أبو بكر البغدادي : نهاية حقبة أم نهاية دور ؟

بسام الرياحي
riahi_lbass003@hotmail.fr

2019 / 10 / 27

إستقبل العالم هذا الصباح نبأ مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي.فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون عن عملية عسكرية سرية في الأراضي السورية على مستوى محافظة أدلب أدت للقضاء على زعيم التنظيم وتسعة من مرافقيه وزوجته،فيما صدرت أنباء أخرى مصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن العملية نفذت بمشاركة طيران مروحي ما يعني حصول إنزال جوي في محيط المخبأ الذي يتحصن فيه البغدادي وبعد ضربات جوية وإشتباكات فجر الأخير نفسه قبل أن تمسك به القوات الأمريكية.الجانب التركي صرح بدوره وقال أن هناك تنسيق مشترك مع الأمريكيين كما أعلن العراق عن توفير معلومات وأن المخابرات العراقية ساندت القوة المهاجمة في تحديد الهدف المطلوب وليس من المستبعد أن السوريين بدورهم وفروا معلومات عبر العراق على إعتبار وجود البغدادي في أراضي وفي منطقة عمليات متداخلة في الشمال السوري.نهاية البغدادي هي السطر الأخير في السيناريو الدرامي الذي عاشته منطقة الشرق الأوسط وخاصة العراق وسوريا من تقتيل وتهجير وتعذيب وعبث بالتاريخ والجغرافيا وكل ملامح التداعي في السنوات الأخيرة، هي النهاية المنطقية كذلك لمن سهل المشاريع الأجنبية وإستدرج الطيران الأجنبي والقوى الدولية للمنطقة وشتت أولويتها وأخر ديناميكيتها السياسية والإقتصادية والثقافية... وكلعادة يضع الأمريكيين توقيعهم في آخر كل مأساة تمس الشعوب الشرق أوسطية بواسطة أحد مفارز المهام الخاصة التكتيكية المحنكة لديهم.هي نهاية حقبة من التشويه والغموض والريبة والذعر والشك في المستقبل والتنكر للأوطان وللأعلام والأديان، البغدادي الذي زج به الأمريكيون فيما مضى في سجن باكو أين قام بإنشاء شبكة علاقات خاصة مع أهم رموز المخابرات العراقية الصدامية ولعل أبرزهم العدناني الذي قتل في سوريا وكان الأمريكيون على علم بهذا الإنفلات والعلاقات ويسيرون حلقات الإنشاء والبناء لأكبر وأشرس التنظيمات الجهادية في القرن العشرين كما نظموا وإستقبلوا رموز الجهاد الأفغاني في التسعينات وإعتبروهم مقاتلين من أجل الحرية في صراعهم مع الشيوعية. إغتيال زعيم تنظيم الدولة هو خاتمة دور إكتمل ولم يعد من الممكن تأثيث المشهد به أو تكليفه بدور جديد في ظل التفاعلات الجديدة والتركيب المختلف للوقائع الحالية...ستبقى الذاكرة الإنسانية عموما والعربية خصوصا تحتفظ بموروث قبيح ومشوه للأخلاق وللحروب بسبب الإمعان الداعشي في التقتيل والتعذيب والتلذذ المقيت بفسخ الإنسان والتمثيل به في عصر هو بما فيه من إمكانيات ودول وعظمة وتقدم ... هو عبء على العرب كشعب وحضارة وعقل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن