الدكتور عبدالحسين شعبان وأطروحات أُحادية المنحى4

خسرو حميد عثمان
khasrowothman@gmail.com

2019 / 8 / 17

قالو عن التاريخ:
(ليس بإنسان ولا عاقل
من لا يعي التاريخ في صدره
ومن درى أخبار من قبله
أضاف أعماراً الى عمره
إن الحقائق والوثائق ليست في حد ذاتها تاريخا، وإنما هي شهادة تشهد على جزء من اللحظة التاريخية وقد تكون هذه الشهادة مزيفة، ولذا ينبغي مقارنتها بشهادات أخرى بهدف الوصول للحقيقة لان الحقائق التاريخية لمرحلة معينة تخضع دائما للتعديل، وكذلك لحذف بعض عناصرها بسبب المصالح، أو بغية إخفاء ما لا يتلاءم مع الفاعلين في التاريخ ، لهذا وجب على المؤرخ وهو يدون كتاباته التاريخية أن يتعامل مع النصوص والوثائق بحياد، وان يبحث في علاقة تلك النصوص بأصحابها لتوفير بعض الموضوعية ويتفاعل مع الوقائع التاريخية بموضوعية في كتاباته التاريخية والابتعاد عن الذاتية التي تجعل من النص التاريخي يخضع للتأويل ليتلاءم مع منهج المؤرخ في الكتابة. وأثناء تحليل النص التاريخي لابد أن يستحضر الباحث في التاريخ...) المصدر :وكيبيديا العربية *
أ-كان حرياً بالمفكر العراقي الدكتور عبدالحسين شعبان أن يبتعد عن المعلومات المزيفة وترديدات بعض المُجتّرين ويضع أحجار الدومنيو (ما حصل للقياديين في الحزب الشيوعي العراقي)حسب تسلسها التأريخي ومألاتها بالطريقة المنطقية وليس الإكتفاء بالاعتماد على ربط حدوث كل هذه الحوادث المتسلسلة والهامة بعاملي الصدفة والقضاء والقدر، المفترضة، التي قد يكون حميد عثمان إتبعها في الأشهر الأولى لعام 1955 ليتوضح أمامه المشهد الحقيقي بعيداً عن خدع الذات بأوضح ما يمكن:
أ-1: نقل حسين أحمد الرضي الى سجن بغداد الذي ظهر منه النواة الأولى لتنظيم راية الشغيلة في بداية عام 1953 قبل سنة من إتمام عقوبته البالغة خمسة سنوات وقبل أن يهرب جمال الحيدري من السجن المذكور في أذار 1953 للإشراف على التنظيم: أوكار سرية، مطبعة، إصدار جريدة خلال فترة قياسية وسفرات الى خارج العراق!
أ-2: وقوع بهاء الدين نوري في قبضة الشرطة مع قياديين أخرين وكومة هائلة من المعلومات والوثائق الحساسة والسرية العائدة للحزب الشيوعي العراقي بضمنها تنظيمات الحزب في الألوية خارج بغداد يوم 13نيسان 1953.
أ-3: إختفاء رشيد عارف مسؤول منظمة بغداد عن المسرح كلياً بصورة غامضة يوم 12تموز 1953.
أ-4: نقل بهاء الدين نوري من سجن الموقف في بغداد الى نقرة السلمان في تموز 1953 وتنازل حميد عثمان كمسؤول حزبي في السجن له، وأسلوب المهادنة التى إتبعها بهاءالدين مع إدارة السجن.
أ-5: مسرحية التحاق حسين الرضي خلال فترة أقل من عشرين يوماً،إبتدأً من بداية شهر حزيران 1953، بعمله كمسؤول للمنطقة الجنوبية؛ التأريخ المعلن لوصوله الى الرمادي: تشكيله علاقة متطورة جداً مع قيادة الحزب( كريم أحمد وناصر عبود) والزواج من ثمينة ناجي إبنة أحد الشخصيات الذي تبوأ مراكز مرموقة في الدولة العراقية.
(يتبع)
«إننا لانزال من التاريخ في حالة الاعتبار النظري، والمراقبة المضطربة ... التاريخ يبرر ما نريد، إنه لا يعلم شيئا بدقة وحزم لأنه يشمل على كل شيء، و يقدم المثل على كل شيء ... التاريخ أخطر محصول أنتجته كيمياء الفكر ...» – بول فاليري الشاعر الفرنسي 30أكتوبر1871-30تموز1945*

‏*https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن