ساحات الحُبّ القديمة

حيدر مكي الكناني
hyalkanany@yahoo.com

2019 / 9 / 17

ساحات الحُبّ القديمة
_____________
مجموعتي – احتمالات –
________________
هذه القصيدة مهداة إلى كلّ من أجلّ بوح الكلمات فاستعان لسنوات بسلطة النظرات..
_______________

كأنّنا التقينا
في ساحةِ حبٍّ قديمة
تبادَلنا تُهَمَ النسيان
وقذائِفَ نظراتٍ عقيمة
أحصَينا جيوشَ الكلمات
وخسائِرَ القُبَل اليتيمة
تذكّرَنا حريَقَ رسائِلٍ لمْ تُكتب
ونيرانَ لقاءاتِ الهزيمة
استغفرنا ذنوبا لم نرتكبْها
وكلُّ همومِ الحبّ الأثيمة
كأنّنا التقينا
في حياةٍ أخرى
نعِدُّ ساعاتِ الموتِ الأليمة
كأنّنا التقينا
وتبادلنا تُهَمَ البُعاد للقاءاتٍ مفترضة
في حياةٍ مفترضة
هي ذاتُها تلكَ الصلاة القديمة
لادُعَاءَ فيها ينضَب
فالتباهيلُ صولةُ حبٍّ رحيمة
سيدتي هَلْ حقّا كُنّا قدْ التقينا ؟
كأننا التقينا
في أحدِ العصور السحيقة
في عصرٍ جاهلي حيث الرمال طليقة
ربّما قبلُ قبلْ
في عصرٍ أموي حيث فتن الساسة العتيقة
ربما بعدُ بعدْ
كأنّنا خيولٍ عربية عريقة
نرِشُّ كِحلَ أصالتنا في قصرٍ أندلسي
قاعاته قصص حربٍ غريقة
بكينا على حربٍ لم نخضها
ودفنّا شهداءٍ يستشهدوا بعد
وكرّمنا أبطالا لم يولدوا بعد
كل ما فعلنا إنّنا تذكّرنا عهودا ومواثيقَ
سيدتي هَلْ حقّا كُنّا قدْ التقينا ؟
كأننا التقينا
في أحدِ العصور السحيقة

في سوق عكاظ
أو عند بيت فينيقي زمرّده بلوط ضاعت تفاريقه
فرّقنا جموعَ العائدين من نشوة النوم
بتهم النسيان
فالرسائل لمْ تُكتب بعد
والنيران ما أوقدت
فالذنوبُ استغفارٌ لحياةٍ لم نعشها
لوعدٍ طالتْ سماحيقَ
كأنّنا التقينا ..
في ..
.......أو .....ربما في ......عند .......

ـــــــــــــــــ



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن