يحتفل العالم البهائي بمئويتي حضرة الباب المبشر (بالآب السماوي-النبأ العظيم-ربّ الجنود- القائم الموعودللشيعة- المهدي المنتظر للسنة -رجعة يوحنا المعمدان للمسيحين- رجعة اوشيدرماه للزرادشتين-رجعة ايليا لليهود)

راندا شوقى الحمامصى
randa9992001@gmail.com

2019 / 10 / 25

ولد حضرة الباب قي أول محرم سنة 1235هـ الموافق 20 اكتوبر 1819في شيراز في جنوب ايران السيد علي محمد الذي لقب نفسه بـ "الباب" عند إعلان دعوته.
وكان من السلالة النبوية اذ ينحدر أباً وأماً من فاطمة الزهراء ومن ذرية الإمام الحسين. وكان لا يزال في دور الفطام عندما توفي أبوه فكفله خاله. واقتصر تعليمه وهو بين الخامسة والسادسة على مبادئ القراءة والتعليم الأولى العادي للأطفال، وعندما بلغ الخامسة عشر اشتغل في التجارة مع خاله في شيراز، ثم مع خاله الثاني في بوشهر على الخليج الفارسي. وفي الثانية والعشرين تزوج وولد له ولد توفي صغيراً قبل اعلان دعوته بسنة. وتتجلّى روح الفداء في صلاته على جثمان ولده في مناجاته التي يقول فيها "إلهي إلهي امنحني فضل سفك دمي وفداء حياتي في سبيلك، واجعله يروي وينبت بذور دينك، واشمله بقوتك السماوية حتى ينمو ذلك البذر الجديد في قلوب الرجال، وينتعش ويعظم الى أن يصير شجرة كبيرة وتجتمع وتستظل الأمم والأقوام تحت ظلها. فأجب يا إلهي دعائي، وأتمم مراد قلبي، إنك أنت القوي الكريم".
ولما بلغ الخامسة والعشرين أعلن انه "الباب" الذي اختاره الله ليبشر الناس بيوم الله الموعود الذي سوف تشرق شمسه بطلوع "من يظهره الله" وكان يشير الى بهاءالله.
ولقد اجمع المؤرخون على اختلاف أجناسهم وميولهم على سمو أخلاقه وعالي صفاته. فقد جاء في كتاب "السيد علي محمد الباب" لنقولاس "أن الباب كان كثير الصمت مع أن هيكله الجميل ونور محياه وسكون ذاته كان يجذب أنظار مواطنيه. ومن صغره كانت المسائل الدينية تجذبه بقوة. وفي سن 19 كتب أول كتاب له وهو الرسالة الفقهية واظهر فيها تقواه..." وجاء في كتاب لمحات عن الحياة في ايران للسيدة شيل "كان الباب وسيم الطلعة حليماً مهاباً ساكناً، زائد الفصاحة والبلاغة، وسريع الكتابة" وجاء في كتاب "العقيدة والشريعة في الإسلام" للمستشرق اجنتس جولد تسيهر المطبوع بدار الكاتب المصري بالقاهرة سنة 1946 بالصفحة 241 "وقد شهد له أصحابه بسبب مواهبه الفائقة وحماسته المتقدة بأن العناية الإلهية قد اصطفته لغاية سامية".
وأول من آمن بدعوته كان شاباً يدعى ملا حسين بشروئي وكان ممن تلقوا العلم من الشيخ احمد الاحسائي ومن بعده السيد كاظم الرشتي الذين كانا يعدان النفوس لظهور الموعود. ولم يكد يمضي اربعون يوماً حتى بلغ عدد من آمن بدعوة "الباب" 18 شخصاً لقّبهم بحروف "الحي" وذلك بحساب الجمل (ح=8 + ي=10 = 18). وجميع هؤلاء كانوا من العلماء الذين تفرقوا للبحث عن الموعود، وأقبلوا اليه بطرق متنوعة، منهم بالسعي، ومنهم بالرؤيا، ومنهم بالإلهام. وكان من بين هؤلاء الحروف سيدة هي الأولى من بنات جنسها التي أقبلت الى الدعوة الجديدة، والوحيدة ايضا بين حروف الحي التي لم تتشرف بمحضر "الباب" ولقد لقّبت بـ "قرَّة العين" والطاهرة. وكانت دون الثلاثين، شاعرة، سليلة بيت عريق في العلم، ذات ذكاء نادر وبلاغة ساحرة، وحجة ناطقة حتى وصفها البروفيسور براون المستشرق بقوله: (إن ظهور امرأة مثل الطاهرة في أي بلد وفي أي عصر هي حالة نادرة او حدث نادر، لكن ظهورها في بلد مثل إيران فهو أعجوبة، لا بل انه معجزة تماما. ومثلما كانت في عفتها وجمالها الرائع ومواهبها العقلية الفذة وفصاحتها المتوهجة وايمانها الشجاع واستشهادها المجيد، كان وقوفها نادراً ليس لها مثيل بين نساء بلادها وبقيت ذكراها خالدة الى الأبد. إن كان ليس لدين الباب من إدعاء عظيم، فيكفيه انه أظهر بطلة مثل قرة العين "الطاهرة")
وبعد أن كمل عدد أتباعه 18 توجه "الباب" الى الحجاز لأداء فريضة الحج، فوصل مكة المكرمة في ديسمبر سنة 1844، وأعلن دعوته على جم غفير من الحجاج. ثم عاد الى بوشهر وكانت دعوته قد ذاعت وشاعت في البلاد بسبب ما قام به هؤلاء الأتباع من النشاط والقوة والحماس في إبلاغها الى الأقاليم التي تفرقوا فيها عملاً بتعليمات سيدهم، ومن جهة أخرى كان سريان الدعوة، وإقبال الناس عليها سبباً في إثارة سخط رجال الدين من أهل الشيعة، فقد رأوا فيها خطراً شديداً يهدد العقائد والنظم القائمة في البلاد، ويقلل من سلطانهم، ويذهب بنفوذهم، فتقدموا الى حسين خان حاكم فارس وكان مستبداً ومتعصباً، وأقنعوه بضرورة وضع حد لهذه الحركة، وقمع هذه البدعة. ومن ثم أخذت الأحوال تضطرب، وحوادث الاضطهادات والتعذيب والمحاكمات والسجن تتوالى على "الباب" وأتباعه، على أن وسائل القمع التي ارتكبت، مع ما اتسمت به من طابع القسوة والوحشية النادرة، لم تنجح في وقف تيار الدعوة ولا في تخويف أتباعها، بل بالعكس ضاعفت من اشتعال النار في قلوب هؤلاء الأتباع، وجعلتهم يتسارعون لنيل السبق في سبيلها، مما جعل السلطات تفكر في التخلص من رأس الحركة عسى بموته تهدأ الأمور.
ففي 9 يوليو 1850م اقتيد "الباب"، وكان عمره إذ ذاك 31 سنة ومعه أحد أتباعه "أقا محمد علي" الذي رجا وألح على سيده أن يقبله معه، الى ميدان تبريز الحربي حيث أعدت فرقة من الجنود لتنفيذ حكم القتل.
ثم ربطوهما بالحبال في وضع كان رأس أقا محمد علي على صدر سيده وعلقوهما أما عشرات الآلاف من الجماهير المتفرجة. فلما كان الظهر صدر الأمر بإطلاق النار وأخذوا الجثتين وطرحوهما في خندق، ثم تمكن البابيون بعد ذلك من الحصول على هاتين الجثتين وإخفائهما سنوات حتى سمحت الأحوال بدفنهما في سفح جبل الكرمل.
واتفق المؤرخون من محبين وأعداء على حصول أعجوبة وقت تنفيذ إعدام "الباب". فان الفراش باشى الذي ذهب لإحضاره ورفيقه من غرفة السجن وجده مشغولا بإملاء بعض كتابات على أحد أتباعه. فلما أصر الفراش باشى على اقتياده قال ان عمله لم يتم بعد، وإنه لا توجد قوة في الأرض تحول بينه وبين إتمامه، وفي طريقه الى الساحة تقدم اليه سام خان قائد الفرقة المنوط بها التنفيذ، وكان مسيحياً، ورجا من "الباب" أن يصفح عنه في عمل لا يد له فيه، وأجابه "الباب" بأنه إن كان صادقاً فإن الله سيعفيه من عمله.
فلما ربطوهما وأطلق الجند رصاصهم، وأنكشف الدخان، كانت دهشة الجماهير بالغة عندما رأوا الحبال مقطعة ورفيق "الباب" واقفاً، أما "الباب" فلم يكن موجوداً، فأخذتهم حمى الذهول وبحثوا عنه فوجدوه في نفس غرفة السجن يملي على ذلك التابع. فلما جاءوا ليقتادوه الى الساحة قال الآن أتممت عملي، ولكم أن تفعلوا بي ما تشاؤون. وهناك أعادوا رباطهما ورفض سام خان إصدار الأمر لفرقته بإطلاق الرصاص مرة ثانية، فأحضروا فرقة أخرى ونفذت حكم الإعدام.
ويقدر المؤرخون عدد من قتلوا من البابيين بالتعذيب والتنكيل يربو على الثلاثين ألفاً في سنوات معدودة. ويجمع المؤرخون أيضاً على أن ما حل بالبابيين والبهائيين، يعتبر مصدراً جامعاً حافلاً يستمد منه مؤرخو الأجيال قصة الاضطهاد الديني في التاريخ.
كتابات "الباب"
وكانت كتابات "الباب" كثيرة أتم معظمها وهو بين جدران السجون في القلاع الخربة. فبجانب كتابه "البيان" الذي شرّع فيه الأحكام اللازمة لدورته القصيرة، يوجد "قيّوم الأسماء" و "صحيفة بين الحرمين" و "كتاب الروح" و "الخصائل السبعة" و "الدلائل السبعة" وتفسير سورة "الكوثر" وتفسير سورة "والعصر" وغيرها من الرسائل والألواح للشاه والعلماء. وتركزت كلها حول رفع الأوهام والخرافات التي كانت سائدة بقوة، وإزالة الفروق الدينية واصلاح الحالة الاجتماعية التي بلغت من الفساد حداً لا يتصوره عقل. وأما رسالته الأساسية فقد كانت في التمهيد لظهور "بهاءالله" الذي كان يشير اليه في كتبه ورسالاته بإشارة "من يظهره الله".


https://bahai.com/arabic/p/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن