من هو عبدالملك بن مروان ؟ ولماذا بنى قبة الصخرة على انقاض( بيت الله الحرام هيكل سليمان)؟ وما حقيقة سورة الأسراء؟

نافع شابو
nafee_shabo@live.de

2019 / 9 / 10

من هو عبدالملك بن مروان ؟ ولماذا بنى قبة الصخرة على انقاض( بيت الله الحرام هيكل سليمان)؟ وما حقيقة سورة الأسراء؟
من هو عبدالملك بن مروان
يرى البعض أن عبد الملك بن مروان قد يكون شخصية جاءت من الشرق(من مرو) ذات أصول ساسانية وتولى الحكم بعد أسرة معاوية. واليه ينسب الفضل في تثبيت دعائم الدولة الأموية. وهي دراسات للباحثين الألمانيان فولكر پوپ وكارل هاينز
دراسة للمصكوكات و النقوش التي توصلا الباحثان إلى فرضية أن الإسلام بدأ من بلاد فارس وسط جماعات من المسيحية التوحيدية النسطورية لما قبل انعقاد مجمع نيسيا / نيقيا عام 325 م
ومصطلح (العرب) لا يدل على قومية معينة بل على مرحلة لغوية: منطقة غرب دجلة التابعة لمدينة الحضر في القرن الثالث الميلادي (الجزيرة السورية الواقعة ما بين نهري دجلة و الفُرات) هي التي كانت مقصودة بمصطلح (جزيرة العرب) و ليست شبه الجزيرة العربية المُتعارف عليها اليوم، فالنقوش التي وجدت في تلك المدينة تذكر الحاكم بإسم (ملك الحضر و جميع العرب) و هذا ما تؤكده شهادات المؤرخين الرومان في تلك الحقبة بأن أصل كلمة
Arabia
ليس شبه الجزيرة العربية بل منطقة الحضر هذه إضافةً إلى مملكة الأنباط و منطقة حمص – تدمر و مملكة الرها شمال بلاد النهرين كما فصل ذلك في بحث قام بنشره في عام 2,006 م، و “العرب” هو إصطلاح لم يقصد به قومية معينة بل كان يقصد به مرحلة لغوية بين العربية و السريانية السابقة لعربية النحويين الفارسي الشيرازي سيبويه و أبو الأسود الدوؤلي البصري، و كانوا من أتباع الكنيسة اليهو-مسيحية السورية (أي إيبونيين نصرانيين نساطرة موحدين).
وجد فولكر أن هؤلاء تعرضوا للتهجير مرات عديدة منذ عصر الملك الفارسي (أردشير) عندما احتل مدينة الحضر عام 241 م و أنهاها و حتى عصر الملك الفارسي أبرويز / خسرو الثاني الذي قام بترحيل سكان أنطاكيا و الرّها و مدينة إيلياء (القدس الجديدة) و أعاد توطينهم في شرق بلاد فارس (مناطق أفغانستان و سيستان في مدن بلخ و مرو) إضافةً للمُهجَّرين السابقين إلى خوزستان الذين أنشؤوا مدينة جند يسابور
وللذين يريدون الخوض في تفاصيل تاريخية عن هذا الموضوع ارجو مراجعة الموقع التالي بعنوان:
ما السّبب الحقيقي لبناء مسجد قبة الصخرة؟
https://mufakerhur.org

يمكن أن يكون عبد الملك نصرانيا أو نسطوريا من بلاد الفرس جاء ليحكم في دمشق بعد أسرة معاوية. فالإسم ابن مروان يعني الرجل الذي من مرو وهي منطقة فارسية. لكن هذا الأمر غير ثابت بصورة قطعية. وعندما تسلم الحكم ضرب عملة ونقش عليها صورة لرجل وبيده سيف العدالة الناري للمسيح وكتب إلى جانب الصورة بالآرامية: "هلفت الله "وهي تعني: خليفة الله(بالآرامية). كما أن العملة التي ضربها عبد الملك ثبت عليها عبارة توحيدية هامة مأخوذة من الناموس اليهودي: "اسمع يا إسرائيل الرب الهنا رب واحد" وبالعبرانية يهوه آخاد وترجمتها كانت: قل هو الله أحد. وفي الوجه الآخر: لا إله إلا الله وكتب حول الطوق: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق.(1)..
بعد وفاة هرقل عام 641م /20 عربي، تحقق للعرب الاستقلال الرسمي وضرب المسكوكات باسمهم. وخلال القرنين الأولين حملت المسكوكات عبارة "أمير المؤمنين" لكنها لم تكن تتطابق مع لقب"خليفة"، أمير المؤمنين وردت بمعنى "مسؤول الأمن، أو راعي الأرض" كما يرد ذلك في كرونولوجيا إسبانية من عام 754م. وورد في اللغة البهلوية (الفارسية الوسطى) على المسكوكات العرب ـ ساسانية بصيغة: أمير ورييشنيغان.
إضافة إلى أنّ جميع المسكوكات العرب ـ ساسانية تمّ ضربها على الطريق بين خوزستان ومرو وسيستان مرورا بالريّ، خصوصا في دارابجيرد ، التابعة للمقرّ الساساني القديم بيرسيس (جمشيد) وحملت ألقاب قيمة مسيحولوجية: كعبد الله، وعبد الرحمن ومُهمَت [مهمت: هي الصيغة الكتابية الآرامية لمحمد، حسب تقاليد الخط البهلوي (وأتت بمعنى مصطفى، منتخب) كما وردت لأوّل مرة على سكّة من زرنج/سيستان عام 56 هجرية بمثابة صيغة تفخيمية وليس اسما شخصياً] .
بعد أن حاز عبد الملك على لقب أمير المؤمّنين، الذي توثقه السكّات العرب ـ ساسانية، اتجه مع أتباعه من شرق فارس غرباً وكانت وجهتهم القدس إيليا، لإعادة بناء الهيكل (قبة الصخرة) وانتظار عام 77/عربي (نهاية القرن السابع) موعد قدوم مسيح القيامة، فحينها ساد اعتقاد بقرب الساعة. وهذا الأمر تدل عليه مسكوكاته التي صوّرت مسيح القيامة على عملاته المضروبة، التي تتماهى مع نقش قبة الصخرة لعام 72 هجرية والذي فُسّر بأنه دعوة لوحدة ووئام (إسلام) الفرق المسيحية المتنابذة والمتصارعة، من أجل التهيؤ لقيام الساعة. سيطرت أفكار القيامية على عبد الملك بنسختها السورية كما جاءت في أبوكالوبسه دانيال، وهذا يبدو جلياً في أختام من الرصاص تعود لبريد عبد الملك عُثر عليها في فلسطين، وتحمل اسمه ويرد فيها اسم "فلسطين" لأول مرة وشعار: يغار ساهادوتا الخاص بعبد الملك، وهو رمز أبوكاليبسي عن قيام الساعة. وكذلك سكّة أمير المؤمنين لعام 75/ 696م. فعلى الجهة الأمامية للمسكوك يوجد تصوير لخسرو الثاني(؟) وتأريخ "سنة خمس وسبعون" بأسلوب ساساني وخط عربي. وعلى الجهة الخلفية يوجد في الوسط تصوير لمهمت/محمد واقفا بوضعية أبوكاليبسية قيامية ويحمل سيف اللهب كقاضي الدينونة، وإلى شمال تصويره يُقرأ بالعربية: "أمير المؤمنين" والقصد خليفة الله (هلفة بالآرامية)
واختصارا فإن عبد الملك آل مرو (الخورساني) وأتباعه من شرق فارس، الذين هم بالأساس من المُهجّرين المسيحيين العرب والآراميين وأتباع الكنائس التوحيدية الما قبل نيقية، قد ارتحلوا إلى الغرب بقيادة عبد الملك بهدف تأسيس سلالة داوودية حاكمة لاستقبال المسيح المنتظر في الهيكل الجديد (قبة الصخرة) الذي أعيد بناؤه.
كانت الميول اليهودية واضحة في عقيدة عبد الملك من مرو النصرانية، فالنّصارى العبريون كان الكثير منهم لا يؤمنون بألوهية المسيح و يرفضون بفكرة الصلب. قراءة تاريخ كل القبائل العربية قبل الإسلام ترينا بأنه في فترة الأسلام الأول كانوا مُنقسمين ليهود نصارى و يهود تقليديين أو وثنيين[وحتى النصارى كانوا منقسمين الى شيع ، فمنهم يؤمن بصلب المسيح وقيامته وصعوده الى السماء ومنهم لايؤمنون بالصلب ولكنهم يؤمنون برفعه الى السماء وهذه الشيعة الأخيرة اصبحت فيما بعد الأسلام الذي نعرفهُ اليوم] .
مسكوكات تتماشى مع نقوش مسجد قبة الصخرة لعام 72 ھ (بحسب التقويم العربي) و الذي فُسِّرَ أنه كان دعوةً لوحدة و وِئام الفِرق المسيحية المُتصارعة من أجل التهيؤ لقيام الساعة.
الإشارة في صورة الدّينار الذّهبي في إحدى الصور تُشير بكل وضوح لوحدانية الإله أو عقيدة التّوحيد التي كان عبد الملك و ملّته يدينون بها، فانتزاع العارضة الأفقية عن عمود الصلب و بقاء العامود المُنتصب قائماً لوحده هي ترميز لإلغاء فكرة العقيدة المسيحية الثالوثية التي فرضتها دولة بيزنطة الرومانية بالقوّة على الشعوب الواقعة تحت سلطتها و التي كان هؤلاء القوم يُحاربونها و راحوا يدعون لإلغاء مُعتقد الصّلب الذي اتِّهُمَ به اليهود الرابانيين.(2)

يقول المؤرخ توم هويلاند في فيلمه الوثائقي [الإسلام - القِصّة التي لم تُروَى]: "ظهر الحُكّام العرب و كأنهم قريبون من اليهود. لم يكونوا مهتمين بأماكن المسيحيين المُقدّسة، عوضا" عن ذلك بدأوا بالصّلاة على أطلال المعبد اليهودي القديم (هيكل سليمان)! كل هذا زاد من إحساس المسيحيين بالقلق بسبب غزو العرب لهم، و بدؤوا بالشّك بوجود مؤامرة يهودية ضدهم" [2]، فهل يُمكن أن يكون الإسلام نشأ كمؤامرة عربية - يهودية ضد السكان المحليين السريان؟؟؟!!!
لقد تحالف السريان مع العرب، و قد صلّى العرب جنبا إلى جنب مع مسيحيي دمشق في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان التي تحوّلت لاحقا" إلى المسجد الأموي، لكنّ العرب انقلبوا على السّريان و على اليهود لاحقا" في عهد العباسيين. و في عهد العباسيين أصبح إسمهم "مُسلمين" رُبّما نِسبة" إلى جماعة المُسلميا التي كانت تتبع لأبو مسلم الخراساني، و اختلاط ديانتهم اليهو-مسيحية النّصرانية التّوحيدية بالديانة المندائية و الديانات الآسيوية الفارسية الزردشتية و المانوية و البوذية إلخ ... أما قبل ذلك فكان إيمانهم قريب من العقائد اليهودية و المسيحية أو بالأحرى كان خليطا" من هاتين الديانتين. لا شك في دعم اليهود للعرب، و هم ليسوا الوحيدين الذين دعموا العرب، فالسّريان دعموا العرب آملين بالخلاص من الإضطهاد الرّوماني البيزنطي لهم و للخلاص من الضّرائب التي كانت تُثقِل كاهل سكان المنطقة ككُل!!!.(3).
لماذا بنى عبدالملك بن مروان قُبّةُ الصخرة
قبة الصخرة هي احد اجزاء المسجد الأقصى وهي عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له اربعة أبواب وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها "الصخرة المشرفة" . يعتقد المسلمون بان النبي محمد صعد منها الى السماء في رحلة الأسراء والمعراج . وتعلوا الصخرة في الوسط قبة دائرية بقطر 20 م وارتفاع حوالي 35م يعلوها هلال بارتفاع 5م .(4)


كُلِّ المصادر الأسلامية تؤكد ان الهيكل في بيت المقدس بناه الملك سليمان عام 66هجرية واستمر بنائه الى سنة 72 هجرية
وعن صحيح البخاري كتاب فصل الصلاة في مسجد مكة باب مسجد بيت المقدس يقول نقلا عن محمد نبي المسلمين :
"لاتَشُدُّ الرحال إلاّ الى ثلاثة مساجد ، مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي (المسجد النبوي)".
وعن ابو اسحق قال :سمعتُ البَراء ، يقول "صلينا مع رسول الله نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا ثُمّ صرفنا نحو الكعبة". (صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب تحويل القبلة من القدس الى الكعبة) .
نستنتج من الروايات الأسلامية ان بيت المقدس حيث هيكل سليمان كان قبلة المسلمين في البداية وهو المكان المقدس لدى اليهود والمسيحيين وكان اليهود يحجون الى المسجد الأقصى حيث هيكل سليمان(الذي بني على أنقاضه قبة الصخرة) قبل وجود الأسلام ، وإنَّ المسلمون قلّدوا اليهود الذين كانوا يصلون باتجاه بيت المقدس" (السيرة الحلبية ج2 ص 130). قال الحلبي في سيرته :
جاء في رواية الزهري :"لم يبعث الله مُنذُ هبط آدم الى الأرض نبياّ الاّجعل قبلته صخرة بيت المقدس (نفس المصدر أعلاه)
أمَّا سبب إتجاه قبلة محمد (نبي المسلمين) الى بيت المقدس وإتخاذه قِبلة للمسلمين فهو هدف سياسي لجلب النصارى واليهود اليه ، وإن محمدا كان يعلم أنَّ بيت المقدس هو البيت الذي ينتمي اليه بني اسرائيل في نبواتهم وإنَّه قبلتهم !ّ!!! .(5)
المسلمون اليوم ينفون انّ المسجد ألأقصى يوجد في مكان هيكل سليمان وصاروا ينفون وجود هيكل سليمان ، بعد قيام دولة اسرائيل سنة 1948م ، أمّا قبل ذلك فكانوا يفتخرون أنهم بنوا ألأقصى في نفس مكان الهيكل، ليس بناء على البحث العلمي ، وهنا تكمن المشكلة. لاينبغي أن نُغيّر الحقائق التاريخية خدمة للمصلحة السياسية ، لكننا سننظر الى النصوص والخرائط وعلم الآثار والمنقوشات.
هناك دليل عن الحرم الشريف ،حيث هناك وثيقة من تاليف المجلس ألأعلى للمسلمين في القدس سنة 1925 ، حيث كانت الدولة ألأسرائيلية غير قائمة ،وجاء في صفحة 4 من هذه الوثيقة مايلي :
"هذا المكان من اقدم ألأماكن في العالم ، قداسته منذُ أقدم العصور، وربما مُنذُ ما قبل التاريخ ، تَطابِقهُ مع مكان هيكل سليمان لاتقبل الجدل . وهناك إجماع عالمي على أنَّ هذا المكان هو حيثُ بنى داود مذبحا للرب وقدم عليه محروقات تقدمة وذبائح سلامة ",
اذن لماذا الآن صاروا المسلمين يقولون الهيكل المزعوم؟ او اوهام الهيكل ؟ .(6)
عالم الآثار الإسرائيلي “أساف أفراهام” يكشف عن معلومات وأدلة جديدة تثبت أن “مسجد قبة الصخرة” بُني في مكانه المعروف في القدس تيمناً بالهيكل اليهودي [ اي هيكل سليمان الذي دُمّر من قبل القائد الروماني تيطس سنة 70 م]. وفي لقاءه الصحافي تحدث أفراهام عن دراسة سيتم مناقشتها قريباً حول نقش آثري "إسلامي" يرجع تاريخه إلى ألف عام , تم العثور عليه في قرية “نوبا” بجوار مدينة الخليل. ويحمل النقش عنوان “صخرة الهيكل”، وهو من مسميات "قبة الصخرة".
يضيف أفراهام: “يأتي هذا النقش الذي تم اكتشافه قبل عدة شهور ضمن مجموعة من الأدلة التي تعود إلى مصادر إسلامية قديمة تصف قبة الصخرة بأنها هي الهيكل(اي هيكل سليمان).(7)

عبَّر "محمد المسيح" وهو عالم بالمخطوطات القرآنية ، أنَّ عبدالملك بن مروان بنى قبة الصخرة على ارض معبد سُليمان في اورشليم ! كإنّه يعيد الطريق لقدوم المسيح ، ثم وضع نقشا بالخط الكوفي ليحسم من هو هذا المسيح المنتظر. (8)
مع بناء مسجد قبة الصخرة في القدس التي قصد منها أن تكون قبلة النصارى في مواجهة كنيسة القيامة قبلة المسيحية الهللينية الأرثودوكسية بدأت الأوضاع تتغير وبدأت النصرانية العربية تأخذ شكلها وصورتها. وان لم يكن يقصد منها أن تكون دينا مستقلا إلا أنها سارت في هذا الاتجاه بموجب تصاعد الأحداث بصورة ربما لم يقصدها عبد الملك ولا خلفاؤه من بعده لكنها هكذا حدثت. فإن كانت كنيسة القيامة للمسيحيين الهللينيين فإن قبة الصخرة للعرب النصارى المتهودين بزعامة عبد الملك بن مروان.(9).
واختصارا فإن عبد الملك آل مرو (الخورساني) وأتباعه من شرق فارس، الذين هم بالأساس من المُهجّرين المسيحيين العرب والآراميين وأتباع الكنائس التوحيدية الما قبل نيقية، قد ارتحلوا إلى الغرب بقيادة عبد الملك بهدف تأسيس سلالة داوودية حاكمة لاستقبال المسيح المنتظر في الهيكل الجديد (قبة الصخرة) الذي أعيد بناؤه.


بيت الله الحرام في القرآن هل هو هيكل سليمان ؟
الأب بونيت ايمارد Bonnet-Eymardيقول الباحث في تاريخ ولغة القرآن

"بيت الله الحرام هو معبد اليهود في القدس وليس كعبة مكة . كلمة مسلمين : مجهولة قبل العباسيين اي بعد حوالي قرنين . كلمة إسلام تعني كمال وتمام ألأخلاق (كلمة سريانية ) وتعني أيضا حُكم وقضاء وعدل ، وليس ديانة . ومن الغريب والعجب في ألأسلام ان مدينة القدس كانت المدينة المقدسة للمسلمين ألأوئل(اليهو- نصارى ) قبل العباسيين ،وكانت المدينة المقدسة للعرب الهاجريين يعني (المسلمين ألأولين) ، وكان المسلمون ألأوائل يصلون باتجاة القدس (حتى في التراث الأسلامي) . وكان الخلفاء الأمويّون مثل معاوية وعبدالملك بن مروان ، يتخذون القدس عاصة العرب المقدسة ،وليس الكعبة الحالية في الجزيرة العربية .ولهذا بنى فيها عبدالملك بن مروان بناءا شامخا هو "قُبّة الصخرة" . نلاحظ هنا أنَّ قبة الصخرة ليست مسجدا بل يراها المؤرخون بمثابة إعادة بناء المعبد اليهودي (هيكل سليمان) ، وهي موجودة بالضبط حيث المعبد اليهودي الذي دمَّره الرومان في عام 70 م .
القرآن يتكلم عن المعبد اليهودي ويسمّيها بيت الله الحرام . لماذا بيت الله الحرام ؟
بيت الله عبارة غريبة عن الثقافة العربية ، هي عقيدة يهودية غائبة من الثقافة العربية والعادات العربية .لأن العرب لايعتقدون أنَّ الله له بيت يسكنه في القدس . عبارة بيت الله الحرام هي عبارة يهودية كتبها النصارى اليهود في القرآن .لماذا ؟ لأن أليهود يؤمنون أنّ الله له منزل يسكنه في ألأرض ، هذا المنزل هو "المعبد اليهودي".وبالضبط توجد في المعبد اليهودي حُجرة تُسمّى "قُدس ألأقداس " . وهي غرفة مكعّبة هي كعبة اليهود ، مُحرَّمة على أي شخص يدخلها ما عدى كبير الكهنة اليهودي . ولهذا سمَّاها القُرآن بيت الله الحرام .هذه الغرفة المقدّسة بمثابة كعبة يهودية لأنها مكعبة الشكل ولها استار تسمّى أستار الكعبة . الفُقهاء العباسيّون نقلوا طقوس الحج عن اليهود . كلمة الحج هي كلمة عبرية بمعنى طاف ورقص !!! .بِكل وضوح كلمة حج وطقوس الحج هي يهودية نقلها الفقهاء العباسيّون عندما صنعوا ديانة ألأسلام العباسي .العبّاسيّون الفارسيّون نقلوا عاصمة العرب المقدسة الى مكة في القرن الثاني للهرجرة . ومنذُ ذلك النقل من القدس الى الحجاز أصبح المسلمون يعتقدون أنّ بيت الله الحرام هي كعبة مكة بدل بيت الله الحرام في القدس . إنَّهُ تزوير فادح وصارخ في تاريخ العرب وتاريخ ألأسلام ، وظهوره كدعوة عربية نصرانية ، هدفها كان تحرير القدس من الرومانيين البيزنطينيين ، ثم بناء المعبد اليهودي ليعود المسيح اليها ويقيم مملكة الله في الأرض كُلّها
تفسير عبارة [بيت الله ]في القرآن "مكة" قبل الأسلام.
في ألاية 125 من سورة البقرة :
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى .."ِ
يتكلم القرآن في السورة أعلاه عن منزل[بيتَ] وهي كلمة مأخوذة من العبرية والمقصود مكان[مقام] وهي ايضا كلمة عبرية م[مقوم] . بعض المفسرين المسلمين يُفسِّرون [بيت اي معبد مكة ] ، لكن مكة ليست مذكورة في هذه الآية (البقرة 125). دون أدنى شك التفسير الصحيح هو [بيت اي معبد] ، لأنَّ نصوص التوراة تُعطي هذا المعنى الدقيق الذي حُبِكت فيه قصة طويلة تدورُ حول أجداد وأنبياء اليهود[إبراهيم ...الخ]
تحكي التوراة [سفر التكوين 12-6] أنَّ إبراهيم بنى معبدا ليهو الله في نابلس (سيشم) ومعبد آخر في الخليل . والتوراة يخبرنا أنَّ يعقوب ، حفيد ابراهيم أقام صخرة تذكارية في هذا المكان ،لأنّه يوما نام هُنا ، ورأى في منامه سُلُّما بين السماء والأرض تهبط منهُ الملائكة . ويعقوب هو الذي سمّى هذا المكان [بيت الله ] ، بالعبرانية [بيت إيل] ، وهذا المقام بالعبرية [مَقوم] ، هو مكان خطير جدا لأنَّه [بيت الله ] في الأرض ، وهو باب السماء حسب سفر التكوين (28-17). هذا هو التفسير الصحيح لكلمات [بيت – مقام] في سورة البقرة اية 125 أعلاه .
[بيت الله ] تَحوَّل مع السنين الى المعبد اليهودي في القدس الذي يعتبرهُ اليهود المكان الوحيد في ألأرض الذي تجوزُ فيه عِبادة الله . وحسب التوراة فإنّه حوالي 1000سنة ق.م بنى الملك سليمان المعبد على قمة "جبل موريا " الذي كان المكان الذي أختاره إبراهيم لذبح إبنه إسحق طاعة لله ، لكن الله خلَّصَهُما وهنّأهما على إيمانهما ، ولذلك فإنَّهُ من المؤكد إنَّ العبارة القرآنية "مقام إبراهيم ، "وبيت الله " تُشير الى هذا المكان المُقدّس
هكذا فقد أظهر المنهج العلمي الذي قدّمناه ، بصورة قاطعة ، أنَّ مؤلف هذا النص القرآني كان لايُشير الى أيّ مكان آخر سوى المعبد اليهودي على جبل موريا في القدس
ويضيف هذا الباحث فيقول:
وها نحنُ هنا في قلب الصراع بين العرب واليهود مُنذُ القرن 7 م . العرب لهم قُبَّة الصخرة في السطح بينما اليهود يحفرون ألأنفاق ألأثرية تحتهم بحثا عن جذورهم التاريخية ، كُلِّ واحد يريد إمتلاك مقام إبراهيم الذي هو مكان مُخرّب لاشيء فيه منذ ان دَمَّرَ القائد الروماني تيتوس المعبد سنة 70م .
ويضيف فيقول : "مكة إذا لم تكن موجودة قبل ظهور الأسلام ،هذا شيء عجيب ...مكة كانت منعدمة قبل ألأسلام والقرآن لايتكلم بتاتا عن مكة ، بل يتكلم عن مكان للحج هو القدس . هذه حقيقة مؤكَّدة دون أدنى شك . الباحثون ألآن مُتَّفقون أنَّ كُلّ ما قيل عن وجود مكّة قبل ألأسلام هو خُرافات وأساطير يتقبلها الناس كأنَّها حقيقة تاريخية لأنَّهم ليس لهم أيِّ مصدر لمعرفة الماضي ".(9)
راجع تفسير عبارة [بيت الله] في القرآن "مكة" قبل الأسلام
للباحث بونت ايمارد Bonnet-Eymard
راجع ايضا سلسلة محاضرات الكاتب على اليوتيوب بعنوان:
"إبراهيم بين الكتاب المقدس والقران "
سورة الأسراء :
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حولَهُ لنُريهُ من آياتِنا "سورة الأسراء :1"
يدعي علماء المسلمون في ان الصخرة التي بني عليها مسجد قبة الصخرة هو الصخرة التي اسرى منها محمد (رسول العرب المسلمون) الى السماء . بعيدا عن التفاسير للعلماء المسلين المليء بالأساطير والخرافات المستمدة من الزرادشتية ، اثبتت الأبحاث المعاصرة انها خرافة ونسج من الخيال ولاتمت باي صلة للحقيقة ولاتعني اسراء محمد نبي المسلمين من المسجد الحرام في مكة الى المسجد الأقصى في القدس .
إدِّعاء المسلمين انّ محمد رسولهم قد أُسري به من مسجد الحرام الى المسجد الأقصى باطل ولا يستند الى العقل والمنطق للأسباب التالية:
ا- بناء قبة الصخرة كان في حوالي سنة72 هجرية ، بعد وفاة النبي باكثر من 40 سنة وهذا ما تؤكده حتى المصادر الأسلامية ، حيث بنى هذه القبّة الخليفة عبدالملك بن مروان في عام 66هجرية وانتهى منها عام 72هجرية الموافق عام 685 م .

2 - سورة الأسراء نفسها "سبحان الذي اسرى بعبده من مسجد الحرام الى المسجد الأقصى" لاتذكر اسم الشخص بل تذكر عبده والأصل كانت عِبادهِ (قارن مع سورة طه 77)، . هذه السورة اضيفت الى القران بعد موت رسول العرب (قد تكون اضيفت في زمن عبدالملك بن مروان) . بالأضافة الى ذلك فإن هذه الآية غير متناسقة او متناغمة مع الآيات التي تليها .
3 - المسجد الأقصى (التي تتضمن قبة الصخرة ) تم بنائه في عهد عبدالملك بن مروان في القدس ، حيث كانت محل تنافس بينه وبين عبدالله بن الزبير الذي قام بثورة في العراق والجزيرة العربية(كما ذكرنا سابقا) ، لهذا قام عبدالملك ببناء قبة الصخرة في القدس ليأتي اليها الحجاج العرب " لايشدُّ الرحال الاّ الى ثلاثة "
يقول إبن كثير في كتابه [البداية و النهاية]: "منع عبد الملك النّاس من الحج و بنى القبة على الصخرة ليُشغِلهُم بها عن الحج و ليستعطف قلوبهم، و كانوا يقفون عند الصخرة و يطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة و ينحرون يوم العيد.
4- الأسراء مشتقة من السير، باللغة العبرية ، والدليل سورة الشعراء 52" وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ" وهكذا سورة طه 77" وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ" اي انَّ سورة الأسراء هي تخص خروج الشعب العبراني من مصر وعبورهم البحر الأحمر كما جاء في التوراة (سفر الخروج) ولا علاقة لها بما جاء في تفاسير علماء المسلمين الذين نقلوا لاحقا خُرافات و اساطير الزرادشتية بعد تاسيس العقيدة الأسلامية في العصر العباسي(وسوف ناتي على ذكر هذه الخرافات والأساطير في موضوع آخرومهم هو مصادر الأسلام في المقالات التالية) .
5 – المسجد الأقصى(الذي يتظمّن قُبة الصخرة) هي مكان العبادة ، والآية في سورة الأسراء هي آية مكيّة ولم يكن هناك مسجد عندما كان رسول العرب في مكة . ومكة نفسها كانت مليئة بالأصنام (360صنم ) كما جاء في الموروث ألأسلامي ، فهي مكان غيرمؤهل للقداسة .
نحن نعرف ان الله تجلّى لموسى على جبل (حوريب) في سيناء وأعطاه الوصايا العشرة وهو مكان مقدّس حتى في القرآن كما جاء في سورة"طه 12" حيث قال الله لموسى ". إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى"
قارن هذه الآية بما ورد في التوراة سفر الخروج"3:5"
قال الرب لموسى: "لا تقترب إلى هنا. اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليها أرض مقدسة".
أما المسجد الأقصى فهو المكان الذي رأى فيه يعقوب سُلّما فهو مكان له حُرمة مقدَّس لبني إسرائيل . والمسجد ألأقصى في القدس كناية عن بعد (اقصى) عن المسجد الحرام .(10)


6- من المحتمل(وهذا رأيي الكاتب) انَّ المسلمون قد خلطوا بين صعود المسيح- الملقب "محمد" عند النصارى - الى السماء (بعد القيامة) كما جاء في الأناجيل وأدخلوها في التراث الأسلامي ، كما ادخلوا اساطير الأولين الى معتقداتهم ، حيث ورد في انجيل لوقا:
"ثُمَّ خرج (يسوع المسيح ) بهم (بالتلاميذ) الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم . وبينما هو يباركهم ، إنفصل عنهم ورُفع الى السماء .." "لوقا 24 : 50"
وكما نعرف انَّ القرآن يؤيد رفع المسيح الى السماء كما جاء في سورة ال عمران 55 :
"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ"؟
راجع صندوق الأسلام الحلقة 50محمد المسيح
7 – والأهم من كُل ما ذكرناه أعلاه هو ألأكتشافات الحديثة عن نقوش على جدران قبة الصخرة التي تُثب أنَّها كُتبت عن مُحمد الذي هو لقب"المسيح" وليس عن نبي المسلمين !!!!
الأكتشاف يؤكد الحقائق التي توصل اليها الباحثون من أنّ منقوشات قبة الصخرة هي تعود لفترة عبدالملك بن مروان والتي تعود الى الطائفة النصرانية (اليهو- مسيحية ) قبل ان يكون هناك وجود للديانة ألأسلامية كعقيدة منفصلة والتي تشكلت ما بعد عبدالملك بن مروان واصبحت ديانة مستقلة في عهد العباسيين .(11)
الحلقة 29، 30، 31 بدايات الأسلام للباحث في المخطوطات القرآنية محمد المسيح على اليو تيوب
-------------------------------------------------------------------------------------------------
وهذا سيكون موضوع مقالتنا التالية عن نقوش قبة الصخرة تابعونا
(1)

تاريخ الإسلام المبكر 6 عبد الملك بن مروان
للكاتب محمد آل عيسى
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=420095
(2)
راجع نادر قريط الفترة المظلمة للأسلام المبكر 2/2
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189799&r=0
(3)
الحلقة 66: إماطة اللثام عن البدايات المُبكِّرة لنشؤ دين الإسلام، بني قُريظة، الأمويون المسيحيون و دور الحجّاج بن يوسف الثقفي ٦٦ ج5
(4)
المسجد الأقصى ويكيبيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89
(5)
راجع كتاب "الشخصية المحمدية " للشاعر معروف الرصافي .

(6)
راجع الحلقة 499 سؤال جريء
https://www.youtube.com/watch?v=LbVztF22UW8

(7)
مقالة بعنوان : كشف إسلامي يثبت بناء مسجد قبة الصخرة على أنقاض هيكل سليمان
(8)
برنامج صندوق الأسلام الحلقة 55

(9)
تاريخ الإسلام المبكر القسم الثاني
للكاتب محمد آل عيسى
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=420095

(10)
راجع صندوق الأسلام الحلقة 50محمد المسيح
(11)
الحلقات 29، 30، 31 بدايات الأسلام للباحث في المخطوطات القرآنية محمد المسيح على اليو تيوب



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن