جمال زهران..أمل الصبان ..فينوس فؤاد..الرز..ياله من حديث موجع!

محمد القصبي
kasapi2005@yahoo.co.uk

2019 / 9 / 17

لماذا "الهوية " وليست " الأناوية" ؟
ليست لديَّ إجابة ..لكنه سؤال واتاني وأنا في طريقي إلى مقر حركة رائدات ورواد المستقبل التي يرعاها المفكر السياسي الكبير د. جمال زهران..
وتلك زيارتي الأولى للمقر ..كان ذلك بتحفيز من المؤرقة دوماً بهمومنا الثقافية الفنانة الدكتورة فينوس فؤاد..والهدف حضور ندوة عن إحدى أهم قضايانا المصيرية ..هويتنا التي تتعرض منذ عقود لامتحان عسير تحت وطأة رياح التخلف التي تهب علينا من شرق البحر الأحمر..لتغرس في العقل الجمعي المصري بذور الجاهلية الجديدة لمشايخ الفقه البدوي ..مستغلة تعليم تلقيني ساد وهيمن ..مستثمرة إعلاما لايفرق في جهل ما بين الخرافي والغيبي ..ونظام سياسي يقوده حزب لاوطني .. استبدل قياداته من مافيا رجال الأعمال شعار آدم سميث " دعه يعمل ..دعه يمر " بشعار " دعه يسرق ..دعه يفر" !!
وللحظات شعرت بأن "الأناوية" أكثر منطقية. ..فإن كانت " الهوية " اشتقاق من الضمير الغائب "هو" ..ف"الأناوية " اشتقاق من الضمير الأكثر التحاماً بي ..الأكثر جينية في ارتباطه بثقافتي ..بثقافة أي انسان ..أي أمة.." أنا"!
وبالطبع إن كان ثمة خطأ .." إن كان" فليس خطأ حركة رائدات ورواد المستقبل..لكنه مصطلح اشتق وشاع وانتشر ربما دون أن يتوقف أحد أمامه متأملا..وربما لاخطأ على الإطلاق ..هو عيبي أنا ..حين أُهدِر كل سلندراتي على مدار الساعة في تأمل ما يستحق ومالايستحق ..ومبكراً ..مبكراً جداً ..صنفتُ نفسي ضمن هؤلاء "المرضى" الذين وصفهم كولن ويلسون بأنهم مأزومون بالتفكير أكثر مما ينبغي..!
وما تجاوزتُ مستهل الندوة بسلام..بل احتقن الرأس بالغضب.. بالرفض لطريقة مديرة الندوة في تقديمها د. أمل الصبان..حين قالت "د. أمل الصبان نائب وزير الثقافة ، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة..مستشار مصر الثقافي في باريس" .
ياإلهي ..ندوة تنظم للحديث عن هويتنا العربية ..تبدأ بالترويج للسلبي في تلك الهوية !!
أمل الصبان مسيرة ثرية في التعليم ..في العمل.. تُتوَّج.. ومنذ سنوات رمزاً من رموزنا الثقافية الجديرة بالاحترام ..بالإجلال.. مصرية هذا حالها ..نبخل عليها ب" تاء مربوطة" !!!!نبخل على د.فينوس فؤاد التي أشعلت الندوة بعنفوان مداخلاتها الثقافية..بحقها الأصيل في تاء المربوطة تلك ..ونقول مثلا "د. فينوس فؤاد وكيل وزارة الثقافة" ؟!!!
قمعتُ غضبي حتى نهاية الندوة ..قمعته نهائياً ..فقط قلت - مكابداً بهدوء- أن من أوجه العوار في الهوية العربية أن الفصحى .. أحد محاورها الرئيسية ..ذكورية ..تجور على أمل الصبان ...على فينوس فؤاد ..على كل نساء القاعة ..على كل نساء الوطن الكبير..وينبغي أن نضع حداً لهذا الجور..
بدا الأمر يروق الشق الأنثوي في القاعة ..لكن أستاذنا الكبير د. جمال زهران .. يحاول أن يعيدنا إلى معاجمنا وتنظيرات لغويينا
وما استقروا عليه من قواعد..وكدت أصيح : فليذهب اللغويون إلى الجحيم ..إن جاروا على ابنتي ..أختي ..أمي ..زوجتي ..! جدتي هاجر..جدتي إيزيس..
وليس ذكورية اللغة العوار الوحيد في هويتنا العربية ..بل اعتقاد مشايخ الجاهلية الجديدة ..أن الدين مانزل من السماء إلا لحماية الرجل ..بل حتى لحماية الجن من غواية المرأة..وما أكثر فتاويهم في هذا الشأن ..
أحدهم أفتى بعدم جواز جلوس المرأة على الكرسي ، لأنها بجلستها هذه تغوي ذكور الجن !
ومنذ عامين نشرت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية – بالطبع على سبيل السخرية- فتوى لشيخ باكستاني بعدم جواز إمساك المرأة بالخيار لتماثله مع العضو الذكري للرجل ..هكذا يرون ديننا العظيم الذي حض على كل ماهو إيجابي ..التعليم .. العقلانية..العدل ..الأمانة ..النظافة ..التكافل.. تكريس قيم الحب والسلام والجمال ..مشايخ الجاهلية الجديدة أغفلوا كل هذا و اختزلوا ديننا العظيم في كيفية قمع المرأة حتى لايسقط الرجل الورع المتقي في حبائلها ..وويلها مثلا من تسمح بشعرة تنفلت من حجابها ..ستلقى يوم القيامة في نار جهنم..!!
وماذا عن أمور الدنيا الأخرى حتى فيما يتعلق بالمرأة ؟!
أحدهم كان يشغل منصباً مهما في حقل الفتوى في شرق البحر الأحمر ! قال إن المرأة في بيتها بنصف عقل فإن خرجت تضاءل عقلها لتصبح بربع عقل ، فكيف نمنح رخصة قيادة السيارة لكائن بربع عقل !!
تلك هي الثقافة الدينية والتي استلبت العقول منذ السبعينيات..أما عن القضايا الكبرى الخاصة مثلا بالمرأة ..فقلة من يتطرقون إليها..
..58% من نساء مصر يحرمن من ميراثهن الشرعي ..من قبل رجال لايكفون عن ذكر الله والصلاة على النبي ألف مرة في اليوم طبقاً لفتاوى المشايخ ..ومع ذلك تلك القضية المحورية على هامش اهتمامات مشايخنا..
وهذا أحد أوجه العوار الأخرى الخطيرة في الهوية العربية ..تسطيح الدين ..الذي يعد محوراً رئيسياً إن لم يكن المحور الرئيسي في الهوية ..
..منذ ثلاث سنوات تتوافق امتحانات نهاية العام مع شهر رمضان ..فماذا نفعل في شهر الورع والتقوى ..نصوم ..نفطر على تمرة ..نقضي الليل في صلاة العشاء والتراويح والقيام وقراءة القرآن ..والفجر جماعة ..ثم نتجه ..الطالب وولي الأمر والمدرس إلى لجان الامتحانات لنحيلها إلى معجنة غش ..ولا أحد يرى في تلك الكارثة كبيرة من الكبائر.. لاأحد ..دفعني ذلك إلى تنظيم ندوة في قاعة مصطفى أمين بمؤسسة أخبار اليوم ..تحدث فيها بعض من كبار مشايخنا ..وخبراء التعليم ..وكلٌ يلح على حديث الرسول الكريم : من غشنا فليس منا .
هذا الذي قالوه في الندوة ..لاأحد يقوله في المساجد.. في الإعلام ..لاشيء ..ومرات عديدة توجهت فيها إلى بعض المساجد راجياً وعاظنا الأفاضل أن يتحدثوا عن الغش ..عن الفساد ..عن
القبح في شوارعنا ..
بل بعثت برسالة في هذا الأمر إلى وزير الأوقاف .. ولاشيء سوى : هل صليت على النبي اليوم 3 آلاف مرة ؟!!!
ولأننا نصلي على النبي آلاف المرات ..ونمضي يومنا في تبادل الأدعية والأذكار عبر الفيس والواتس ..نصف أنفسنا بالشعب المتدين..
ولاأدري كم من هذا الشعب المتدين لديه علم.. بأن ترتيبنا في قائمة الدول الفسدانة 105 من بين 180 دولة طبقاً لتقرير 2018 الصادر عن منظمة الشفافية العالمية في برلين..بينما الدانمارك -الدولة الكافرة- تتبوأ المرتبة الأولى بالسلوكيات النقية من أية شبهة للفساد لمسئوليها وموظفيها وشعبها الكافر.. بينما غالبية الدول الإسلامية في ذيل القائمة..
وثمة كارثة أخرى نبهتْ إليها خبيرة تربوية خلال ندوة الغش التي شرفت بإدارتها في قاعة مصطفى أمين بدار أخبار اليوم ..كارثة تتعلق بعوار هائل في هويتنا ..قالت إن المصريين عبر تاريخهم كانوا يلجأون إلى التحايل على المستعمر ..على الحكام المستبدين لتفادي شرورهم ..
الآن هل تسطيح الدين ..وزنزنته في طقوس شكلية ربما لاتجد سنداً في السنة أو القرآن ..تحايل على الله؟..بالطبع ليس لنتفادى شروره ..فسبحانه وتعالى العادل الرحيم..هدفه في رسائله عبر الأديان خير البشرية ..
لكننا انتقينا الصغير..السطحي..الذي لايكبدنا معاناة السير على الصراط المستقيم والتفريق الصارم مابين مالنا وما لغيرنا ..نجور على أموال اليتامى ..نغش في الامتحانات لنقتنص مقعداً في كلية "قمة" ..هو من حق آخر ..نكدس الشوارع بمخلفاتنا ..ولاخوف علينا طالما نبسمل ونصلي على النبي ألف مرة..يرتشي موظفونا ..ولاقلق طالما هم حامدون ..شاكرون ربهم على ما أرسله سبحانه لهم من رزق وفير!! ..
أليس هذا خللا كارثيا في هويتنا ؟!
وعودة إلى الفصحى ..هل استهللت سطوري تلك غاضباً لأن لغة الضاد بخست حق أمل الصبان في التاء المربوطة نزولا على إرادة اللغويين؟
لكن هذا لايعني الإطاحة بالفصحى ..هي أحد محاور هويتنا ..والنيل منها نيل من هويتنا ..وهذا مانبه إليه خلال الندوة ..المحلل السياسي اللبناني محمد الرز..
حين تحدث عن دعوة سعيد عقل لإقصاء الفصحى واستبدالها بالعامية على أن تكتب حروفها باللاتينية!
وليس سعيد عقل اللبناني الوحيد الذي روج للمشروع المريب .. إقصاء الفصحى من اللسان العربي ..كان معه أنيس فريحة، وآخرون حتى أنهم نظموا عام 1973 مؤتمراً في (برمانا) بلبنان لبحث كيفية إقصاء الفصحى ..،

و هي جزء من الحرب على هويتنا عمرها نحو 140 عاما..تحديداً عام 1880 مع صدور كتاب المستشرق الألماني وهلم سبيتا " قواعد اللغة العربية العامية في مصر " ..وسار على نهجه بعد ذلك العديد من المستشرقين ، بل والمثقفين العرب مثل اسكندر معلوف ، سلامة موسى ، وأحمد لطفي السيد ..ليتصدى لهم بشراسة..حافظ ابراهيم ومصطفى صادق الرافعي وخليل اليازجي ..كما كان لمجامع العربية دورها في حماية الفصحى من تلك الدعوات ..
ولماذا التركيز على الفصحى ؟ ليس لأنها فقط لغة القرآن ..هي أيضاً لغة مسيحي ويهود الأمة إن وجدوا ..بل وملحديها ..هي ببساطة العروة الوثقى في عباءة العروبة ..والحرب ليست على الإسلام كما يظن البعض بل على القومية العربية ..لأنها عباءة هوية الأمة ..بكل ماتعنيه من وحدة اللغة .. وحدة الجغرافية.. وحدة التاريخ..وحدة المصير..لذا كانت مشروعات مثل الشرق الأوسط الكبير ..والشرق الأوسط الجديد " وهو عنوان كتاب شيمون بيريز صدر في منتصف التسعينيات" محاولات للالتفاف حول الذي يميز هوية الأمة .. عروبة مسلميها ومسيحييها ، بل وملحديها ..!
تلك المشروعات كانت في الحقيقة استنساخا بشكل أو بآخر لمشروعات حلف بغداد والحلف المركزي بأربعة عقود..
ولقد تحدث الكاتب اللبناني محمد الرز خلال الندوة عن أهمية العروبة كعباءة للهوية العربية ..وتحدث عن محاولات استبدال تلك العباءة بعباءة الدين ..مسلمون ومسيحيون ..ثم عباءة المذهبية ..سنة وشيعة
فإن كان المد العروبي تعرض لهزيمة عسكرية في يونيو 67 ..إلا أن الضربة الموجعة كانت مع أعاصير الفقه البدوي التي هبت علينا من شرق البحر الأحمر.. في محاولة لأن تزرع في الدماغ العربي أجنحة أخرى للهوية مدمرة للأمة ..الغزو والإغارة والسبي ،والنقاب ..أتذكر خلال لقاء لي بأحد قادة المجاهدين الأفغان في إسلام أباد خلال الثمانينيات ..ربما كان برهان الدين رباني الذي أصبح بعد ذلك رئيسا لأفغانستان - أنه شكا من سلوكيات " المجاهدين العرب " إن وقعت في قبضة أحدهم " حُرْمَة" عقب معركة ..يلقي بها في أي حفرة محاولا مضاجعتها باعتبارها سبي ..حلال.. حلال !!
فإن كنت قد تحدثت عن " ذكورية الفصحى" في المستهل ..فلايعني هذا أن نطيح بها ..بل على لغويينا إصلاح ما بها من اختلالات ..ومالايقل أهمية تبسيط نحوها وصرفها ..حتى لاينصرف عنها أبناؤنا ..
ولقد دعوت مرة عبر أحد مقالاتي إلى تنظيم أسبوع سنوي للفصحى ..لانتكلم فيه ..في البيت..في الشارع..في العمل ..في الإعلام..إلا بالفصحى..هل اقتراح مثل هذا قابل للتطبيق أم أنه سيقابل بالسخرية..؟!
وكيف يكون المخرج ؟ كما شدد د. جمال زهران ..التعليم .. الثقافة.. الإعلام.. فانهيار تلك المنظومات والتي ينبغي أن تكون خطوط انتاج للفكر المستنير كان وراء تمكن محاور تخريبية لهويتنا..
بل وأدت إلى ما تطرقت إليه دكتورة أمل الصبان ..من انتشار الفكر الخرافي ..وكما نوه د. جمال زهران تلعب الفضائيات دورا خطيرا في انتشار تلك الظاهرة من خلال البرامج التي تبث خصيصا للترويج لمشايخ الدجل والشعوذة ..
وعدم وعي المسئولين في الإعلام بخطورة الظاهرة ..
وبالطبع حين يهيمن الفكر الخرافي على العرب ..حتى أننا نهدر سنوياً وطبقاً لدراسة للباحث السوداني د. اسماعيل محمد الحكيم عام 2015حوالي خمسة مليارات دولار على مباخر الدجالين..ويصل الإعوجاج في الشخصية العربية إلى حد أننا نخلع على كل دجال أثيم أَجَّل ألقابنا الدينية " شيخ" !!
فهذا يضع الهوية العربية في مأزق خطير..
ولقد كان سؤال د. جمال زهران موجعاً : ماذا لدينا من منتج ثقافي لنصدره ؟!!!
أجيبه ..بالطبع – وتلك هويتنا – لاشيء!
ربما الإرهاب !
ومع الحديث عن هوية أي شعب لامفر من الحديث عن ثقافته ..وهذا مافعلته د. أمل الصبان..
والتي تساءلت بدءاً : ماهي الثقافة ؟
وجاءت الإجابة من القاعة ..العادات ..التقاليد..القيم الدينية..الأعراف ..إلخ ..
وطبقاً لهذا التعريف يعد كل انسان مثقفاً..لأنه لايوجد انسان لايتكيء في سلوكياته ..في نهجه اليوميي على أعراف وعادات وتقاليد..
وهو تعريف قديم ..إلا أنه مع أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ..تعرضت مفاهيم الثقافة إلى ما يشبه الثورة..بحيث اختزلت فيما هو راقٍ ..في الفكر المستنير ..في الفنون الرفيعة مثلا ..وهذا ما اعتمدته د. أمل مفهوماً ينبغي أن يكون للثقافة ..وهي محقة ..الفكر المستنير ..الذائقة المرهفة للجمال ..هما جناحا الثقافة المطلوب شيوعها ..لتكوين هوية سليمة للأمة..لكن كيف يمكن تكريس تلك الثقافة ، ووزارة الثقافة كما نوهت د. فينوس فؤاد لاتعتني إلا بثقافة الإلهاء.. ثقافة المقص والشريط !!حيث أصبح السائد مهرجانات وحفلات قص الشريط على حد قولها..حتى أنه في أسبوع واحد يجري افتتاح ثلاثة مهرجانات بدون أي تنسيق ..ولاشيء يعنيهم سوى الشو الإعلامي ..واقتصرت أنشطة قطاعات الوزارة على ندوات بعناوين براقة مستمدة من خطاب القيادة السياسية..وكأنها رسالة إلى القيادة..أننا على " الخط".. رغم أن هذه الندوات بلا فحوى أو مضمون حقيقي..مع تكرار ممل للصالونات الثقافية التي أصبحت مجالاً للتربيطات من أجل مصالح شخصية..
لكن ثمة أنشطة جادة تنظم من قبل مخلصين ..مؤرقين بهموم الأمة ..مثل مؤتمر "مستقبل مصر.. المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب " الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة في أكتوبر 2016 وأفردت للحديث عنه لأهميته القصوى ..وثراء أبحاثه حينها صفحة كاملة في جريدة الأخبار المسائي.. لكن بماذا انتهى مثل هذا المؤتمر الذي شارك فيه د. جمال زهران ونوه إلى أهميته..؟ توصيات ..كثير منها مهم لكنها والأبحاث ألقيت في أدراج النسيان !
على أية حال ..كل هذا العوار الثقافي يمكن معالجته من خلال نشر الثقافة التنويرية التي نوهت لها د. أمل الصبان..إلا أن التنوير في حاجة إلى جهد شجاع للوصول إلى حالة من النضج كما قال كانط..

وتحقيق هذا في حاجة إلى تبني مشروع قومي أُلِحُ عليه منذ سنوات لإعادة هيكلة الدماغ الجمعي..
..من خلال مجلس أعلى للثقافة يترأسه رئيس الجمهورية غير هذا المجلس الهزيل الذي اختزل نشاطه في جوائز تُمنَح لنجوم باهتة لايمكن أن تُرى إلا في السموات المظلمة..!! المجلس الجديد ينبغي أن تُمنح له سلطة وضع خطط وبرامج لإعادة هيكلة دماغ المصريين على أسس من العقلانية والاستنارة والتفكير العلمي والذوق الراقي ..تتولى تنفيذها وزارات التعليم والتعليم العالي والأوقاف والشباب والرياضة والثقافة والإعلام والأزهر..ويحق لهذا المجلس الأعلى محاسبة أي مقصر في تنفيذ الخطط المكلف بها.. ..
مع وجود مثل هذا المجلس ..ستشيع فضاءات مصر بنور الاستنارة.. بل أن مشروعاً مثل هذا يمكن أن يطبق في كافة الأقطار العربية..
ليته ..د. جمال زهران ..يتبنى تنظيم ندوة حول هذا المشروع ..قد تكون الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل الشاقة ..لإصلاح مافسد في هويتنا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن