لماذا الاشتراكية؟( الاشتراكية والنظرية الثورية واهمية الحزب)

سيزار ماثيوس
hhs200118@gmail.com

2019 / 9 / 10

لماذا الاشتراكية ؟
(الاشتراكية والنظرية الثورية واهمية الحزب)
اعداد الرفيق سيزر
في كل مرة يأتي السؤال الذي هو "لماذا الاشتراكية" لماذا نحن اشتراكيون لماذا نحن نرفع شعار الاشتراكية هي الحل؟
هناك تفسيرات عديدة ومصادر عديدة توضح لنا ماهي الاشتراكية .
حيث كانت البداية مع المفكر الاشتراكي ومؤسس الاشتراكية العلمية كارل ماركس عندما جاء وحلل الاسس الطبقية والية الاستغلال في المجتمع بعد تحليل تطور المجتمعات والنظام الرأسمالي، أرجع كل هذه المعاناة من الفقر والتمايز الطبقي والاستغلال والموت إلى ھذا النظام المبني على استغلال طبقة تملك كل وسائل الإنتاج وطبقة أخرى لا تملك سوى قوة عملھا.
الرأسمالية ضد الانسانية
ان النظام الرأسمالي هو نظام ربحي عدواني ضد ارادة الشعوب نظام منهمك في خلق الصراعات والحروب لتمرير السلع التي تنتج ارباحا على حساب دماء البشر حيث يفسر الرأسماليون كل مظاھر الفقر والبؤس والبطالة التي يعيشھا البشر، بزيادة معدلات النمو السكاني والإكثار من الإنجاب، مما يؤدي إلى التھام كل "الجھود التنموية العظيمة" للحكومات الرأسمالية وكبار رجال الأعمال.
ولا يمكن ان يتم اعتبار هذا النظام هو النظام الانسب للبشرية في ظل العولمة والليبرالية الجديدة التي تلتهم مقدرات الشعوب وارواحهم للبحث عن الربح وزيادة ثروة 4 الى 10 اغنى اغنياء العالم الذين لا تنظر اعينهم الا الى شاشات البورصة .
ان مستوى الحريات والديمقراطية التي وصلت لها اوربا والعالم لم تأت بحسن نية من الرأسمالية ومحبة منها للشعوب فعندما نضرب الامثلة باوربا مثلا وعلى مدى تاريخ حرياتها فهي لاتزال دول رأسمالية استغلالية كيف؟ فحقوق مثل الضمان الاجتماعي و الصحي وغير ذلك هي ليست بالمجان انما هي حقوق مدفوعة الاجر هذه الحقوق التي تعتبر احد اهم ركائز الانسانية هي حقوق لمن يستطيع الدفع اكثر ليضمن حقه في الحياة فالرأسمالية حولت كل ما هو حق الى سلعة يتم شرائها وتبادلها حيث اليوم تشهد هذه الانظمة تراجع في هذه الحقوق مثلما يحدث في الدول الاسكندنافية وهو استرجاع (حقوق البرجوازية الحاكمة) من العمال والجماهير التي تحققت من النضالات التي قادتها الطبقة العاملة في سبيل الوصول الى ابسط الحقوق التي لاتزال حقوق مدفوعة الثمن .
وفي بلدان مثل الولايات المتحدة الامريكي حيث لا يمتلك الضمان الصحي الا التجار واغنياء القوم بينما الكادحين واصحاب الدخل المتوسط من البرجوازية الصغيرة لايمكنهم دفع حق السرير في المستشفى الذي يتراوح من والى 1000 دولار وحتى الطبيب الذي مهمته انقاذ ومساعدة المرضى لايسمح الا بان تدخل لطلب علاج موضوع واحد وان اردت معرفة غير امر عليك ان تحجز وتدفع مقابل معرفة ما يصيبك من امراض او من امور في الصحة . فماذا يفعل الكادحين الذين هم صنعوا الالة ولا يستطيعون العلاج بها لعدم وجود اجر كافي لسد جوعهم هذه هي الرأسمالية ببساطة هو نظام يقوم على الربح حتى وان كان ذلك بان تفقد الناس نفسها وهذا ابشع انواع الاستغلال الذي تفعله الرأسمالية بحق الشعوب .
حيث المجاعات تجتاح العالم ويموت آلاف الأطفال والعجائز يوميًا بسبب الجوع، بينما تلقى بعض دول العالم بالطعام في البحر لتحافظ على أسعاره مرتفعة من أجل تحقيق أرباح طائلة. الحروب تشن بشكل يومي في كل أركان الكرة الأرضية من أجل مصالح الحكومات والأغنياء وتجار السلاح، بينما تسفك دماء المدنيين والفقراء بوحشية لا تبارى. الشعوب تشرد وتطرد من أراضيها ويستباح دمها، بينما الحكومات الإمبريالية والطبقات الحاكمة تتفاوض – وأياديها مخضبة بالدماء – حول تقسيم مناطق النفوذ في العالم وحول أسعار صفقات الأسلحة. ما يحدث في هذا العالم من فظائع يحتاج إلى فهم وتفسير حتى نستطيع تغييره وحتى نتمكن من الوقوف بصلابة ضد ما يحدث فيه من جرائم ضد إنسانية الإنسان.
ماهي الاشتراكية
ما هي الاشتراكية ؟ لماذا نحن اشتراكيون؟ وهل تمثل الاشتراكية الحل لما نعيشه ونراه من بؤس واضطهاد وفقر؟ تلك هي الأسئلة التي يواجهها المناضلون الاشتراكيون باستمرار عند مشاركتهم في أي حوار يدافعون فيه عن أفكارهم، أو عند اشتباكهم في أي معركة نضالية. وفي الحقيقة فإن الإجابة على هذه الأسئلة يمكن أن تكون حقيقية ووافية ومقنعة فقط إذا نظرنا حولنا للعالم الذي نعيش فيه بوحشيته وتناقضاته.
لعلنا لا نكون مبالغين إذا قلنا أن الصورة فيما حولنا صادمة والتناقضات صارخة. الملايين يعيشون تحت خط الفقر بينما أفراد معدودين يتحكمون في ثروات العالم ويمتلكون المليارات.
ان الاشتراكية تمثل اسمى تطلعات الانسان الى الحرية حيث يقول منصور حكمت "ان اساس الاشتراكية هو الانسان" حيث ان الاشتراكية تنطلق من الارادة والنزعة الانسانية الى الحرية والمساواة وعالم افضل.
الاشتراكية هي بناء مجتمع قائم على المساواة والعدالة والحرية حيث التشارك والتعاون بين الناس على حد سواء مهما كانت صفتهم التي يحملونها فلكل شخص حسب حاجته ومن كل شخص حسب قدرته ان الاخلاق الاشتراكية هي اخلاق تختلف كليا عن اخلاق المجتمع الرأسمالي حيث لا يوجد مبدأ التمايز والتنافس والاحتكار ومن هو الافضل ومن يعمل اكثر يربح اكثر هذه الاخلاق المدمرة للفطرة الانسانية هي ما نحاربه نحن نحارب سياسات التجويع والافقار والتهميش والتمييز الطبقي.
الاشتراكية هي بناء مجتمع قائم على اسس المساواة المجتمعية خال من الطبقات خال من الاستغلال لفئة الكادحين الذين ينتجون كل شئ ولايحصلون على اي شئ غير الفتات الذي يعطيه رب العمل للعامل حيث يسود المجتمعات الرأسمالية مبدأ اذا كنت لا تعمل لا يمكنك ان تعيش (عبودية راس المال) بينما الاشتراكية تحرر الانسان من هذه العبودية عبودية راس المال الاحتكاري الذي يدمر البشر حيث يعبر الفكر الماركسي عن احقية اي انسان بالعمل والحياة وان يشعر بشعور الاخرين وهذه اهم واسمى صفات الاشتراكية أن الاشتراكية هي بديل الرأسمالية تتحقق كنتيجة لنضال ناجح ضدها بقيادة الطبقة العاملة، فإن الإجراءات المحددة التي ستتخذها الاشتراكية ، ستعتمد بشكل واضح على الشروط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لكل بلد في وقتها.
لا توجد اشتراكية في بلد واحد
عند انتصار ثورة اشتراكية في أي بلد فانها تعيد هيكلة الاقتصاد لصالح الجماهير الفقيرة وتقوم بانتزاع ملكية الشركات الرأسمالية الكبرى، ، فإن هذا يعني ببساطة فك الارتباط والتبعية للرأسمالية العالمية. وهنا لا يمكن للرأسمالية أن تصمت على تهديد مصالحها وأطماعها، بل ستواجه الثورة بكل الوسائل التي تضمن إعادة فرض سيطرتها ومصالحها. هذا ما حدث في أعقاب انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917 وبناء الدولة العمالية ، حين توجهت جيوش 18 دولة أوروبية لضرب السلطة العمالية المنتصرة لإجهاض الثورة وإعادة سيطرة الرأسماليين الروس والأوروبيين على الاقتصاد الروسي.
لكن الثورة ضد الرأسمالية، والفقر والقهر الملازمين لها، لا تقوم بشكل منعزل في بلد واحد أو بعض البلدان بعيداً عن باقي العالم. ، انها تقوم حين تنضج الظروف وفي ظل أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة وتستمر كسلسلة من الثورات التي تهز أركان النظام الرأسمالي العالمي.
فنتيجة للأزمة العميقة التي شهدتها الرأسمالية العالمية قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى، اندلعت الثورة في روسيا عام 1917، ومهّد انتصارها لقيام موجة ثورية عملاقة في مناطق متفرقة من العالم انطلقت موجة ضخمة من الثورات استطاعت أن تجبر الرأسمالية على تقديم إصلاحات اجتماعية هائلة لقطاعات واسعة من الجماهير، كما انتعشت حركات التحرر الوطني في المستعمرات بشكل هائل موجة أخرى من الثورات زلزلت النظام الرأسمالي في غرب وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية ومناطق متفرقة من العالم في الفترة بين 1968 وحتى منتصف السبعينات.
الثورة الاشتراكية في بلد واحد لن تستطيع بناء المجتمع الاشتراكي كجزيرة صغيرة في بحر من الرأسمالية، لكنها تستطيع فعل ذلك طالما أن ثورات أخرى تتقدم وتنتصر لتقويض النظام الرأسمالي العالمي.
قد يبدو الأمر مستحيلاً إذا تجاهلنا حقيقة هامة أن جميع شعوب الأرض تعاني من استبداد واستغلال النظام الرأسمالي. بالطبع هناك تفاوت في مدى سوء الوضع بين الأشد فقراً وبين الأكثر رفاهية، إلا أن الجميع مجتمعون في معاناة الطبقة الأفقر والفوارق الاجتماعية الشاسعة في جميع البلدان بين أغلبية الجماهير العاملة والطبقة الرأسمالية التي تسيطر على كل شيء. هذه الفوارق بين الطبقات توفر أرضية خصبة للنضال، وإصلاح الرأسمالية لن يقضي على الاستغلال والفوارق بين البشر، بل القضاء على الرأسمالية بالثورة الاشتراكية هو الذي سينهي معاناة البشر في كل مكان ..
"لاتوجد حركة ثورية بدون نظرية ثورية" ( لينين )
ان الأفكار الماركسية، التي هي الأفكار الوحيدة التي يمكنها أن تعطي الحقوق للجماهير المضطهدة وتقودها نحو حسم السلطة وبناء الاشتراكية، لا يزال تأثيرها محدودا. ويعود ذلك الى اسباب متعددة بينها الممارسات الخاطئة والانتهازية والإصلاحية للأحزاب التي تدعي انها ماركسية وتمثل الطبقة العاملة وعدم تبنيها لاستراتيجية واضحة المعالم للوصول الى السلطة ..وبالتالي انكفائها وفقدانها للـتأثير المباشر في صفوف الجماهير كما ان احدى ابرز المشكلات التي تواجه الحركة الماركسية غياب القيادة الثورية على المستوى العالمي (( إن أزمة البشرية تتلخص في أزمة القيادة البروليتارية على الصعيد العالمي))،
ان النظرية الماركسية التي تأسست على نقد النظام الرأسمالي وكشف اليات الاستغلال والعبودية التي يفرضها على الطبقة العاملة والجماهير هي النظرية الثورية الوحيدة التي تمكننا من قراءة الواقع والتحليل الطبقي ورسم البرنامج السياسي من اجل الانتصار على الرأسمالية ، الحزب الثوري يحتاج الى النظرية الثورية كملهم ودليل عمل وسلاح لنقد الاوضاع القائمة وتعبأة الطبقة العاملة والجماهير وفق برنامج واضح ومحدد من اجل انتصار الثورة الاشتراكية وكما قال لينين (( لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية )) ان سلاح النظرية الثورية هو سلاح حاسم وفعال لتحقيق الانتصار .
اهمية وضرورة الحزب الثوري
تحتاج الجماهير العمالية والكادحة الى جهاز منظم ومنضبط يتسلح بالنظرية الماركسية وينشر الوعي الطبقي بين صفوف الجماهير المخدوعة بافكار البرجوازية الحاكمة . فالحزب يواجه سنوات طوال من تراكم أفكار واوهام غرستھا الطبقة الحاكمة في عقول الجماهير لتفرقة صفوفهم لذلك من واجبه خلق الوعي الطبقي السياسي الثوري في صفوف العمال وتنويرهم بحقيقة الاستغلال والظلم الطبقي وواجبهم التاريخي في تحقيق الثورة الاجتماعية ، يحارب الحزب الثوري كل اشكال تقسيم البشر وفقا للقومية والطائفة والمذاهب والاديان يحارب الافكار الرجعية عن المرأة والأقليات وكل اشكال التمييز بين البشر.
الافكار والايديولوجيات الرجعية تعمل على تشتيت الجماهير وتدمير أي حلم لمجتمع يكون فيه الجميع متساوون بلا تفرقة امام كل هذه التحديات فان النضالات العمالية والجماهيرية تحتاج إلى حزب ثوري يتبنى مشروع الثورة الاجتماعية، وقادر على توحيد الجماهير على طريق ھذه الثورة دون تردد ، ودون خداع وفضح كل اشكال سياسات الطبقة الحاكمة ورموزها التي تتحكم بوعي وارادة الجماهير وتلقي بها في مستنقع التحميق والعبودية .
وفقط الحزب الثوري المنغرس في اوساط الجماهير المضطهدة ، وفي مقدمتھا الطبقة العاملة، ھو الذي يستطيع توحيدھا من أجل ھدم النظام الطبقي الاستغلالي وبناء نظام جديد يمثل اغلبية المجتمع من عمال وشغيلة وكادحين وفقراء ومھمشين.. وھذا الحزب لا يسقط من السماء ولا يأتي من الفراغ، بل يبُنى بالكفاح والصبر، في المصانع والأحياء والجامعات ليكون سلاحاً في يد الجماھير ليرشدھا ويشق طريقھا للنصر.. نحو بناء الدولة العمالية الاشتراكية.
مكاسب الثورة الاشتراكية في روسيا ورد فعل الرأسمالية العالمية
بعد الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917 ، تغيرت معالم البشرية أصبحت قضية الاشتراكية والحرية مطروحة على جدول اعمال التاريخ واظهرت وجسدت ثورة اكتوبر في الميدان العملي إرادة الطبقة العاملة في تغيير المجتمع وتحقيق الحريات والحقوق السياسية والضمانات الاجتماعية للعمال وتقليص ساعات العمل قياسا لما موجود في الدول الرأسمالية واعلنت مساواة المرأة مع الرجل وتحقيق الحقوق القومية للقوميات التي كانت تضمها الامبراطورية الروسية .
لقد شوهت الايديولوجيا البرجوازية تجربة ثورة اكتوبر بكل الوسائل الاعلامية والفكرية ..واستغلت التشويه والانحطاط الذي حصل ابان حقبة ستالين لتشويه صورة الاشتراكية حيث يعبر منظروا الرأسمالية على انها استبدادية وشمولية وضد الحرية متناسين ان رأسمالية الدولة في روسيا هي احد انماط البرجوازية بشكل مركزي بيروقراطي وفق ماجاء به توني كليف من تحليلات حول نظام رأسمالية الدولة في روسيا ، ولكن لنرى ما هو مفهوم الحرية في ظل الرأسمالية:
الحرية عند البرجوازية هي حق ارباب العمل والشركات في استغلال العمال والبشر لان البرجوازية فرضت العمل القسري على البشر وجعلت من لا يعمل يموت جوعا ....الانسان بالنسبة للبرجوازية هو اداة لإنتاج الربح مادام يعمل وينتج عمل فائض يزيد الارباح في جيوب ارباب العمل .
يقول ماركس :
"ان البرجوازية حولت الكرامة الانسانية الى سلعة تبادلية واختصرت الحريات الجمة المكتسبة والممنوحة بحرية واحدة غاشمة وهي حرية التجارة وحولت العلاقات الاسرية الى علاقات اقتصادية"
ان المكاسب الاجتماعية التي كانت موجودة في بلاد الغرب لم تكن هبة الاهية ولا بمحض الصدفة بل جاءت كردة فعل لتاثير نجاحات ثورة اكتوبر والسمعة والاعتبار الكبير الذي اكتسبته الاشتراكية عالميا لذلك وخوفا من شبح الشيوعية فان ما سمي بدولة الرفاه كان الهدف منه اسكات صوت الثورة العمالية في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية التسعينات من القرن العشرين حيث سادت مرحلة من النمو الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية ..
في بداية القرن الحادي والعشرين دخلت الرأسمالية في مرحلة جديدة من الازمة العامة وظهرت العولمة والليبرالية الجديدة كموجة جديدة بعد انتهاء القطب السوفييتي لاعادة اقتسام مناطق النفوذ وشن الحروب الامبريالية ضد الشعوب خاصة في الشرق الاوسط وافغانستان ، العولمة وسياسات الليبرالية الجديدة اعادت دمج اقطار العالم وحولتها الى ميدان واسع للاستغلال والحروب ونشر الارهاب في كل حدب وصوب وفي اصغر بقعة على الارض تجد عبودية العمل المأجور وراس المال تجد الفقر والجوع والمرض والحرمان حيث لا يوجد مكان لحرية العيش ولا كرامة للإنسان حيثما يكون مستعبدا للراسمالية .
ان النظام السياسي والاجتماعي البرجوازي ما يزال يبرر ما يسمى بجرائم الشرف ويستعبد النساء في شتى بقاع الارض وينادي بشعارات المساواة ولكن وفقا للخصوصيات العرقية والاجتماعية وهكذا فلن يكون هناك تحرر كامل للمجتمع مستقبلا دون تحرير المرأة من شتى الوان القهر والاضطهاد والعبودية .
كما ان النظام الرأسمالي المعولم الراهن يدعي انه ديمقراطي ويدافع عن حقوق الانسان وسبق ان مارس بوحشية قمع ثورات الشعوب واستقلالها ، و لدينا امثلة تاريخية على ديمقراطية البرجوازية وهو اجهاض الثورة في شيلي وإندونيسيا وقتل ومطاردة مئات الالاف من الثوريين ، ويدعي انه انساني ويفرض عقوبات قاسية وحصار اقتصادي مرير على الشعوب بحجة انه يريد مصلحتها كما حدث في العراق وما يحدث في فنزويلا وايران.....والخ
النظام الرأسمالي يرشح الدم من كل مساماته وعروقه ، فقد عمم ظاهرة الارهاب الرجعي الذي تسبب بقتل البشر وتدمير استقلال الدول في الشرق الاوسط لصالح الاوهام التوراتية للكيان الصهيوني في دولة تمتد من النيل الى الفرات .وفي سبيل جني الارباح الهائلة من السلب والنهب والحروب كما فعل في العراق ومع دويلات الخليج انه اليوم يبحث يريد جني ارباح هائلة من حروبه وهيمنته على الثروة النفطية وعلى مقدرات شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا خاصة .
ان هذا النظام الوحشي لم يترك زهرة يستغلها وينتج منها سلعة لتكون ارباحا انه يدمر البيئة والمناخ، ويقتل العلم والمعرفة وهو ويرسخ تعليم مقابل اجر نظام يرى في ابسط الحقوق التي يستحقها الانسان كالتعليم والصحة والضمانات الاجتماعية على شكل سلع مدفوعة الاجر .
لن نشهد تحررا شاملا لعموم المجتمع ان لم نحرر انفسنا من تلك الافكار القبيحة والزائفة التي تروج لها البرجوازبة ببروغاندا ان الشيوعية هي ضد الحرية ، وان النظام الرأسمالي يدافع عن الحرية وحقوق الانسان وهم يقتلون الاطفال بالحروب والحصارات ويمنعوهم من حق الحياة في سوريا وفلسطين وافريقيا.واميركا اللاتينية .
ان تقدم الحركات الثورية والعمالية ووحدتها في كيان اممي ثوري موحد هو السبيل الامثل لمقاومة النظام الرأسمالي فمهام الثوريين في كل العالم هي ان يناضلوا بشكل دائب من اجل انهاء عمر الرأسمالية المتعفنة وسياساتها المعادية للشعوب . أن الرأسمالية عالمها غير ازلي فقد أصبحت الثورة الاشتراكية ضرورية من اجل تحرر الطبقة العاملة ومجمل المجتمع البشري من كل اضطهاد وكل استثمار .وبناء مجتمع ينعم بالرفاه والحرية والمساواة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن