النارُ ولا العارْ

أمير بالعربي
AmirBelArbi@outlook.com

2019 / 7 / 21

"وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ . هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ ." (مت 13: 50)
********

قال أنه استنارْ
وانقشعتْ عن قلبه الغمّة
يوم علم زيف خير أمّة
الرّبّ يحبّ الأشرارَ
والأخيارْ
الربُّ خروفْ
كبشْ
تيسْ
الربُّ جاموسْ
حمل لعنة الناموسْ
وحرّر العالم من شعبه المختارْ
الربُّ لا يكذبْ
ولا يأبه لفضةٍ وذهبْ
الربُّ يحبّْ
الربُّ محبّْ
ومن الحب لا يتعبْ
وأمه تُطوبْ
وبركاتها لا تَنضبْ
ومن تَبع ولم ينقلبْ
لن يطرح في الكبريت والنارْ
وسينعم بحفلة شواء أبدية
دون أن يسأل أو يعجبْ
من حب الربّْ
فالربُّ فَدى وصُلبْ
ومن لم يقبلْ
استحقَّ من الربّ الغضبْ
فعن أي منطق يَبحث الشقي ويَسألْ ؟
وكيف بأبديته يُقامر ويَلعبْ ؟


قالت أنها أخيرا علمتْ
ما غاب عنها وما جهلتْ
بحثتْ
وتعبتْ
فاكتشفت وخلصتْ
خلاصُ الربّ عجيبْ
لا يُحرم منه البعيد والقريبْ
الربُّ كرّمَهَا
هي , مَن بالبهائم شُبهتْ
ومِن حزب الشيطان أنقذَهَا
الرب علّمَهَا
الرب نوّرَهَا
وخشبة الجهل نزع مِن عينهَا
الربّ أحبَّهَا
ومن الغبن انتشلَهَا
"هاليلويَا هاليلويَا
ليتكَ معي تُغني خويَا
الربّ محبّْ
أنا أحبّ الربّْ
كلنا نحبّ الربّْ
ومِن نُوره لا يهربْ
إلا كل ضالّ مُذنبْ"

وماذا عن الأرض يا هانمْ ؟
سألتْ
مملكتي ليست من هذا العالمْ
ردّتْ
وماذا عن الشعبْ
زدتْ ؟
"آمنٌ هنيٌّ سَالِمْ
في حظيرة الربّْ
يُحِبّْ
ويُحَبّْ
فلماذا لا تُرحِّبْ ؟"


نظرتُ إلى المستنيرْ :
وأنت يا ابن الربّْ ؟
قال : "حب الأعداء عسيرْ
هلا فكرتَ في عجب هذا الطلبْ ؟
هذا ليس النذيرَ البشيرْ
بل الربّْ الحقيقي المحبّْ
قدّوسٌ يا ربّْ
أصلي أن تلمسَ منه القلبْ
والكبدَ والكلَى
وأن تُبعده عن ساحة الوَغَى
التي يبحث لها كل لحظة عن بعيرْ"


تركته وسرت بعيدًا
تألمتْ
لكني كنت سعيدًا
التقيؤ عهدتْ
لكني تلك المرة ما تقيأتْ
وسمعتْ
قلتُ القليل وسكتّْ
ولو تكلمتُ ما كنتُ انتهيتْ
ولكنتُ كَرهْتْ ....

جلستْ ....
ففاجأني الربّ , بجانبي جلسْ
وفي أذني همسْ :
أعود المرضى ولا أنسَ من غابْ
أحمل المسرّة وأبشّر بالروحِ والآبْ
قلتُ : ابن أبيكَ لا أحبّ اللّغوْ
أغاب عنكَ أني لا أحتمل البدْوْ ؟
قال : ليس يهوديٌّ ولا يونانيٌّ
ليس ذكرٌ ولا أنثَى
لأنكم جميعا واحدْ ....
قلت : لا فرق بين عربي
ولا أعجمي
إلا بالتقوى
كله لغوُ بدويٍّ حاقدْ !
ولا تقل كلام شيطانْ
وكلامُ الآبِ أَسمى

حَاوَلَ أن يزيدْ
فتركته وسرتْ
أنظر الأفقَ البعيدْ ....
نارًا تحرقُ خيولا وبغالا رأيتْ
فجريتْ
على نارْ
وصرختْ :
هل تريدين المزيدْ ؟
وعندما اقتربتْ ....
فرحتُ لما رأيتْ
واتكأتُ أنظر وأرنِّمْ :
"النارُ ولا العارْ
وداعا مسخ أمّة
وداعا ملح الفجّارْ
وداعا أعظم غمّة
قال عنها الأشرارْ
أنها شعبٌ مختارْ !" .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن