نص عن الحب لأجل حبيبتي

مختار سعد شحاته
mukhtarshehata@hotmail.com

2019 / 10 / 26

وعدت حبيبتي أن أكتب لها نصا جديدا، جلست قبالة الكيبورد الزجاجية الشفافة، فذكرتني بسؤال عفوي...
الحقيقة السؤال ليس عفويا، وصوت الناس الذين تجمعوا في بار سانتافاتيما، يشربون البيرة والكاشاسا، قبل أن يصعدوا إلى الدور العلوي لممارسة الجنس ساعة مقابل الريالات، فيضطر أحدهم في ارتياد مكتب المومس العتيقة مديرة البار، وللعلم يعمل دار دعارة خفية للتهرب من الضرائب، فيضطر وقبل أن يولج امرأة ترتدي نظارة من باب الواجهة والثقافة، ولا تتوقف رأسها عن غزل خيوط نفس الصورة، في الصورة صورة زبون مثقف يدفعها من الخلف إلى الأمام حسب وصفة الجنس الفرنسي، وهي بين تأوهاتها الطبيعية للمرة الأولى مع صوت نشوة الإيلاج، يقول لها الزبون: ما أجمل أن تمارس الجنس مع امرأة مثقفةو...، تضيع تفاصيل الجملة مع صرختها المنتشاة لحظة الارتعاش الثخين...
بالعودة للصورة، قبل الجنوح،
لاعتقادها القديم أن النساء اللائي يلبسن النظارات الطبية بسمت خاص، يكن أكثر جذبا للرجال، وأن الرجال يعتقدون أن ممارسة الجنس مع امرأة مثقفة لها نظارة طبية، أكثر نشوة من تلك التي تمارس الجنس كمهنة لتحسين دخلها المادي...
ما هذه الأفكار وتلك الوقاحة يا مأفون، وعدت حبيبتك أن تكتب لها نصا، وحين أردت أن تكتب لها أحبك أسرع من غمضة عين، ثم تسأل نفسك سؤالا شفافا، آه استخدمنا هذه اللفظة شفافة أو شفافية في أعلى النص، لكن أكمل...
العالم يعرف أو لا يعرف، سيغير هذا في شأن الحب؟ سيضيف إطارا للبرواز؟ فيذهب كله، يكفيني أن تعرف، والآن هي تدرك...
ولأني أفهم أن الكلام عن الحب، وتأويل النص المكتوب، مرهون بالتفاصيل اليومية للشخص، قررت ألا تكتب نصا يضمن في المتن، أحبك.
ولأن الشفافية تقضي الإعلان، قررت أن تعلن لها أحبك، في كل العالم، في كل الموجودات أنت، وأنت تعرفين، فلماذا أكتب نصا للناس عنك؟!
قبل أن أنسى، وللشفافية وهذا الاستخدام الرابع للكلمة، وهو نفس تأويل الثلاثة قبلها، سأصرح أن الحب الآن أصعب، والصعب شديد، فاثبت...
وكذلك ولإن الإعلان على الملأ مؤجل، قررت أن تكتب نصا تهيديه إليها، وتقنعها بأن النص ليس عن الحب، وأن حبيبتك ستتظاهر بالفهم، وستخفي سؤالا راودها، ماذا لو أن أكون الآن بين يديه، وأذيب الدرجات العلمية بسخونة جسدي الطازج كالبتاو الشتوي في بيت جدتنا القديم، هل يعرف أن الأنثي الملبوسة بالأفكار تهوى أن تأتيها الفكرة كيف يكون لقائي الجنسي بهذا المجنون بالنساء والنشوة، يااااه، يا لها من فكرة!
ولأجل هذه الزاوية المنسية في التأويل والكشف عن بطن الشاعر، رجعت لأكتب أحلامي الجنسية وتأمل صورتي عجوزا يقف على بار سانتافاتيما، مومس جزيرتنا الأولى، وأن يدنو منها، ويقول مرتبكا، أريد أن تحكي لي حكايتك، فروايتي الجديدة عن الجزيرة، وكيف تكون الحياة كيهودي في الظاهر، منزوع الدين في السر، كل هذا سأضمنه روايتي الجديدة، ما رأيك؟
تبتسم المومس وتشغل سيجارتها، وتتسلطن بكأس كاشاسا وشفطة فودكا روسية، وتبتسم للمجهول، بل قل للمجهولين، فهم كثير، ستقول:
أنا عندي حكاية، مثل ألف ليلة وليلة يا عربي، والليلة سوق أحكي لأول مرة في تاريخي، فاسمع وأنصت...
يا حبيبتي صدقيني هذا النص عن الحب جدا جدا، وعن حكايات البعيدين والمسافة حد السيف بينهما...
النص لا معنى فيه، ولا جديد في كل تأويل، هذا النص عن الحب، مكتوب إليك...
يا حبيبتي للشفافية، وهذا الاستخدام الخامس والأخير، هذا النص عن ساناتا فاتيما مومس بار سانتا فاتيما الذي في الجوار، لكنه بصدد ما قلنا في الاستخدامات الخمسة للكلمة، مملوء بالحب.
كل هذا في نهاية النص، لا يمنع أن أخبرك: بأحبك يا إيمان.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن