ماذا بعد حل الحشد الشعبي؟!

محمد حسن الساعدي
m_hussan1975@yahoo.com

2019 / 7 / 7

تناقلت وسائل الاعلام خبر قرار القائد العام للقوات المسلحة السيد عادل عبد المهدي حل الحشد الشعبي وارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة، وما ينتج عن هذه الخطوة من تأثيرات خطيرة سواءً على المستوى السياسي او الامني على حد سواءً، خصوصاً وان الوضع السياسي العراقي مركب ومعقد تعقيداً لا يمكنه تحمل أي تفكك ، لان سوف يعرض الوضع السياسي الى الاهتزاز ، ما يعد مبرراً للأجندات من تنفيذ مخططاتها في البلاد فالحشد الشعبي ليس مؤسسة عسكرية أو مجموعة من الافواج خرجت لتعود الى الخدمة من جديد ، او ليست تشكيلات منحلة ومهيكلة لتعود من جديد ، لكنها عبارة عن متطوعين يرجعون في الاغلب لتيارات سياسية وأحزاب، والبعض الآخر من هذه التشكيلات مرتبط بالخارج ، ويتمتع بحصانة تؤهله للدخول في أكبر مكامن الارهاب ومحصناته ، مما ترك أثراً سلبياً لدى القوى الغربية والتي رأت في الحشد الشعبي عبئاً ثقيلا على كاهله في العراق ، لهذا مما أضطر وزير الخارجية الامريكي الى نقل رسالة وصفت “شديدة اللهجة" لا يقاف الحشد الشعبي وإنهاء دوره في البلاد ، وإلا سيعاد العراق الى طائلة البند السابع ، وسيفرض عليه حصاراً أقتصادياً عاماً وشاملا على صادراته النفطية ، ما جعل السيد عبد المهدي يسرع الى أصدار قراره التاريخي بحل الحشد الشعبي ، وفك ارتباطه بأي مسميات أخرى ، وارتباطه مع القائد العام للقوات المسلحة .
الحشد الشعبي أرتبط وجوده مع وجود الارهاب الداعشي ، والذي لك تستطع المؤسسة العسكرية بعدتها وعتداها من إيقاف زحفه وانتشاره ، الامر الذي أستدعى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف من إصدار فتواها الشهيرة "الجهاد الكفائي" حيث هبت الملايين لتلبية نداء المرجعية، حيث زحفت الملايين نحو ميادين التضحية وتقف ضد الارهاب بكافة أنواعه ، وتحرر الارض من دنسهم ، وما ان تطهرت البلاد من مخالبهم حتى عادت أعيد ترتيب أوراق تشكيلات الحشد الشعبي لتكون القوة الرديفة للقوات المسلحة والوقوف بوجه أي خطر يهدد امن البلاد ووحدة أراضيه .
إن تجربة الحشد الشعبي كانت عقبة كبيرة أمام أعداء العراق الذين يحملون مشاريع التقسيم الطائفي والقومي في العراق ومحاولة جره الى آتون حرباً طائفية لا تنتهي ، فوقف العراق بجميع مكوناته ضد الأصوات الطائفية التي أرادت تشويه تجربة الحشد من خلال إطلاق الأكاذيب والاتهامات الباطلة بحق هذه القوات البطلة التي شهد لها الجميع بالوطنية وبحملها للمفاهيم الإنسانية والالتزام بحقوق الإنسان وتقديم يد العون للمواطنين في كل المدن التي يتم تحريرها من قبضة "داعش"، كما إن ترحيب الأهالي هو الدليل على قبول المواطنين في تلك المدن بالقوات الأمنية ورجال الحشد وترحيب الحكومات المحلية والمسؤولين هناك وفرحتهم بتخليصهم من ظلم التنظيمات الإرهابية التي ظلت جاثمة على صدور أهلنا في تلك المدن.
أن دمج قوات الحشد الشعبي مع القوات العسكرية النظامية، وتكوين تشكيل عسكري عراقي واحد هو الجيش وقوات الشرطة، إذ يرى العديد من الخبراء انه من الممكن الاستفادة من خبرات أفراد قوات الحشد الشعبي التي اكتسبوها في المعارك مع تنظيم داعش الإرهابي، من خلال دمج الأفراد من هم في سن الخدمة العسكرية واستيعابهم في الجيش العراقي الجديد، أما المتطوعون الآخرون فانه يتم إعادتهم إلى وظائف الأصلية من كان موظفا في الدولة، أو إلى أعمالهم الأخرى التي كانوا يزاولونها قبل انضمامهم إلى الحشد الشعبي مع إعطائهم مكافئات مجزية عن ما قاموا به من أعمال حفظت كرامة ووحدة العراق والعراقيين، إذ إن هذه الخطوة من شانها أن تزيد فاعلية وقوة الجيش العراقي من جهة، وان تجعل من أفراد الحشد الشعبي قوة ضاربة في هذا الجيش ثانيا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن