الساحر العليم ثائرا

اسامه شوقي البيومي
o_shawky@yahoo.com

2019 / 9 / 9

هامش
تابعت على التويتر غضب علماء مصر والعالم العربي لتدني رواتبهم وسوء أحوالهم المعيشيه فى أوطانهم , فكتبت معلقا:
الحظ قال للشطاره يا شطاره طز
لهو انتى فاكره الإماره لغير ولاد الغُز ؟!
فيه ناس بتتعب قوى ماتدوقش لحسة عز
و ناس يادوب تتولد ترضع فلوس م البز**
- الساحر العليم ثائرا
على غرار مسرحيه الحسين ثائرا للشاعر الكبير عبد الرحمن الشرقاوي , جاءت هذه المدونه لتسليط الضوء على ثوره الساحر العليم (أتون فيلد) وفرقته فى يوم الزينه ضد الظلم والطغيان.. والغرض هو الوصول بقدر الأمكان الى المعاني الأساسيه للحدث دون الخوض فى معارك عبثيه يثيرها ذوي النفوس الضعيفه لتشتيت الطاقه الذهنيه والروحيه للأنسان المؤمن.. ومن تلك المعارك الوهميه , أتهام العالم المؤمن بتصديق ما ورد في العهد القديم من خرافات مثل تغلب موسي (عليه السلام) على سحرة فرعون يوم الزينه بمعجزة تحول عصاته الى حيه لقفت ما صنعوا من كيد سحر. والمسلم غير ملزم بالإيمان بكل ما ورد فى العهد القديم , لكنه يصدق (أو لا يكذب) ما أخبرنا به الرسول الأمين والذى لم يكن شاهدا بذاته على الحدث لكن الله أخبرة به فى قرأنه الكريم. والقران لم يفسرة الرسول حتى يكون عطاءة متجددا مع الزمن وتطور العلوم والمعارف الأنسانيه , ومن هنا برز دورالعلماء والفقهاء والدارسين فى الشرح والأستنباط المناسب لكل زمان. و أكثر الطرق بساطه وتركيزا على مقاصد سرد مثل تلك القصص والأمثال فى القران هى أن نلتزم بكلمات القران ومعانيها فى اللغه العربيه.. فمثلا كلمه تلقف تأتى بمعنى تبتلع أو تلتقط , أما كيفيه أبتلاع أو ألتقاط عصى موسي لخداع السحرة من حبال وقد غابت عن عيوننا وعقولنا , فنلتزم بالسلام ونقول مثلما قال موسي لفرعون (علمها عند ربي لا يضل ربي ولا ينسي) ...
- لكن ما يجب أن يشغلنا حقيقه نحن بالتأمل والبحث ثم الأحتفال هو تحول ساحر عليم كأتون فيلد وفرقته من مجرد ممارسين للسحر وفن الوهم الى قديسين يؤمنون بأله موسي وهارون ، لا يهابون بطش الفرعون وتهديدة لهم بالقتل والصلب على جذوع النخل... أن تحولهم هذا السريع لا يقل غرابه عن تحول العصى الجافه الى حيه تسعي بالحياة. لقد دبت فى نفوسهم الجافه الجامدة أيضا أرادة عجيبه لحياة أبديه... والسؤال الهام هو كيف لموقف أستغرق سويعات قليله أن يغير ساحر عليم أتي فى يوم الزينه كخصم عنيد ومنافس قوى لموسي ودعوته , الى مؤمن مدافع عن الحق لا يبالى الموت والأستشهاد فى سبيله؟ هل السبب هو معجزة العصى ؟ لقد رأي فرعون وملئه نفس المعجزة بل رأوا معجزات أعظم أجراها الله على يد نبيه موسي لكنهم لم يؤمنوا , حتي لم يستجيبوا لطلبه بأطلاق صراح بني اسرائيل... السبب المحتمل أذن فى علم النفس لمثل هذا التحول هو ما يكون من أختلاف الدوافع والنزعات والصفات الشخصيه عند ساحر عليم مثقف و طاغيه مخادع جاهل كفرعون ، وما يحمل كل منهما على عداوة موسي وما يدعوا اليه. وفى الحقيقه لم يكن هناك ما يحمل الساحر القديس وفرقته على عداوه موسي غير تهم باطله أطلقها الفرعون لتأجيج الفتنه ولا يصدقها طفل.. ان كلمات الساحر القديس وفرقته فى القران تمثل ثوره ضد عبثيه حياتهم فى ظل الطغيان وتمرد على وعود خادعه لهم بتحسين أوضاعهم ولا تتحقق ..أنها ثوره ساحر شاطر مظلوم , رأي أخيرا بصيصا من امل فى مقاومه موسي , ضد فرعون محظوظ ظالم لا يستفيد من نظامه الا كل قارون .. ولنتأمل تلك الأيات من سوره الشعراء:
فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين .
)** من رباعيات صلاح جاهين(



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن