امسيه شعرية !

سليم نزال
salim_nazzal@yahoo.com

2019 / 10 / 9

اعود هذا ىالمساء من افتتاح المهرجان العالمى للشعر.
و من المؤسف انه لن يكون لى قراءات هذا العام لانى تاخرت عن الرد حول اشتراكى.
لكن لا يهم ذلك.
المهم لقاء شعراء و شاعرات من بلاد متعددة و الاستماع لاشعارهم و اراءهم و هذا هو المكسب الحقيقى. فانا اؤمن ان اللقاء بين الناس على اختلاف ثقافاتهم و افكارهم له تاثير ايجابى فقد تعبنا من التعصب و الحروب و الكراهية و ادانة الاخر.و نسعى فعلا كل على قدر ما يستطيع من اجل المساهمة فى مستقبل افضل للبشرية .التقيت بشاعر دانماركى و بولندى و شاعرة من اوكرانيا .تحدثنا حول دور الشعر فى التقريب بين الشعوب .و اخبرنى الشاعر الدانماركى انه قرا اشعارا لادونيس و هو معجب بشعره.
الشاعرة الاوكرانية قالت ان الشعر يساهم فى جعل العالم مكانا افضل للعيش .قلت لها و يمكن ان نضيف الى ذلك انواع الفنون الاخرى.
ثم قلت لها مازحا سمعت ان النساء الاوكرانيات الاجمل فى اوروبا هل هذا صحيح .قالت باسمه و انت ما رايك قلت باسما لا اظن ان الامر دعاية مزورة ! ..ابتسمت و ابتسم الشعراء الاخرين ايضا.
التقيت بشاعرة يهودية بولندية .
بادرتها بالقول انا فلسطينى لماذا تقتلونا ؟
اقتربت منى بسرعة وعانقتنى و قالت انها تشعر بالذنب تجاه ما يحصل للشعب الفلسطينى.
وضعتها فى صورة الوضع فى فلسطين الان و كانت تبدى اعتذارا مع كل ما اقوله . و فهمت منها انها رسامة ايضا .
تحدثت مع صديق مخرج مسرحى لم اقابله منذ فترة طويلة حول تمثيل احدى مسرحياتى .قال لما لا دعنا نبدا العمل على ذلك .قلت له لكنى احتاج الى ممثلين و ممثلات .قال دعنا نرى الامر حين تقدم المسرحيه كاملة.
اعطيته فكره عن المسرحية المنشورة فى كتابى الطريق الى بغداد.
سمعتنى امراة كانت تجلس فى مكان ليس ببعيد و يبدو انها سمعت بعض ما قلته . قالت انا ممثلة و ساكون سعيدة فى
ان امثل الدور.قلت لها عندنا مثل يقول رب صدفة خير من الف ميعاد.دعنا نلتقى بعد اسبوع هنا لنرى ما يمكن ان نفعله.
قال صديقى اترى انك كنت محظوظا .ابتسمت و ذهبت لاجلس لاستمع الى القراءات الشعرية التالية..
فى الاستراحة التقيت بشاعرة مكسيكيه التى قلت لها انت من بلد الثائر زاباتا قالت اتسمع به . ..قلت لها طبعا فقد تربينا و نحن نسمع عن جيل الثوريين فى امريكا الجنوبية من زاباتا الى بوليفار و تشى غيفارا و حتى اليندى.
اسم هذه المراة مارسيدس . سالتى هل تعرف قصة الاسم قلت عرفت ذلك فقط من بضعةسنوات وانا ازور اسبانيا عن الالمانى الذى صنع سيارة و اسماها باسم حبيبته الاسبانية مارسيديس .قالت هذا صحيح لكن مارسيدس كانت ملكه اسباتنية اصابها الجنون بعد موت الملك.قلت ساحاول ان اقرا عنها .
جلست حوالى ساعتين استمع الى قصائد قيلت بعدة لغات .ثم مضيت عائدا الى البيت .اسير فى الشارع و انا اتساءل كم هو الفارق بين لقاءات الشعراء و الفنانين مقارنة مع لقاءات السياسيين .سرت و انا انظر لاضواء المدينة التى عشت فيها اكثر من ثلاثة عقود. ففى كل مكان و زاوية ذكريات متصلة .لقد بدا البرد يشتد يوما بعد يوم .و بدات رياحا باردة تهب ايضا .حان وقت اخراج الملابس الدافئة قلت فى نفسى .فعما قريب سيبدا الشتاء النرويجى الطويل .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن