً أن يموت هذا الجزار وغيره من المجرمين بهذه السرعة دون أن يرى فرحة الشعب بأسره ونيله الجزاء العادل بحكم القانون.

لقد بدأت الجماهير الشعبية تتحرر من حاجز الخوف، وتبدي ترحابها وتعرب عن فرحتها بقدوم قوات التحالف بعد أن بدت تتأكد من صدق نوايا الحلفاء في تحريرهم من حكم الفاشيين القتلة وأن أيام حكم صدام حسين باتت معدودة وأن تجربة عام 1991 سوف لن تتكرر.

كما أتمنى أن يتم القبض على المجرم الأكبر، صدام حسين وولديه المجرمين عدي وقصي، وجميع المجرمين الآخرين، أحياء لتقديمهم إلى العدالة. وإثناء اعتقالهم وسجنهم في الأشهر الأولى أتمنى أن يزودوا بأجهزة تلفزيونات، ليشاهدوا بأنفسهم انفجار الجماهير العراقية معربة بفرحتها بزوال حكمهم الجائر وليتأكدوا من حقيقة موقف الشعب العراقي منهم. أتمنى على الحكومة العراقية القادمة أن لا تنفذ حكم الإعدام بحق أي مجرم من هؤلاء. فالموت لهؤلاء هو أخف العقوبات وليس أشدها كما يعتقد البعض. صدقوني، الموت ليس من أشد العقوبات، وإنما تركهم في السجون مدى الحياة هو الأشد، ليعانوا كما عانى الشعب العراقي الذي سلبوا منه حرياته وحولوا بلاده الجميلة إلى أكبر سجن في العالم. إذ ليس هناك أشد عقوبة من سلب حرية الإنسان. يجب معاملة هؤلاء المجرمين، كما حصل للمجرمين النازيين بعد الحرب العالمية الثانية وملاحقة الفارين منهم في شتى أنحاء العالم إلى آخر لحظة من حياتهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن