عن الامبراطور اكبر و خورى نيجيريا!

سليم نزال
salim_nazzal@yahoo.com

2019 / 10 / 27

قلت مرة فى لقاء حوار الاديان من انه ليس حوار بين الاديان بل بين اتباع الاديان.الاديان لا تتحاور لانها نصوص تم صياغتها فى ظروف تاريخيه متباينة حسب كل ثقافة و رؤيتها لذاتها و الكون .ثم اضفت مازحا لو وجد دين لدى الاسكيمو حيث تصل درجات الحرارة الى اقل من اربعين تحت الصفر لكانت النار مكافئة و ليس عقابا .
لكن رغم الصراعات و الماسى لا يخلو العالم من اشخاص طيبون حاولوا كل على طريقته حل اشكاليات الصراع بين اتباع الاديان.واجه الامبراطور اكبر هذه المشكلة فى الهند.كان اكبر رجلا مثقفا و له اضطلاع واسع على اديان مختلفه. هذا اضافة الى اضطلاعه الى الفلسفه و اعلوم المختلفه اثناء نفى والده الى بلاد فارس و افغانستان.و لما كان امبراطورا على بلاد اكثريتها هندوس فكر فى حل وسط ان يجمع الدينين فى دين واحد لعله يقيم وحدة بين كافة السكان .بالفعل سعى لانشاء دين جديد اسماه دين الهى عسى و لعل ان يستطيع دمج العناصر المختلفه فى اطار واحد. اكبر كان رجل سياسيا بالدرجة الاولى و هدفه كان سياسيا على الاغلب .لكن* دين الهى* الذى اسسه توفى مع وفاة الامبراطور الذى يعتبر من اهم اباطرة المنغول فى الهند.التاريخ الهندى يبجله على اساس انه كان رجلا عظيما اما التاريخ الباكستانى فينظر اليه نظرة سلبية .

لكن لا شك ان اكبر اتبع سياسة تسامح شاملة تجاه اتباع الاديان كلها من مسيحيه و يهودية و هندوسيه و بوذية الخ . و كان فى هذا الامر متقدما جدا فى تفكيره مقارنة مثلا مع ملوك اوروبا فى القرن الخامس عشر حيث الحروب الدينية و القتل على الهوية الدينية.

اما فى العصر الحديث فقد فكر خورى نيجيرى كيف يمكن ان يوحد بين الشعب النيجيرى المنقسم فى ديانتين بل و فى صراع دموى يتداخل فيه الدينى مع القبائلى.فكان ان اسس كنيسة دعا اليها اتباع الدينيين و كانوا ينشدون هللويا و الله اكبر.
قد يبدو عمل رجل الدين هذا عملا ساذجا او بسيطا فى نظر البعض و اعتقد ان العالم بحاجة لرجال بسطاء من هذا النوع من البشر .و من حسن الجظ ان العالم لا يخلو من رجال طيبون يسعون للخير و للسلام بين البشر .لا يستطيع احد بمفرده تغيير كل شىء.لكن يظل للعمل الطيب حتى و ان كان محدود الاثر تاثير على نفس الانسان هنا و هناك.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن