مجازر عنصرية أمريكية

غسان صابور
ghassansabour33@hotmail.com

2019 / 8 / 5

مــجــازر عــنــصــريــة أمــريــكــيــة

البارحة وقعت جريمة أمريكية عنصرية جماعية جديدة.. بمخزن كبير بمدينة El PASO.. بولاية التكساس المجاورة للمكسيك, والتي تغص بالمهاجرين المكسيكيين.. وعديد من سكان أمريكا اللاتينية الذين يأتون طلبا للعمل.. بالمجالات الضيقة الرخيصة.. دون أوراق.. ودون أية تغطية اجتماعية أو صحية أو إنسانية..

وباليوم نفسه وقعت جريمة عنصرية جماعية أخرى بمدينة Dayton بولاية أوهايو.. ذهب ضحيتها عشرات أخرى من المهجرين من جنسيات ومعتقدات وعادات مختلفة.. غرباء فقراء بأمكنة عامة.. رشا بالرصاص من قاتل شاب أمريكي عنصري أبيض.. ينشر على حسابه الفيسبوكي أو التويتري وغيره.. أنه سوف يقوم بعمليات تنظيف بشرية عرقية قادمة...

والمضحك المبكي.. بهذه العمليات والتي تلت مثل عشرات مثلها بالسنوات الأخيرة وحتى اليوم... أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستنكرها بتويترات مختصرة رسمية.. لاجئا إلى الله لرحمة الضحايا.. دون ذكر كلمة "الأبــريــاء"... وأن خطاباته وكتاباته العنصرية الشارعية ضد المهجرين.. أجرم وأخسى من القتل.. لأنها مثيرة للعنصرية والقتل... دون أية مبالاة.. ولا أي حساب... والتي تثير دوما بعض القليل النادر من الأنتليجنسيا اليسارية الأمريكية... ولكن هذا الرئيس العجيب الغريب الحربجي الراسمالي المتطرف العنيد.. ينسى ما جرى.. فينسى أو يتناسى ما كتب وقال.. ويعيد هجماته على الغرباء.. وعلى العديد من رؤساء الدول.. كما نعت الرئيس الفرنسي ماكرون أمام حفنة من الصحفيين المعروفين قرب البيت الأبيض : (بالغلام الغبي)... ونشرت كلماته.. وكذبت.. وأعيد نشرها...

هذا الأنسان مشكلة إنسانية أجتماعية سياسية.. مشكلة حقيقية.. كالألغام والسياسة الحربجية التي تثيرها الولايات المتحدة الأمريكية.. وتزرعها أينما تعبر مؤسساتها المخابراتية ورئيسها... والغرابة.. أو بالأحرى الطامة الكبرى... أن غالب الدول التي تسمي نفسها ديمقراطية بانية للسلام العالمي.. وتعمل من أحله.. تصمت على جميع التحديات التي يثيرها يوميا بالعالم.. ومنها أكثر من الصمت.. تنحني.. وتمشي معه.. حاملة على ظهرها وطهور شعوبها المتعبة.. كل أكياس غبائه وتحدياته المتفجرة الخطيرة....

أمريكا.. أمريكا.. أو الولايات المتحدة الأمريكية اليوم... هذا البلد.. هذا البلد بلا تاريخ.. أو بالأحرى تاريخه ذو الخمسة قرون فقط المحمل بالدماء منذ اكتشافه.. وقام مستعمروه بإفناء كامل إجرامي لشعوبه الأصلية.. والذين سموهم الهنود الحمر... أوسع وأجرم جرائم التاريخ Holocauste كامل لسكانه الأصليين... ومن بعدها خطف ملايين الإفريقيين من بلدان إفريقيا المختلفة.. ونقلهم بالبواخر كالحيوانات.. لتشغيلهم كعبيد بمزارعهم وبيوتهم.. حتى الموت.. بلا أية حقوق... ولا أدنى الحقوق الإنسانية... وعندما أراد الرئيس أبراهام لينكولن (بدافع ديني) تحريرهم جزئيا.. وإعطائهم الحد الأدنى من إنسانيتهم... إنشقت الولايات الأمريكية إلى شقين متقاتلين.. مع مشروع أبراهام لينكولن لإلغاء العبودية.. أو ضد مشروع أبراهام لينكولن للمحافظة على العبودية.. والمحافظة على قوانين العبودية التي تعتبر العبد لا كإنسان.. إنما ملكية خاصة لأسياده... وقتل الملايين من الأمريكيين من الطرفين المتنازعين بهذه الحرب المجنونة التي دامت عدة سنوات... كما حافظت عديدة من الولايات على قوانيننها العنصرية القاتلة.. حنى مجيء جون كينيدي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.. والذي ناضل سنوات لتنظيف عديد من الولايات الأمريكية.. من تقاليدها وعاداتها وتجمعاتها وأحزابها التقليدية وحكامها العنصريين المتشبصين... وما زالت هذه الروح العنصرية الكارهة للآخر موجودة حتى هذه الساعة بمخوخ وحكام وأحزاب وتجمعات أمريكية... تتفجر أكثر وأكثر... ومنهم الرئيس دونالد ترامب... وخاصة لدى تجار بيع الأسلحة بالولايات المتحدة المريكية.. حيث أولى مواد دستور الولايات المتحدة الأمريكية.. هو حق امتلاك أي نوع كان من الأسلحة القاتلة.. بحجة الدفاع عن النفس... وهي البلد الذي يحمل يوميا أكبر عدد القتلى الأبرياء بالرصاص... كما تحمل أكبر عدد الاغتيالات العنصرية من أقراد وجماعات... وكل معترض أو مفكر سياسي يعترض على حرية بيع الأسلحة في العالم يجابه أكبر لوبي بالعالم.. والذي هو لوبي حرية بيع الأسلحة.. والذي يفوق لوبي بيع السجاير الأمريكية بالعالم...

السياسات الأمريكية ولوبياتها ومافياتها الحربجية... الخارجية والداخلية المبنية على الرأسمالية الاقتحامية.. والتي تبقى على استعداد لفناء شعوب بكاملها.. من أجل سيطرتها على سياسات وحياة شعوب بكاملها... من أجل المحافظة على قدرات هذه اللوبيات والمافيات الرأسمالية.. وخاصة ديمومة وقوة اختراقاتها بالعالم... يعني خطر دائم على الإنسانية بكاملها...

هل تبقى من ينبه.. ويلاحظ.. ويحذر... ويــحــذر (بشد الذال المكسورة) ؟؟؟!!!...........

***************

عــلــى الـــهـــامـــش :

ـ لعبة بــوكر في موسكو

كنت أعتقد كالعديد من المعلقين السياسيين أن دونالد تــرامــب... إنسان غبي.. وغبي جدا... أخطأتزز أخطأت جدا... ما يجري اليوم من اضطرابات ومظاهرات في موسكو والعديد من المدن الروسية اليوم.. من مطالبات بديمقراطية حرة.. وانتخابات نيابية وبلدية في روسيا.. بعنف جماهيري ظاهر.. من مفكرين وتنظيمات حديثة ومواقع إعلامية انتقادية ظاهرة ضد الرئيس بوتين... والذي لم يعلن بعد عن رغباته الشخصية بهذه الانتخابات.. أو يعلن عن مرشحه المرغوب... اعتقالات واسعة بين المتظاهرين.. وخاصة بين المنظمين ورواد ومخططي وقواد هذه الحركات الانتقادية والتظاهرات المنظمة العلنية... بنفس الوقت التي تجري عدة مفاوضات حادة موزونة.. بين تــرامــب وبــوتــيــن.. بين الولايات المتحدة وروسيا.. متاجرات واسعة جدا.. على اقتسام المناطق الحساسة بالعالم.. بعد أن حصل بوتين على مكاسب ظاهرة ببعض المناطق الحساسة في سوريا.. ولكن لقاء تنازلات عديد.. وخاصة في سوريا... حيث تجري لعبة بوكر ومد وجذر في سوريا خاصة.. مع تحركات وخوف من تحركات هجراتية من إدلب.. باتجاه الحدود التركية قادمة من مدينة إدلب السورية... حيث ما زال يوجد آلاف وآلاف المقاتلين الإسلامويين.. من مختلف الاتجاهات والتنازعات الخفية والظاهرة.. والتيما زالت تركيا تسيطر عليها... مقابل السماح للقوات التركية بتوجيه ضربات قاصمة للمحاربين الأكراد السورية في الشمال السوري... رغم الاختلافات التركية ـ الأمريكية الحالية حول شراء صواريخ S400 روسية حديثة وصلت لتركيا...

هل تمكن ترامب وبوتين أخيرا على الاتفاق على إنهاء المشكلة السورية.. بوضع تجزيئي.. يعطي بمراضاة جزئية ومصالحات محلية داخلية للرئيس بشار الأسد.. بأشكال انتصارات محدودة.. كتصفية وتنظيف إدلب.. مقابل هيمنة القوات التركية على كافة الخط الحدودي.. ما بين سوريا وتركيا... مما يعني في الواقع تأكيدا للرغبات الأمريكية والإسرائيلية خاصة.. بأن سوريا.. لن يتبقى لها سوى تأكيد ما تبقى من أمانها ومدنها المحررة.. وعادة إعمار نصف البلد المتهدم المتفجر.. والذي يحتاج إلى عشرات وعشرات السنين... والاهتمام بعودة ــ ما أمكن ــ الراغبين من المهجرين السوريين...

سوريا ما تزال ورقة.. بلعبة البوكر هذه... ما المستقبل؟؟؟... من يدري؟؟؟ من يدري؟؟؟........

ــ آخر خبر

هل هناك عودة للحرب الباردة؟؟؟...

حسب وكالات الأنباء هذا الصباح.. أن المعاهدة التي وقعها غورباتشوف بفترة قصيرة قبل انتهاء الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.. حول تخفيف أعداد الأسلحة النووية.. وتجديد أبحاثها وكمياتها... هذه المعاهدة تنتهي بآخر هذا الشهر... وعلى ما يبدو أن السيد ترامب يريد شروطا جديدا.. لا يقبلها الرئيس بوتين.. وهناك برود واضح بهذه المفاوضات.. لأن الرئيس بوتين.. رغم الانتخابات القادمة في روسيا... ليس غــوربــاتــشــوف!!!...


بــــالانــــتــــظــــار...

غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن