على مسؤوليتي... صرخة غضب إضافية...

غسان صابور
ghassansabour33@hotmail.com

2019 / 9 / 6

عــلــى مـسـؤولـيـتـي...
صرخة غـضـب إضـافـيـة...

وصلتني صباح البارحة هذه الكلمات الصارخة.. من صديقي الفيسبوكي السوري.. والذي أتغافل عمدا عن ذكر اسمه الشجاع.. حتى يستطيع مثابرة الكتابة.. قبل أن يزاح ويخفى.. من بعض المراقبين المتربصين المحليين لخنق كل حقيقة حقيقية... وحتى أستطيع مثابرة الاطلاع على ما يجري هناك... يقول :
"نحن انتصرنا و هم هزموا ........
الدولار 650 و الدهب 27000 وفتاة صغيرة تنتحر من أجل صندويشة فلافل و معرض دمشق الدولي يعكس حالة الاستقرار الاقتصادي و الرفاه لدى المواطن السوري .....
لنردد..."
لا بد أن بعض المتربصين الآخرين هنا.. والاختصاصيين بالتطبيل والتزمير.. وتغيير البوصلة حسب المكاسب والحاجات.. وتغير المناخات السياسية المحلية والدولية.. سوف ينتقدون مقالاتي وكلماتي.. آنيا.. فور قراءة عناوينها فقط.. ناسين الجوهر.. وحقيقة ما يجري هناك من غزو وفساد وبراطيل وسلبطة على البشر العاديين والضعفاء.. وأن حالة الحرب حولت "المليونيرية" الفاسدين.. إلى "ميليارديرية" أفسد وأشرس وأجرم.. مما قبل الحرب... وإنني أستغرب صمت السلطات الشرعية المسؤولة تجاههم... وتبييض صفحاتهم والصمت عن فسادهم.. بسبب حالة الحرب... وسوف نرى بعد الحرب.. ضرورة أو عدم ضرورة محاسبتهم... بينما الفقير والعامل والموظف العادي.. لا يكفي راتبه الشهري لشراء خبزه وجرة غازه وإيجار بيته الضيق... حقيقة ظاهرة مما قبل الحرب.. وأثناء الحرب.. وحتما بعد نهاية هذه الحرب الآثمة الغبية... إن كانت لها يوما نهاية...
بلد مولدي هذا الذي دافعت عنه سنوات الحرب.. وما قبل الحرب.. ضد معارضاته الصالونية المحلية والمستوردة المرتزقة المحترفة.. والتي عاشت سنوات تنعم بالمليارات القطرية والسعودية والأماراتية.. وخياناتها الموظفة المأجورة... ولكنني اليوم عجزت من تكرار صرخاتي ضد فاسديها ومفسديها.. من مدعي الموالاة ومحترفي المعارضات الغبية الذين أنهكوا شعبها المتعب الصامد الفقير.. والذي شكل كل سنين أزماتها.. باقات مقاتليها وشهدائها الذين دافعوا عن وحدتها وكرامتها وعلمها حتى الموت... حتى امتلأت مدنها وقراها بالمقابر.. وحتى أن مئات من قراها.. لم يبق فيها سوى العجزة والأرامل.. دون أن تأبه لهم أية مساعدة من أية سلطة مسؤولة...
واليوم.. اليوم تتساوى انتقاداتي ما بين معارضات خائنة.. وما بين مسؤولين وجنرالات محليين احتكروا معيشة المواطنين الضعفاء.. والذين كانوا دوما قاعدة المقاومة ضد الغزاة والإرهابيين.. وضد القتلة المحليين... وأعطوا حياتهم وحياة أولادهم وعائلاتهم... حماية لما يسمى الوطن...
يا صديقي.. يا صديقي هذه الفتاة الصغيرة التي ماتت من أجل "سندويشة فلافل" اسطورة قديسة أركع لها احتراما لشهادتها.. إن كانت قصة حقيقية.. أو قصة اسطورية محلية... لأنها تصور يأس وآلام فقراء بلدي.. بهذه المعيشة المذلولة التي يجتازها هؤلاء... بينما عشرات التماسيح من ملياديرية بالدولارات والأورويات... يتمخترون من بلد لبلد.. وأعراس أولادهم تكلف الملايين.. ملايين تستطيع مداواة ملايين الجياع... وبينما مسخرات ومظاهر شركاتهم بمعرض دمشق الدولي.. تظهر بذخ شركاتهم وفسادها ومظاهرها المثيرة.... إنني أبصق على بذخهم.. إنني أصرخ بوجوههم.. كلما أسمع منفخاتهم ومظاهرهم وعنترياتهم... وتحديات فسادهم ضد جـيـاع هذا البلد...
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ آردوغان والمنطقة الآمنة...
السيد رجب طيب آردوغان.. صرح بمؤتمر صحفي واسع يوم الخميس الماضي.. الرابع من شهر أيلول ـ سبتمبر 2019... إذا لم توافق قريبا الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.. وبعد نصف موافقة السيد فلاديمير بوتين (الحليف والصديق لسوريا).. على زنار الأمان على طول 350 كيلومتر وعمق 50 كيلومتر من الحدود السورية التركية.. تحت إشراف القوات المسلحة التركية.. أنه على استعداد لإطلاق جحافل اللاجئين السوريين الموجودين لديه... باتجاه أوربا.. والذين يتراوح عددهم ما بين مليوني ومليوني ونصف لاجئ... بالإضافة لإصراره على المطالبة بمليارات الدولارات والأورويات... رصيد ما وعده بها الاتحاد الأوروبي.. كي يحافظ عليهم داخل تركيا...
السيد آردوغان... رغم خلافي السياسي والاجتماعي والفكري الكامل مع سياسته وأساليب تآمره على جيرانه.. وخاصة على سوريا.. منذ عشرات السنين... والتي وقعت بفخها سنوات عديدة السلطات السورية... أرى أنه مناور سياسي بارع... قوي العنجهية.. يصل بنهاية النهايات إلى ما يرغب.. وجل ما أخشى هو حصوله على هذه المنطقة الآمنة.. واستملاكه لهذه الأرض السورية... دون أن ننسى ضياع لوائي أنطاكية واسكندرون بالثلاثينات من القرن الماضي... وكما ضاع نهائيا الجولان السوري.. وأصبح مزارع خصبة إسرائيلية.....
عملية ومؤامرة تجزيء سوريا... بدأت تأخذ اشكالها الآثمة الإجرامية... بصمت مشبوه من متآمري الداخل والخارج...
حذرا... حــذرا... حــــذرا!!!..........
بــــالانــــتــــظــــار...
غــسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن