ثرثة فلسفية

حنان بديع
hananbadih@yahoo.com

2019 / 7 / 8


اذا كنا نختار ما نريد أو نحب ان نفعل؟ فهل هو خيارنا الحر حقا ؟
ليس سؤالا ساذجا كما يبدو ، لكن بنظرة تأملية ، سنجد أن خياراتنا ناتج حقيقي لطبيعتنا التي لا نملك فيها خيارا ليس إلا ، فدعوني أسالكم ..
هل الشعور بالرحمة والعطف قرار ؟
هل الرغبة في مساعدة الآخرين والعطف عليهم ميل أو رغبة أو قرار ؟
هل الحب والمحبة مثلا قرار؟
هل التسامح أو الحقد يتم بقرار مسبق ؟
هل الكره والقسوة خيار ؟؟
هل اخترنا أخلاقنا أم هي التي اختارتنا دون أن ندري ؟
يا صاحب القلب الطيب الحنون ، هل كنت مخيرا ؟
ويأيها القاسي الظالم هل فكرت يوما من أين أتت القسوة ومتى بالضبط أخترت أن تكون بلا قلب ؟
وهل تدرك فعلا انك أناني بلا قلب ؟؟؟
هل الشعور بوخز الضمير خيارا أو قرار؟
باختصار ، هل فعلا اخترنا أن نكون أشرار او أخيارا ؟ فكم منا يتمنى لو يغير طبيعته الطيبة الساذجة ..
وكم منا كان ضحية طبيعته القاسية الشريرة التي لم يكن ليغيرها وهي حقيقته ..
هل اخترنا أن نكون ناجحين أو فاشلين ؟ فالموهبة والقدرات والحظوظ أرزاق مقرره سلفا ..
هل كلنا آباء أو أمهات ؟ فالأبوة والأمومة غريزة مفقودة لدى البعض ..
هل اخترنا أن نقع في الحب مثلا ؟ فالحب ثقافة عطاء لا يحترفها الجميع ..
ومن الذي يقرر طبيعتنا وحقيقتنا تلك التي تحدد من نحن وما نريد أو نفعل ؟
من المؤكد أننا لم نختار شكلنا وطولنا ولوننا ودرجة ذكائنا ومستوانا الاجتماعي والمادي وطبعنا وأمراضنا النفسية ،، لكن هذه كلها التي تحدد في النهاية طبيعتنا وحقيقتنا التي تختارنا ولا نختارها .
طبيعتنا التي تتخذ عنا قراراتنا الفعلية كل حسب حجم ذكاءه ومساحة نقاء قلبه وضميره ..
إذا لم تصدقوني فأسلوا أهل الاجرام عن أسبابهم وأهل الإحسان عن إحسانهم ،، أكاد أجزم أن أغلبهم سيجيب إجابات كلها تدور حول لا أعلم كيف فعلت ولماذا أفعل .. أو (هكذا أنا..) !


حنان بديع



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن