لمذا هذه النهضة..؟؟

مصطفى حسين السنجاري
musstafa_alsinjary@yahoo.com

2019 / 11 / 3

لم يسبق للعراق
أن منيَ بمثل هذا الوضع المزري
ولا شعبه وجد محنة
أجل وأعظم من هذه الفترة الحالكة
من تاريخ العراق
حتى فترة الخلافة العباسية المنهكة
مال وخيرات العراق منهوبة من قبل الطبقة السياسية
والأحزاب لا تفكر إلا لمنتسبيها
والوقف السني يعمل للسنة
والوقف الشيعي يعمل للشيعة
وغاية السياسيين هو ملء جيوبهم
وتكوين أرصدة خلال فترة تواجدهم
وخزينة الدولة تفرغ في مجلس النواب
الذي لم يحل مشكلة واحدة
من مشاكل البلاد والعباد
طيلة فترات تشكيلها
والرئاسات الثلاث لا تتم الموافقة عليها
إلا بتزكية من إيران
ليجدوا أنفسهم مدينين لإيران بالولاء
ومنقادين لتلبية ما تمليه عليهم إيران
وبالتأكيد لن يكون ما تريده طهران
في مصلحة الشعب العراقي
أما على أرض الواقع
فقد قتل من العراقيين خلال فترة ما بعد صدام
أضعاف ما قتلوا في معارك صدام الارتجالية
والنسيج الوطني العراقي
تمزق حتى أصبح قطعا من القماش غير منسجمة
ما عادت تصلح لتكون ثوبا لوطن
والبعض يهدد بعضا
ووجود نازحي مدينة الموصل واقضيتها ونواحيها
على خريطة كردستان
في معسكرات اللاجئين منذ اكثر من خمس سنوات
مهملين ومهمشين وكأنهم أسرى حرب
وانهيار البنية التحتية في جميع محافظات العراق
لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات تذكر
عدم بناء مدارس أو مستشفيات
رغم تزايد نفوس العراق
بلغ الفساد الذروة
نسبة الجهل والأمية في اضطراد
نسبة البطالة اقتربت من المائة
كادت الأمراض والأوبئة
تفني الشعب
لا مدارس تبنى ولا مستشفيات
رغم حاجة الوطن الملحة
ولا خريجون يتعينون
ولا قوات أمنية من شأنها حماية أنفسهم
جميع الأبواب مفتوحة على مصاريعها
ولا حدود تغلق بوجه الطارقين
نسبة التدخل الخارجي في سياسة الدولة
تنذر بالموت البطيء والانحدار إلى الهاوية
فمن الطبيعي والحال هذه
أن تكون للشعب صحوة ونهضة
تضع الأمور في النصاب الصحيح
طالما أنه صانع الرئاسات
ومن حقه أن يرفض كل هذا
ويرفض كل شيء يسيء إلى سمعة العراق
كبلد من أوائل الدول التي أقيمت
في التاريخ وبنت حضارات تشار إليها بالبنان
من حق الشعب أن يرمي
بكل هؤلاء السياسيين إلى مزبلة التاريخ
بدلا من اللطم على ما فات
نحن نواجه خطر اكبر
من الذي واجهناه مع صدام
كان صدام يقتل بالسيف
وهؤلاء يقتلون بالسم
كان صدام يقتل بالعلن فنحذر منه
وهؤلاء يقتلون بالسر
نار صدام كانت نيران معادية
ونار هؤلاء نيران صديقة
كان صدام يقتل ولا ينكر
وهؤلاء يقتلون وينكرون
الله اكبر منهم
وغضب الشعب اكبر منهم
ومن كل الذين يمكرون



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن